طبيب يبحث …للدكتورة رانيا كفروني فرح

بيروت – تقلا ابراهيم : ضمن سلسلة علوم الايزوتيريك رواية  بعنوان ” طبيب يبحث” إعداد وتنسيق الدكتورة رانيا كفروني فرح. تضم الرواية 208 صفحات من الحجم الوسط منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء-بيروت .

   يروي الكتاب مذكرات شخصيّة وإعترافات ذاتيّة دوّنها أحد أطباء علم باطن الانسان-لإيزوتيريك في زمن حديث العهد، وما توّصل اليه من حقائق طبيّة إنسانية قلّ من كشف كنهها على مسار الوعي الذاتي… فانتفت من حياته المصادفات، ولم يعد يؤمن بالعبثية والعشوائية، ولا حتى بما يدعى بالحظّ، أو الصدفة أو الموهبة، حيث أنعمت عليه الحياة بالمعرفة الجديدة، ووهبته من قلبها، فأعطته بسخاء، وتلمذته على يدّ معلّم جليل…

يكشف ” طبيب يبحث ” النقاب عن تلك الحلقة المفقودة في طبّ الجسد، ألا وهي وجود عالم الباطن في الانسان كأساس لما يظهّره الجسد، ذلك العالم الخارج عن النطاق الحسّي المادي المألوف… والذي إن لم يعترف العلم المادّي بوجوده، لن يصل الى المرام. وكيف لا؟! فالروح التي تحيي الجسد لامادية، والحياة التي تسري في عروقه أيضاً لامادية، الفكر فيه والمشاعر والمحبّة والتعاطف والألفة والحبّ والكره والبغض والتسامح… جميعها لا تلمس… ولا ترى….

    يقف الكتاب على أسرار مكوّنات النفس البشرية وتأثيرها في الجسد. ويكشف أسرار المعالجة الباطنية المستقبلية التي تعتمد على معاينة الجسد المريض من خلال الاجسام الباطنية، أو أجهزة وعي النفس البشرية ( الجسم الأثيري أو الهالة، والجسم الكوكبي أو المشاعر، والقسم الأدنى من العقل). ففي النفس تحديداً تكمن أسباب صحّة المرء النفسية والجسدية، وأسباب اعتلالها.

     ” طبيب يبحث ” يقدّم في طياته شذرات عملية تطبيقية من محيط المعرفة الانسانية الشامل، حول تقنية أنسنة الطبّ المستقبلي، وفي مبادىء المعالجة المستقبلية التي ربما تستوحي منها حلاَ لمشكلة جسدية… لكن من المؤكّد أنك ستتقدّم خطوة نحو وعي جسدك وعلاقته بأجهزة الوعي فيه… علما أنه عبر الجسد يصل المرء الى إكتمال وعيه: ما يؤدّي الى الكمال الانساني، فالروحي مستقبلاً…

     رواية ” طبيب يبحث ” هي دليل كل مريد نحو تفتيح الحكمة العمليّة، فالحكمة كما يعرّفها الكتاب هي: ” فعل محبة واستنارة عقل، توحدا في خضمّ المسلك الحياتي… ففكر القلب بديهة معرفيّة… وشعور العقل عاطفة إنسانية، إذا ما اجتمعا ولّدا حكمة عملية في المسلك وعلى كلّ صعيد… حينها يضحي صوت الحكمة العملي بوصلة داخليّة تنير سبيلك… تستولدها بصيرة متفتحة تهوى الاستكشاف، وقلب محبّ يبغي العطاء، وهدف صادق ينشد التحقق، ونفس واعية لا تحكم ولا تدين، بل تطمح الى المساعدة والإرتقاء”…

 باختصار الحكمة العملية بوصلة القلب والعقل في الكيان. بذرة وعي كامنة على المرء اكتسابها كمرحلة أساس في تفتيح مقدرات جسم الإرادة.

حيث أنه يستحيل على المرء تفتيح مقدرات الإرادة بشكل متقدّم في نفسه في غياب الحكمة، وإلاّ قد تقوده الإرادة في تشعبات غير محمودة النتائج”…

    لن أطيل التعريف بهذا الكتاب، ولعله الأول من حيث المعرفة التي يتضمّنها… فلندع المعرفة تكشف عن أسرارها بين طيات الكتاب…

شكرا للتعليق على الموضوع