خبراء ومحللون يفسرون قرار مقاطعة قطر: تنبؤات بحرب لتضييق الخناق على غزة وخدمة إسرائيل

خلف قرار 6 دول خليجية (السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن والمالديف) بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر الكثير من ردود الفعل، ما جعل الآراء تتباين وسط المحللين والخبراء، خاصة بعد أن وصل بالدول المذكورة إلى منع سفر مواطنيها إلى قطر، وإغلاق المجال البحري والجوي أمام الطائرات والبواخر القطرية.

وإذا كان الموالون لتيار الدول المقاطعة قد أرجعوا السبب الجوهري لخيار قطع العلاقات الدبلوماسية إلى مواقف وتصرفات الدوحة، من ذلك دعمها لجماعات متطرفة وتأييدها لإيران في مواجهة دول الخليج، وتحريض بعض المواطنين على حكوماتهم، إلا أن محللين آخرين حذروا من مغبة المبالغة في هذه الخرجة التي وصفوها بالمحفوفة بالمخاطر، خاصة وأن ذلك سيجمد حسبهم المعاملات الاقتصادية الجارية بين قطر ودول الجوار، والتي لا يمكن الاستهانة بها قياسا بحاجة الدول الخليجية إلى بعضها البعض وفقا لمصالح اقتصادية وسياسية وأمنية.

عبد العزيز بوسعيد: المقاطعة تمهيد لصناعة الشرق الأوسط رقم 2

أكد الخبير عبد العزيز بوسعيد بأن قرار المقاطعة كان متخذا مند قمة تأسيس تحالف الرياض، واعتبر الهدف منه هو صناعة “الشرق الأوسط 2” كما سماه المتحالفون الجدد، حيث يغيب فيه كل صوت معارض لوجود إسرائيل هناك، وبالمرة  محاصرة غزة وتركيا وقطر وستليها الجزائر بعد رفض الدبلوماسية الجزائرية التناغم مع قرار حلف الرياض يوم إنشائه، وقال الخبير الجزائري بأن حلف الرياض الجديد أو حلف “الشرق الأوسط 2” ليس مجرد لقاء عادي، لأن حملة المقاطعة لقطر هي مجرد خطوة فقط حسب رأيه للمرور إلى خطوات أخرى منها حصار غزة  وإعلان الحرب هناك بغطاء هذا التحالف والدعم الأمريكي، واعتبرا الخبير عبد العزيز بوسعيد بأن التحالف المذكور سيعمل بعد نهاية الحرب على إلحاق غزة ثانية بمصر (ارجاعها للوصاية المصرية كما كانت قبل 48)، وإلحاق الضفة الغربية ثانية بالأردن (كما كانت قبل 67)، وهكذا تحل حسبه قضية فلسطين، ويتم الاعتراف بإسرائيل عربيا، ويمول تحالف الرياض عمليات إعادة إدماج وتعليم الشعب الفلسطيني وجعله جزءا من دوله الجديدة، وختم بالقول بأن هذه الغاية هي التي أشار إليها جون بولتون كبير مستشاري ترامب في الشؤون الخارجية.

نايف العساكر: قرار المقاطعة جاء في وقته بسبب تصرفات قطر

على صعيد آخر، وصف الباحث السعودى نايف العساكر (متخصص في الجماعات المتطرفة) هذا القرار بأنه حكيم وجاء في وقته، داعيا الكويت إلى اللحاق بدول الخليج الأخرى (السعودية والإمارات والبحرين) في قطع علاقتها بقطر، بحجة أنها كانت ومازالت داعمة للإرهاب والثورات وزعزعة استقرار الدول العربية، من ذلك التحريض وتأجيج الشارع الكويتي للخروج ضد قيادته فيما يسمى بثورة الكرامة، وكذا مواقفها من دعم جماعة الإخوان الإرهابية وقياداتها بمختلف أنواع الدعم لزعزعة استقرار مصر، وأكد العساكر أنه قد أن الأوان لأن يكون هناك موقف عربي موحد ضد قطر.

إيلي يشعوي: القرار مفاجئ ولا يخدم قطر ودول الجوار

في المقابل، وصف الخبير الاقتصادي اللبناني إيلي يشوعي بان الأحداث الحاصلة بغير المتوقعة، وسيكون لها أثر سلبي على المتعاملين والمستثمرين الاقتصاديين من الجانبين، مضيفا بأن هذا التأثير سيبدو جليا على قطر في الأسواق المالية، مؤكدا في السياق ذاته بأن المتطلبات الاقتصادية والسياسية تؤكد الارتباط بين قطر ودول الجوار، وهو ما يفرض التحلي بالرزانة قبل الإقدام على أي خطوة، مؤكدا بأن كلامه مبني على أسس اقتصادية تهم واقع ومستقبل الدول المعنية.

ومعلوم أن الدول الخليجية التي قررت مقاطعة قطر دبلوماسيا واقتصاديا أرجعتها إلى عدة حجج ومبررات، حيث أرجعت السعودية السبب إلى حماية أمنها من الانتهاكات القطرية والتحريض الذي يهدف إلى شق الصف الداخلي السعودي. أما الإمارات فأرجعت السبب إلى تمويل قطر واحتضانها للجماعات الإرهابية والمتطرفة والطائفية، أما البحرين فأرجعت الأمر إلى التدخل القطري في الشؤون الداخلية ودعمها لمحاولة إسقاط النظام الشرعي في المنامة، في الوقت الذي وجدت مصر حادثة المروحة في دعم قطر للإخوان المسلمين الذي هو بحسب الدولة المصرية تنظيم إرهابي.

شكرا للتعليق على الموضوع