قصة “معاناه حقيقية تحتاج لفت انتباه “

تقرير: إبراهيم درويش – اليمن

في أثناء رحلتي يوم أمس وانا في طريقي إلى منطقة وصاب السافل بالتحديد منطقتي (النخوس . والاجراف ) وهم من قرى مديرية وصاب محافظة ذمار والتي تبعد عن مديرتي (الجراحي ) مسافة تقدر من 40 إلى 50 كم عن مديرية الجراحي محافظة الحديدة .

وفي أثناء الرحلة والتي كانت هي بالأساس مقصودة لتلمس حال الناس ووسائل وسبل عيشهم في ظل هذة الظروف المأساوية التي يمر الوطن وأيضا بسبب الحرب التى أتت باكلها على كل جميل فقلبتة رأسا على عقب.

وفي اثنا هذة الرحلة شاهدت الكثير والكثير والكثثثثثثييير من معاناة الناس هناك في تلك المناطق والتى تعد مناطق شبة معزولة عن حياة البشر والكرامة الإنسانية والحقوق والتي من أهمها حق الوصول والحصول على مياة نظيفة وصالحة للشرب والاستخدام الآدمي .

حيث شاهدت ما لم يكن بالحسبان ولا يخطر على بال بشر من تلك المعاناه الحقيقية معاناه يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان، معاناه جدا جدا جدا صعبة في الحصول على المياة حيث يذهب النساء والأطفال بمسافات تقدر بالكيلو مترات بغض النظر عن المنحدرات والارتفاعات الشاهقة حيث يقوم النساء الأطفال بحمل دية الماء سعة 20 لتر على رؤسهم لتلك المسافات المرهقة والمتعبة والشديدة الصعوبة أيضا نظرا لوعورة الطريق من جهة والخطر الذي يحيق بهم من جهة أخرى .

حيث يعيش أهالى تلك المناطق معيشة صعبة الصعوبة طيلة يومهم بحثا عن المياة والبعض الآخر ممن تعرض أو يتعرض للتعب يدفع قيمة دية ماء سعة 20 لتر ما يعادل 300 ريال قيمة ماء لا يكاد يغطى احتاجهم ليوم واحد لمياه الشرب فقط فمابال الاحتياجات الأخرى للمياه والتي تكاد معدومة بالفعل.

إنها معناه ما أشدها من معاناة في حقوقهم كبشر. معاناه تحتاج إلى لفتة حقيقية لفتة كريمة من أصحاب القلوب الرحيمة من فاعلين من منظمات وجمعيات ومؤسسات وأيضا رجال المال . تجاه هذة المعاناه .

وفي أثناء عودتي من تلك الرحلة إلى مديرتي شاهدت أيضا الكثير والكثير من تلك حيث وقفنا بسيارتنا أثناء مشاهدة تلك المعاناه والحال الذي يعيشون فية وطلبنا من الأطفال والنساء لمن يرغب في مساعدتة بأن نحمل لة دية الماء إلى المكان الذي يريد فرحب الكثير منهم بهذا العرض من الأطفال، اما النساء فما كان من بعضهم إلا الفرار خوفا منا رغم أننا نريد مساعدتهم فقمنا انا وزملائي الرفاق بتحميل دبات المياة على ظهر السيارة واوصلناهم إلى منطقة سكنهم رحمة بهم .

فطرأت في أذهاننا انا وأصدقائي أن نرفع معاناة تلك القرى المحرومة من الحصول على المياة فقمنا بالبحث وجمع البيانات والمعلومات عن الآبار وكم عمق الآبار وإعداد الآبار الموجود في القرى ومدي المسافات التي بين البئر والأخرى وإعداد المستفيدين فاصابنا الذهول من هول الكارثة الإنسانية فوجدنا بعضهم يضطر لشرب المياة الراكدة من الأمطار من إحدى السدود الموجودة على طول الطريق المؤدية إلى تلك القرى وهو سد قام ببناءة الصندوق الاجتماعي لحماية القرى من سيول الأمطار والذي استغلة الأهالي للاستفادة من مياة الأمطار التي تتجمع فية وهي مياة غير صالحة لا للشرب ولا للاستخدام الآدمي، مياة مخضرة مكسوة بالطحالب وتغوص فيها الديدان إلا أن الأهالي يظطرون للشرب من تلك المياة رغم الخطر المحدق بهم من عمق السد والانحدار الكبير لجدران السد، ياله من مشهد محزن من ذلك الخطر وسمعنا عن حكايات سقوط وموت لبعض النساء والأطفال في ذلك السد إلا أن الأهالي يضطرون للمخاطرة بأرواحهم للحصول على المياة نظرا لشدة المعاناه التي يمرون بها مقارنة بتلك القرى الصغيرة الواقعة في ريف تهامة .

 ان حال هؤلاء حال يندى لة الجبين بالفعل . ونحن ومن خلال من ريناه وما شهدناه بأم أعيننا اذا نرفع صوت هؤلاء برفع المعاناه التي يمرون ونضم صوتنا إلى أصواتهم بالمطالبه بمد يد العون لهم بدعمهم بمنظومات طاقة شمسية مصغرة مع غطاس مياة لكل بئر في القريتين والقري المجاورة لهم ونطلب من أهل الخير والإنسانية الاستجابة لهذا النداء رحمة ورافة بهم ومن يصدق هذا فليقم بزيارة ليتلمس واقع ما شهدناة ويتأكد من ذلك.

16

وفي أثناء العودة كنتُ أشاهد من نافذة السيارة تلك المعاناه الذي خلفته هذه الحرب اللعينه .. ومدى معدلات الفقر والمعاناة الذي كان حجمة كبيرا ً على الفقراء وخاصة القرى الريفية الفقيرة ذات الطبيعة الجبلية والطرق الوعرة حيث كان الناس قبل الحرب يقومون بشراء المستقات النفطية واسخراج المياة سابقا ولكن واقع الحال تبدل وانتشرت رقعة الفقر بدرجة كبيرة مما ادى الى اشتدادة المعاناه لدى الكثير من السكان في الكثير من الاماكن ….

أيضا ًكان هناك خراب من نوع ٍ أخر رأيته في ملامح وأعين وأجساد الماره.. الأباء والمسنين والعاملين … الأطفال في ازقه القرى وفي الحارات و الطرقات المؤدية من وإلى تلك القرى أو من شاخت بهم طفولتهم وهم يصارعون الحياة من أجل الحصول على المياة وكذا لقمة عيش يكسبونها بعرقهم بل وبأرواحهم وراحتهم… رأيت في سكان تلك القرئ التي كنا نمر خلالها أو قريبا منها…. الفتيات والامهات وحتى المنازل كانت حزينة ومتعبة ومرهقة فقد ارهقتها الظروف والحرب وسوء الحال في ظل هذة الأوضاع المريبة جدا وكان كل واحد منا يتأمل تلك المناظر وينسحب منها رويدا رويدا نحو عالمه الخاص الذي لم يكن يختلف كثيرا ً عما كنا نراه من خلف زجاج النافذة.. فقد كنت احدق بهم واحدا ً واحدا ً أبحث عن إبتسامة أحدهم لنفسه ولما يجول بخاطره في تلك اللحظه.. حتى تعبت وأستسلمتُ لنافذتي أنا ايضا لاستكمال المشهد انا وزملائي والنقاش حول ما ريناه من هول الكارثة والوضع الإنساني .كان كل منا يتمم لنفسة بعد ذلك النقاش ما الذي نستطيع فعلة لهؤلاء كيف نرفع صوتهم وتلك المعاناة التي يواجهونها أن َّمشوارهُ اليوم في هذة الرحلة لم يكن بالحسبان بأن هناك معاناه مثل هذة المعاناه التي أصبح الناس يدفع ثمنها الباهض من عمرة وراحتة الثمن الكبير الذي لم يقوى علية الفقراء والضعفاء من أبناء هذا الوطن …

لقد كان كل واحد منا يهزُ راسة في ظل الهدوء الذي خيم علينا .. رغم ان كلا منا ً غارق في همومه وخيباته..ثم قام رفيقي سائق السيارة يشغل الراديو ويبحث عن أغنية أو خبر ٍ ما.مسلي . ليستقر عند أغنية هادئة جميلة .وأخذ يتمتم ويردد معها .. برغم الحزن والغصه التي كنت أنا حينها أسبح فيها بقرب نافذتي.. وبرغم اني لست من المهتمين كثيرا ً بالاغاني… إلا أنَّ الموقفَ هز َتفكيري… الحرب والدمار والغلاءءء ودوامات الفقر ٍ من الضجر والاحباط والخيبة .. وحينها تعجبت من طريقة تفكير صديقي هذه الذي فاجئنا بها وقت سماع الأغنية الخزينة.حين قال يجب على كلاً منا وانة لابدا من كل واحد أن يجد طريقته في التفائل في الوصول بهذة المعاناه للعالم وكل أهل الخير والإنسانية ورفع المعاناه من خلال المناشدات بحثا عن من يستطيع مد يد العون لهؤلاء .

 وقمنا نحن بترديد هذة العبارة التي خطرت في بالنا جميعا (لاتدع الواقع يهزمك … أنت تستطيع أن تتغلب عليه بأفكارك ) .

إبراهيم درويش - اليمن
إبراهيم درويش – اليمن

اقرأ ايضاً

مؤسسة استجابه تفتتح مشروع مياه مستشفى كرى بمحافظة مأرب

شكرا للتعليق على الموضوع