بالصور: السباحة في نهر الخازر المتنفس الوحيد للشبان النازحين من الموصل

يضعون عبوات بلاستيكية تحت ثيابهم، يتسلقون جذوع بعض الأشجار ثم يقفزون بحماسة في نهر الخازر للسباحة، وتشكل هذه الهواية المتنفس الوحيد لأطفال وشبان نزحوا من مدينة الموصل في شمال العراق، ليجدوا أنفسهم محاصرين داخل مخيم.

وبعدما استحدثوا فتحة في سياج مخيم الخازر، الذي يحمل اسم النهر نفسه، يسلك عشرات الأطفال والشبان يوميا طريقا ترابية إلى النهر القريب للسباحة، بهدف التخفيف من حر الشمس وقضاء وقت ممتع قبل موعد الإفطار.

ويقول حمد شهاب حمد بشير “19 عاما” لوكالة فرانس برس ،بعد صعوده مبللا من النهر،: “نأتي إلى هنا لنشعر بالبرودة خلال شهر رمضان، لأن الطقس حار”.. ويضيف “نقضي وقتاً هنا وتتسلى الناس مع ربعها حتى العصر ثم نعود أدراجنا”.

ويتابع “حمد”، على وقع التصفيق وصيحات الأطفال في النهر: “لا عمل لدينا ولا شيء نقوم به.. نعتبرها رياضة للجسم وتسلية لأننا نلازم المخيم 24 ساعة”.

وفي كل مرة يتسلق فيها شبان جذوع إحدى الأشجار المحاذية للنهر تمهيدا للقفز في المياه، تعلو قهقهات الأطفال والتصفيق لشدة حماستهم.

وفي غياب أي إجراءات أمان أو حماية، اختار بعض الأطفال وضع عبوات بلاستيكية تحت ثيابهم أو صنعوا منها سترة يرتدونها خوفا من الغرق في مياه النهر الجارية ذات اللون المائل إلى الخضرة.

ويقول عمر،11 عاما، لفرانس برس وهو يخبئ عبوة بلاستيكية تحت قميصه من جهة الخلف: “وضعت العبوة لأنني أريد أن أعوم، هكذا أسبح وأعوم”.

وخلال وجود فريق فرانس برس في المكان، كاد طفل لا يتجاوز الأربع سنوات أن يغرق في النهر لولا إنقاذه من شبان كانوا قربه.

ويقيم في مخيم الخازر الواقع جنوب غرب مدينة الموصل، أكثر من 32 ألف نازح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء الذين فروا على مراحل من المعارك التي تشهدها مدينة الموصل، ويعيش هؤلاء ظروف انسانية صعبة.

وبدأت القوات العراقية في فبراير الماضي عملية واسعة لطرد الجهاديين من غرب الموصل، حيث ما زالوا يتحصنون في المدينة القديمة وأحياء قليلة في محيطها.

والخازر، نهر يقع بين أربيل والموصل، ويشكل أحد أبرز روافد نهر دجلة. ويقصد نازحون آخرون النهر لغسيل حاجاتهم وثيابهم.

-“أسبح وأتسلى”-يقول إبراهيم حسن إبراهيم، 13 سنة،: “الخيمة حارة والمولد لا يعمل دائماً، لا شيء في المخيم يسلي وهنا آتي لأسبح وأتسلى مع إخوتي وأولاد عمي”.

ويصطحب صالح علي زيدان، 38 عاما، أولاده الخمسة إلى النهر، ويقول وهو يمسك بابنه الصغير في المياه: “جئنا لنتسلى في المياه ونشعر بالبرودة”. ويضيف “نتبرد على المياه فلا كهرباء لدينا”.

ورغم أن مخيم الخازر هو من بين مخيمات قليلة للنازحين مزودة بالكهرباء، إلا أن المولدات لا تعمل لأكثر من معدل أربع ساعات يومياً، ما يحول دون القدرة على تشغيل المبردات الموزعة على الخيم. وتتراوح درجة الحرارة بين 40 و45 درجة مئوية في هذا الموسم ما يجعل الحياة اليومية للنازحين لا سيما الصائمين منهم صعبة.

ويقول صالح “السباحة هي التسلية الوحيدة المتاحة لنا هنا”.

ويمنع النازحون إلى المخيم، الذي تشرف عليه قوات الأمن الكردية، وتحتفظ ببطاقات هوياتهم من الخروج منه، لكن الشبان نجحوا في استحداث فتحة في السياج الذي يحيط بالمخيم من جهة النهر.

ورغم إغلاقها مراراً من قبل القوات الكردية في وقت سابق، وفق ما يروي نازحون، لكنها في الأسابيع الأخيرة ومع ارتفاع درجات الحرارة وبدء شهر رمضان، غضت النظر عنها.

ويقول نزار،16 عاماً، الذي يرتدي قميصاً أبيض ويضع قبعة، وهو يقف إلى جانب فتحة السياج، إنه منذ بدء شهر رمضان “بدأ الناس يخرجون للسباحة”.

ويوضح “أذهب وأسبح جراء التعب والطقس الحار. أرتاح لأن الخيمة حارة والهواء حار، ولا ترتاح إلا مع الماء البارد”. ويشير إلى أن الناس “تتسلى في المياه وترتاح كي لا تضج وتختنق”، مضيفاً “تخرج إلى الماء تأخذ نفساً وترتاح قليلاً”.

شكرا للتعليق على الموضوع