لماذا تقشعر أبداننا أحياناً عند سماع الموسيقى؟
من منا لم يطرب لأغنية أو لم يقشعر بدنه لسماع مقطوعة موسيقية تخطف الأنفاس والألباب؟!
يطلق على هذا الشعور بحسب ما أورد موقع ” Ibelieveinscience” اسم القشعريرة (Frisson) وهو مصطلح فرنسي يعني (رعشة الجمالية).
وقد أظهرت الدراسات أنه ما يقارب ثلثي الأشخاص يشعرون بهذه الرعشة.
ما الذي يسبب الإثارة التي تتبع برعشة؟
يبدو أن المقطوعات الموسيقية التي تتضمن تجانسا غير متوقع وتغيرات مفاجئة في درجة الصوت أو الدخول المتحرك لعازف منفرد هي أحد أكبر المثيرات لهذه الرعشة لأنها تخالف توقعات المستمعين بطريقة إيجابية.
وفي حين لايزال العلم يحاول معرفة لم تسبب هذه الإثارة قشعريرة في المرتبة الأولى. اقترح بعض العلماء أن هذه القشعريرة هي استبقاء تطوري لأسلافنا القدامى الذين أبقوا أنفسهم دافئين من خلال طبقة ماصة للحرارة متموضعة تحت شعر بشرتهم مباشرةً.
الشعور بالقشعريرة هو تغير مفاجئ في درجة الحرارة (كالتعرض لنسيم بارد خلال يوم مشمس) مما يجعل الأشعار تنتصب مؤقتاً ثم ترتخي معيدة الطبقة الماصة إلى مستواها الطبيعي.
قد تناقصت الحاجة لهذه الطبقة الماصة للحرارة منذ أن تم اختراع الملابس، ولكن البنية الفيزيولوجية لازالت على حالها ومن الممكن أنها قد تعدلت لتشكل هذه الرعشة الحسية استجابةً للمؤثرات المثيرة للعواطف كالجمال الخارق في الطبيعة أو الفن، بحسب “العربية.نت”.
وقد تنوعت الأبحاث حول انتشار القشعريرة بشكل كبير وأظهرت الدراسات أنه هناك ما يعادل 55 إلى 86 في المئة من الأشخاص قادرين على الشعور بها.
ويبدو أنه كلما كان الشخص مندمجاً ذهنياً مع الموسيقى كلما كان أكثر عرضة لأن يشعر بالقشعريرة كنتيجة لتركيز انتباهه بشدة في العامل المثير. فقد بينت نتائج بعض الدراسات التي نُشرت مؤخراً في مجلة (علم نفس الموسيقا) أن الأشخاص الذين يندمجون ذهنياً في الموسيقى (ويركزون في جزئياتها بدلاً من الاستماع وحسب) سيشعرون بهذه الرعشة أكثر وبدرجة أكبر من غيرهم.
يبقى التأكيد على أنه لا شك أن مدى الاندماج الذهني لشخص في قطعة موسيقية متعلق بنمط شخصيته/شخصيتها في المرتبة الأولى.