التلغراف تحاور المخرج الدكتور “مصطفى الشوكي”

 السينما الإيرانية هي الأقرب إلى الثقافة العربية

وهي سينما ملتزمة وتحمل هموماً مشتركة

من داخل مهرجان إصفهان الدولي لأفلام الأطفال واليافعيين كان ل ” التغراف ” حوار مع  مصطفى الشوكي المخرج والمنتج العراقى وصاحب شركة للانتاج السينمائي.

بما أنك مخرج وافتحتت صالة عرض سينمائية في العراق، ما هي البرامج التي حددتها للطفل في العراق؟

في ظل عدم وجود اهتمام جديّ من القائمن على المشهد الثقافي وأصحاب القرار ظهرت في العراق عدد من المبادرات الفردية التي أخذت على عاتقها محاولة النهوض من جديد بواقع السينما والثقافة العراقية بشكل عام، ورغم محدودية المحاولات الفردية ونقصها مهما كانت جادة، إلا أنها استطاعت أن تؤثر في المشهد الفني والثقافي داخل العراق وخارجه.

ومن هذا المنطلق قمنا أولا بتأسيس سينما العائلة التي رفعت شعار (من أجل إيجاد سينما وثقافة فنية ملتزمة) حيث كانت الاختيارات بدراية ودقة للعمل الجديّ على تفعيل هذا الشعار على أرض الواقع.

ومنه انطلقنا بالمشروع الأهم والذي هو (سينما الطفل) و(سينما المدرسة). وبطريقة علمية حيث تمّ التفاهم مع عدد من المدارس ورياض الأطفال على إجراء وتفعيل حصّة دراسية باسم (سينما) يتم فيها عرض فيلم سينمائي مختص بثقافة الطفل إسبوعياً، وقبل وبعد الفيلم تتحدث “المعلمة”  حول الفيلم وتناقش المحتوى مع الأطفال فنياً وأخلاقياً وأدبياً.

هل تفاعل الناس مع الفكرة؟

بالطبع تفعالوا معها، بل رحبّ الجميع بها.

هل تجد أنّ الفكرة ستتوسع؟

تمّ الإتفاق على العمل مع جمهور أوسع. لا ننسى أنّ هذه الخطوة الاولى ونعمل على توسيعها على مستوى المحافظة الواحدة، ثم لننطلق وتشمل عددا من المحافظات الأخرى التي نستطيع العمل فيها.

الجميع يؤكد على كلّ ما يتعلق بالطفل، ولكن في الواقع لا نجد ربع ما يقال يتحقق؟

هناك عدة أسباب مؤثرة في هذا الواقع مع الأسف، أهمها:

إنّ أغلب القنوات الإعلامية المرئية منها والمسموعة والمقروءة تمتلكها أحزاب وجهات سياسة، وبطبيعة الحال أنّ مثل هذه الجهات تركز على أهدافها التي تريد إيصالها للمشاهد أو لأتباعها حصراً بالإضافة إلى كونها أعظمها لا يعتمد على كوادر متخصصة، الأمر الذي جعلها محدودة الجماهير، إضافة لعدم التوجه بخطابها للطفل.

السبب الآخر وهو مرتبط بالسبب الأول إرتباطاً مباشراً، هو عزوف شركات الإنتاج عن العمل للطفل، لأنّ الانتاج يرتبط إرتباطاً مباشرا بالتوزيع والتسويق.

هل ما قلته يشمل العراق وحده أم دول أخرى؟

يشمل العراق ودول عربية أخرى. وأشير هنا إلى الدول التي تعتمد فيها القنوات الإعلامية على الحكومة، فهي أيضا تعاني مشكلة الاختصاص في اختيار كوادرها أو وجود آليات عمل صحيحة، وكذلك المزج بين العمل الحكومي وعمل شركات الانتاج الاخرى خارج هذا النطاق.

ولذلك تبقى محاولات العمل للطفل محاولات خجولة لا ترقى لمستوى الحاجة والطموح بين مؤتمر هنا  أو إحتفال ومهرجان هناك، تدعو كلها للعمل أو توحي به، لتلافي ما دمرته تلك القنوات.

هل تجد التجربة الإيرانية في سينما الطفل بعيدة عن ثقافة الطفل العربي؟

تشترك إيران مع الدول الإقليمية بشكل ما، والدول العربیة عموماً بالعديد من العادات والتقاليد، بالإضافة إلى رابطة الدين. وهذا الأمر بطبيعة الحال ينعكس على الجوانب الثقافية والفنية بما فيها السينما، والتجربة أثبتت نجاح السينما والدراما الإيرانية في عدد من البلدان العربية التي لم تقاطع إيران في هذا المجال.

هل تجد التعاون بين إيران والعراق في سينما الطفل أمر يمكن تحقيقه؟

السينما الإيرانية باعتبارها الأقرب إلى الثقافة العربية من غيرها، تجعل الانفتاح على العراق خصوصا، أمراً مهماً، كونها سينما ملتزمة وتحمل هموماً مشتركة تقريبا.

كانت لكَ في الماضي حسب علمي عدة محاولات في هذا المجال؟

نعم شخصيا عملتُ على تفعيل هذا الأمر بشكل عملي في سينما العائلة التي زرعنا ثمرتها الأولى في محافظة النجف الأشرف، وكذلك في سينما الطفل والمدرسة، حيث اعتمدتُ على ما يقارب 90% من الأفلام الإيرانية حيث تمّ التعاقد مع الشركات ذات العلاقة.

شكرا للتعليق على الموضوع