يوم في عالم الوعي … خفايا العلاقة التي تربط الإنسان بالأحداث من حوله
بيروت – تقلا ابراهيم : ضمن سلسلة علوم الإيزوتيريك كتاب “يوم في عالم الوعي” بقلم الباحث أنور السمراني. يضم الكتاب 160 صفحة من الحجم الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت.
يلقي الكتاب نظرة باطنية- حياتية تغور في أهمية اليقظة الفكرية في حياة الإنسان حيث كلّ حدث يحمل رسالة وكل لقاء يقدم فرصة معينة… ولكن كم من العابرين عباب الحياة يمرّون على تلك الفرص مرور الكرام!؟!
يكشف الكتاب خفايا العلاقة التي تربط الإنسان بالأحداث من حوله، ويوضح أهمية الافادة القصوى من الوقت عبر التركيز على وعي لحظة الحاضر في أسلوب قصصي يوشّيه تطبيق عمليّ حياتي يتناول يوميّاتنا ومشاغلنا وعاديّاتنا، مقدّماً الوسائل العملية لرفع المدارك بحسب مستوى الوعي الخاص بكل فرد.
كتاب “يوم في عالم الوعي” دعوة للقارئ للخوض في غمار رحلة شيقة يغوص من خلالها في التفاصيل الدقيقة التي تجعل الخبرة التي نمرّ بها مفعمة بالحياة أو رتيبة خالية منها، وكلّ ذلك بحسب نظرتنا وموقفنا تجاه الأمور من حولنا…
قد يبدو الكتاب للبعض مغامرة في خضم درب معرفة البواطن، مغامرة صيغت بأسلوب قصصي حياتي مشوِّق تُبحر بالقارئ في رحاب علوم الإيزوتيريك الشاملة… التي تلقي أضواءً على مواضيع متباينة، الرابط بينها أو محورها هو الإنسان وطريقة رفع مستوى وعيه الحياتي عبرها. ومن المواضيع المطروحة أهميّة التوثّب الفكري وطريقة تفعيله في حياة الساعي إلى التطور الذاتي، وأهميّة الدخول إلى الأعماق بغية التقويم والتقييم والنقد الذاتي لمن انتهج درب معرفة الايزوتيريك مسلكاً حياتياً متكاملاً… يُدخلنا الكتاب ايضاً في صلب التطبيق العملي لكيفية تكثيف الخبرات الحياتية التي من شأنها تسريع وعينا… كذلك ويتناول باقة من مواضيع مختلفة ترتبط بمحور وعي الانسان…
كتاب “يوم في عالم الوعي” يقدّم للملأ كيف يمكن لطالب الوعي أن يمضي يوماً كاملاً من دون أن يُضيّع أي لحظة أو فرصة تمرّ معه، وذلك عبر التركيز السليم والتوثّب الفكري المستديم… إذ
كم يوماً نمضيه من دون أن نعيه؟ وكم يوماً نعيشه من دون أن نحياه؟؟؟
كم لقاء نمرّ به من دون أن نعرف السبب؟ وكم مرّة نعرف السبب بعد فوات الأوان؟؟؟
كم من إنسان نلتقي به من دون أن نتعرّف إليه؟ وكم من إنسان نتعرّف إليه من دون أن نعرفه؟؟؟
كم فرصة تأتينا دونما قطف ثمارها؟ وكم فرصة نمضيها دونما زرع لحصاد مستقبلي…؟؟؟
كتاب “يوم في عالم الوعي” يأخذنا بمشوار شيّق نعيش من خلاله تفاصيل يوم كامل كما مرّت أحداثه المكثّفة على طالب في علوم باطن الإنسان – الإيزوتيريك. الخبرات المتنوعة التي عاشها الطالب تلقي أضواء على التفاعلات الداخلية التي تخالجه من جهة، وعلى الخبرات الخارجية التي تحصل مع الآخرين من جهة أخرى. هذا وأهميّة وعي كل خبرة ضمن آنيتها، هو ما يشير إليه الكتاب في تطبيق عملي، حيث أنّ الآن هي اللحظة الأهم على الاطلاق! لأنّها الآن التي تحتضن كلّ الوعي… والتطبيق العملي لوعي اللحظة تلك يكمن في شحذ الطاقات الباطنية وتوحيد عملها مع الظاهر.
عندها يأخذ التفاعل نمطاً متنامياً يجعلنا نتحسّس كيف تُهندَس الأحداث من حولنا لتقدّم لنا الفرص الأنسب للتطور على كلّ صعيد، لا بل نصبح شركاء في هندسة الأحداث تلك لدى وجود هدف يصبّ في الوعي…