باحثون اماراتيون يكتشفون نوع من العسل لمعالجة السرطان
توصّل فريق من جامعة الإمارات إلى نتائج جديدة تشير إلى إمكانية تأثير العسل على الخلايا السرطانية ، وذلك بعد الدراسة الأولية التي أجراها مسبقاً حول دور العسل في محاربة السرطان، حيث يمهد هذا الاكتشاف الطريق لتطوير فهم جديد حول كيفية استخدام هذا العسل لمحاربة واحد من أخطر الأمراض في العالم.
وأظهر البحث الأولي الذي أجراه الدكتور باسل الرمادي -أستاذ علم المناعة السرطاني في جامعة الإمارات-وفريقه أن كميات صغيرة من عسل (المانوكا) يمكن أن تمنع نمو عدة أنواع من الخلايا السرطانية بما في ذلك سرطان الجلد وسرطان الثدي وسرطان القولون، حيث قدم الفريق طلب براءة اختراع في الولايات المتحدة لهذا البحث.
وقال الدكتور باسل” في آخر بحث نشرناه، حددنا لأول مرة الجزيء في خلايا سرطان الثدي الذي يمكن أن يعمل عسل المانوكا على إعاقة نموه”.
ويعد هذا الجزيء المحدد العامل الرئيسي الذي ينظم وظائف متعددة لخلايا سرطان الثدي، بما في ذلك نموها وانتقالها مدى انتشارها.
وقد تبين من خلال الدراسة أن عسل المانوكا يعمل على إيقاف هذا العامل الرئيسي، وبالتالي تثبيط قدرة الخلايا السرطانية للبقاء على قيد الحياة، كما يمكن استخدام هذا النوع من العسل مع العلاج الكيميائي للتقليل من الآثار الجانبية السمية المرافقة للعلاج الكيميائي لمرضى السرطان من غير أن يؤثر على فعالية هذا النوع من العلاج ، وقد نشرت هذه النتائج الجديدة مؤخراً في مجلة فرونتيرز المختصة بعلم الأورام.
وأشار الدكتور باسل إلى أن هذا الإنجاز يأتي ثمرة للتجارب العديدة التي قام بها الفريق البحثي، وذلك بدعم من جامعة الإمارات بتوفيرها للمختبرات المتطورة والمزودة بأحدث الأجهزة والتقنيات المتاحة للجميع، للمشاركة في عملية تطوير حلول مبتكرة ومستدامة للعديد من التحديات التي تواجه دولة الإمارات والمنطقة والمجتمع، وأضاف “أتمنى أن نتائجنا الجديدة ستفتح آفاق جديدة لإعداد المزيد من الأبحاث في هذا المجال.”
وأثبتت التجارب بشكل قاطع أنه حتى الجرعة الصغيرة من هذا العسل تحث على (الاستماتة أو الموت الخلوي المبرمج في الخلايا السرطاني).
وتعرف الاستماتة بأنها عملية فيسيولوجية يستخدمها جسم الإنسان لموازنة احتياجاته من إنتاج الخلايا الجديدة والتخلص من الخلايا الهرمة غير المرغوبة. هذه العملية منظمة وبشكل دقيق بحيث يتساوى الموت الخلوي مع الانقسام الخلوي تماماً في الأنسجة البالغة، لذلك يحث عسل المانوكا على موت الخلايا السرطانية من خلال العملية الفيسيولوجية ذاتها التي يستخدمها الجسم للمحافظة على عدد طبيعي من الخلايا.
وتبين هذه الدراسة مدى التركيز المتزايد عالمياً للوصول إلى طرق علاجية بديلة أو تكميلية لمعالجة السرطان، وذلك لأن طرق العلاج المتوفرة مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والجراحة لسرطان الثدي وغيره من أنواع السرطان طرق غير فعالة. وغالباً ما تقاوم خلايا سرطان الثدي جميع العلاجات المتاحة، كما أن سرطان الثدي السلبي الثلاثي يقاوم بشكل كامل العلاج الكيميائي، مما يزيد من خطر عودة المرض مرة أخرى.