ناصر اللحام يكتب : الرئيس قلق ولكنه متفائل .. يواصل ، ولكنه لا يريد الاستعجال

بعد عودتها من غزة الى رام الله ، أعربت القيادة الفلسطينية عن ارتياحها لما تم انجازه هناك ، وأظهرت التقارير عن امتنان الحكومة لأهل غزة وقياداتها ورغبتهم الصادقة في تجاوز الأزمات نحو حل جذري وناجح .  الانطباع الاهم هو الذي نقلته القيادات الى الرئيس حول قائد حماس في غزة يحيى السنوار وكانت ايجابية جدا ، وانه سيدعم ويساند قرار رئيس الحركة اسماعيل هنية في اتمام المصالحة ، بكل صدق وكل ثقة .

التقارير التي تلقاها الرئيس عقب الزيارة كانت ايجابية ، وتؤكّد على مدى الجدّية عند جميع الاطراف . أمّا الملفات العالقة والملاحظات التي وردت هنا اأو هناك فلم يتم اهمالها وهي على جدول البحث ، وسيجري تناولها يوم الثلاثاء في مصر  بعد مصادقة اللجنة المركزية على نجاح الزيارة واعطاءها الضوء الاخضر للوفد الفتحاوي بالتوجه للقاهرة يوم الثلاثاء القادم لاستكمال الملفات ، وتجهيز استلام المعابر والحدود .

القلق العام عند القيادة ، نابع من فشل التجارب السابقة ، وقد أعطى الرئيس أوامره للجميع بمواصلة العمل لانجاز المهمة ، ولكنه حذّرهم من الاستعجال والوقوع في شرك التجارب السابقة ، حتى لا تخذل جماهير غزة وتتحول المصالحة مرة أخرى الى مجرد احتفالات تلفزيونية وتموت في رمال الواقع .

ومن أجل ضمان نجاح اكبر ، جرى التنسيق مع الملك الاردني في كل الخطوات ، وحتى لا يفهم البعض أن ما جرى هو اعادة تصنيف اقليمي ، أكدت القيادة الفلسطينيية أمام جميع الاطراف انه وفي كل خطة تتم يجري التنسيق الكامل مع الاردن ومصر ، وان الدولتين صاحبتا خصوصية جيوسياسية وديوغرافية بالغة الحساسية ، وان أية خطوة تتم يجب ان تحظى بالتنسيق والمباركة والدعم من عمان والقاهرة قبل كل شئ .

ولا يعتبر الكلام المذكور سابقا أنه تقليل من دول الاقليم التي رغبت في السنوات الماضية في حمل ملف المصالحة ، سواء قطر أو الامارات او تركيا او ايران أو غيرها . وانما ولتوضيح الامر أكثر فان الأردن ومصر شريكتان  ولن يتم تجاوزهما في كل شاردة وواردة .

كلمة السحر في هذه المصالحة ستكون الوقت ، وضرورة اعطاء البعد الزمني لكل الامور بما يتلائم مع حجم المشكلات التي تراكمت طوال عشر سنوات ، حتى تتناغم مع امكانيات الحلول التي تملكها الحكومة . لا سيما وان الهدف الكبير هو شراكة سياسية حقيقية ونظام سياسي واحد ، وليس مجرد حكومة واحدة كما حصل المرة الماضية .

كما ان دعم وضمانة مصر في التنفيذ رفع فرص النجاح ، و حضور رئيس المخابرات المصري خالد فوزي شخصيا ، وقراءة رسالة الرئيس السيسي لهما مدلولان سياسيان كبيران على صعيد شامل . وربما من حق القاهرة الان ان تحتفل بقوة على هذا الانجاز ،  لأنها نجحت في تثبيت رؤيتها وتعاملها مع حركة حماس باعتبارها رؤية منفصلة تماما عن تعاملها مع جماعة الاخوان المسلمين . والامر له هزات ارتدادية وصلت الى قطر وتركيا ، ولا يمكن الاستغراب من احتفال تحالف الامارات مصر بهذا الانجاز .

وأخيرا ما قالته اسرائيل حول المصالحة ، هو بالأساس خطاب يعبّر عن مخاوف المستوطنين جبهتهم الداخلية من المصالحة الفلسطينية ، والقادة  الفلسطينيون ليسوا  مضطرون للرد على هذه التصريحات .. وعلى الجميع المواصلة وانجاح الشراكة السياسية من دون أي اعتبار لتصريحات وزراء متطرفين في اسرائيل ، ضاقت صدورهم حين رأوا غزة تضحك وتفرح .

اقرأ للكاتب :

تجاعيد على وجه القمر

شكرا للتعليق على الموضوع