سوريا بين نهاية الحلم والمستقبل الواعد

انتهى المشوار الحلم للمنتخب السوري في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، بعد الخسارة في إياب الدور الرابع من التصفيات على يد بطل آسيا منتخب أستراليا الذي احتاج إلى الوقت الإضافي من أجل تخطي نسور قاسيون ومواصلة المشوار نحو روسيا 2018.

والواقع بأن المنتخب السوري كان مصدراً للفرح للكثير من السوريين المنهكين من الحرب الدائرة في بلادهم منذ عام 2011 والتي حصدت الكثير من الضحايا. ولعل مشهد المؤازرة الكبيرة من المشجعين السوريين لمنتخب بلادهم خلال التصفيات كان أبرز دليل على أن كرة القدم تفعل المستحيل وتكسر الحواجز التي قد تفرّق بين أبناء البلد الواحد.

وبينما كانت الخسارة أمام المنتخب الأسترالي قاسية بعد السقوط في الوقت الإضافي وحرمان القائم الأيسر للمهاجم عمر السومة من التسجيل في الثواني الأخيرة، إلا أن المنتخب السوري سيتطلع للمستقبل بعين التفاؤل بعد الأداء الرائع والمستوى الكبير الذي قدّمه خلال التصفيات الآسيوية، حيث سيكون الأمل بأن يقدّم نسور قاسيون أداءاً أفضل بعد أربع سنوات ولم لا، المشاركة في كأس العالم التي ستُقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط.

المشوار الحلم

كانت انطلاقة مشوار المنتخب السوري في التصفيات الآسيوية ابتداءاً من الدور الثاني، حيث أوقعته القرعة في المجموعة الخامسة إلى جانب العملاق الياباني ومنتخب سنغافورة بالإضافة إلى كل من أفغانستان وكمبوديا. وقد نجح المنتخب السوري في تقديم أوراق اعتماده في المجموعة بعد تحقيقه ستة انتصارات على كل من سنغافورة وأفغانستان وكمبوديا (ذهاباً وإياباً) فيما تلقّى هزيمتين قاسيتين على يد منتخب الياباني (3-0 في مسقط و5-0 في طوكيو).

وعلى الرغم من تأهله إلى الدور الثالث من التصفيات بعد حلوله بالمركز الثاني خلف المنتخب الياباني، إلا أن التغيير الإداري طال المنتخب السوري بعدما تم الإعلان عن التعاقد مع المدرب أيمن الحكيم كبديل للمدرب فجر إبراهيم الذي قاد المنتخب في الدور الثاني.

وفي مقابلة حصرية مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي قال الحكيم “التصميم والثقة العالية التي بنيناها مع اللاعبين تعطينا دافعاً كبيراً من أجل تحقيق الإنجاز رغم كل الظروف التي نمر بها. يملك اللاعبون حافزاً كبيراً من أجل إثبات قدرتهم على تحقيق نتائج جيدة ونحن كشعب سوري وكلاعبين متأكدين من قدرتنا على مواصلة المشوار بنجاح.”

وبالفعل، أثبت حكيم أنه ورجال المنتخب السوري على قدر الآمال والتطلعات بعدما نجحوا في الوصول إلى الجولة الأخيرة من الدور الثالث وهم على بعد أمتار قليلة من الوصول إلى العرس العالمي قبل خطف المركز الثالث في المجموعة الأولى ليتأهل نسور قاسيون لمواجهة أستراليا في الدور الرابع الذي تفوّقه به السوكيروز رغم أن المنتخب السوري لم يكن سهل المنال.

ماذا بعد؟

على الرغم من خيبة الخروج المؤلم من التصفيات والفشل في مواصلة الحلم، إلا أن المنتخب السوري نجح في إدخال البهجة إلى قلوب الملايين من السوريين حيث كان إلتفاف الجماهير السورية موحّدة حول المنتخب هو “الهدف” الأسمى الذي كان يرغب بتحقيقه أبناء المدرب أيمن الحكيم.

وقال الحكيم بعد مباراة أستراليا ونهاية المشوار إلى روسيا 2018 “حقّق المنتخب إنجازاً كبيراً حيث حاولنا التأهل للملحق القاري والتمسك بالحلم حتى اللحظة الأخيرة لرسم الفرحة للسوريين. لقد وحدنا الشعب خلف منتخب الوطن ولكن لم تكتب لنا الفرحة في النهاية.”

قد لا تكون الفرحة مكتملة ولكن الجمهور السوري يمكن أن يفتخر بأن تصفيات روسيا 2018 أثبتت بأن لديهم منتخب قادر على مقارعة الكبار وتحقيق نتائج لافتة وسيكون الأمل بأن ينجح المنتخب السوري في تحقيق ما عجز عنه خلال تسع مشاركات بالوصول إلى قطر 2022.

نجم تحت الضوء

كان لعودة عمر السومة بعد سنوات من الغياب عن المنتخب السوري بفعل الظروف التي عصفت بالبلاد، إضافة هجومية كبيرة للمنتخب، حيث نجح مهاجم نادي الأهلي السعودي في تسجيل هدف التعادل المتأخر في ذهاب الدور الرابع أمام أستراليا قبل أن يخطف هدف التقدم في مباراة الإياب، مسجلاً هدفه الدولي الثالث في ثلاث مباريات متتالية ليُثبت بأنه أحد ألمع المهاجمين في القارة الصفراء خلال السنوات الأخيرة.

الرقم

20 – هو عدد المباريات التي خاضها المنتخب السوري في تصفيات كأس العالم روسيا 2018، حيث حقّق في هذا المشوار الطويل الذي بدأه في 11 يونيو/حزيران 2015 ما مجموعه تسع انتصارات وتعادل في خمس مباريات وخسر في ست مواجهات.

شكرا للتعليق على الموضوع