مصير غامض ينتظر جيل تشيلي الذهبي بعد انتهاء حلم المونديال

مع سقوط منتخب تشيلي في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018، وفشله في اللحاق بقطار المتأهلين، يدور الجدل حاليًا عما إذا كانت هذه هي بداية النهاية للجيل الذهبي للكرة التشيلية.

وعلى مدار العقد الأخير، كان هذا الجيل من اللاعبين مصدر السعادة لجماهير تشيلي؛ حيث استطاع تحويل أحلامهم إلى حقيقية خلال السنوات الماضية قبل أن يسقط في فخ الفشل.

وأجمعت الصحافة الرياضية في تشيلي على أن الهزيمة أمام البرازيل (0-3) يوم الأربعاء، كانت نهاية طبيعية لمسيرة متواضعة ومهتزة في التصفيات.

وبعد هزيمة الفريق أمام باراجواي، وبوليفيا في جولتين سابقتين بالتصفيات، كان متوقعًا أن تواجه تشيلي صعوبة بالغة في التأهل، خاصة وأن مباراة الفريق الأخيرة في التصفيات في ضيافة منتخب البرازيل القوي.

وتعرض منتخب تشيلي لانتقادات عديدة على مدار أسابيع، خاصة وأن مستوى الفريق سار من “سيئ إلى أسوأ” حتى أصبح حلم التأهل للمونديال “صعب المنال” رغم وجود هذه المجموعة المتميزة من اللاعبين.

وكان أول من أعلن عدم استمراره مع الفريق هو المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيزي الذي حملته الجماهير مسؤولية السقوط في التصفيات.

وقال بيزي: “أنا المسؤول الأول وفترتي مع الفريق انتهت هنا”.

كما أصبح رحيل عدد من اللاعبين عن صفوف الفريق أمرًا محتملاً بشدة وفي مقدمتهم كلاوديو برافو حارس مرمى وقائد الفريق؛ حيث قال إنه سيأخذ بعض الوقت “للتفكير” بشأن استمراره مع الفريق.

وفي المقابل، عدل أرتور فيدال نجم الفريق عن اتجاهه السابق، وأكد استمراره مع الفريق في الفترة المقبلة.

كان فيدال، الذي غاب عن المباراة أمام البرازيل؛ بسبب الإيقاف للإنذارات، أعلن قبل شهر واحد أن هذه المباريات قد تصبح الأخيرة له مع الفريق، لكنه عدل عن هذا الموقف.

وقال: “إنه وقت عصيب للغاية، وهنا يظهر الأقوياء. منتخب تشيلي فريق من المحاربين. أفتخر بالانتماء لهذه المجموعة، ولن أتركها. سنستكمل المسيرة سويًا حتى النهاية. ما زلت تحت أمر المنتخب”.

وأضاف: “لدينا الكثير لنحارب من أجله. أمامنا الكثير من السعادة في المستقبل”.

وينتمي برافو وفيدال لهذا المنتخب الذي بدأ تكوينه في 2007 تحت قيادة المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا الذي اعتبره كثير من مشجعي تشيلي أكثر المدربين نجاحا حيث نجح في تغيير شكل تشيلي بأمريكا الجنوبية.

وقاد بييلسا، تشيلي لنهائيات مونديال 2010 بجنوب أفريقيا معتمدًا على مجموعة من اللاعبين، مثل أليكسيس سانشيز، وجاري ميديل، وتشارلز أرانجيز، وجونزالو خارا، ومارسيلو دياز، وإدواردو فارجاس لتصبح هذه المجموعة هي “الجيل الذهبي”.

ومع مدرب أرجنتيني آخر هو خورخي سامباولي، تأهل نفس الجيل لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.

وبعدها بعام فاز مع الفريق بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية، ليكون اللقب الأول بتاريخ مشاركات هذا المنتخب بالبطولة.

وأصبح هذا هو أبرز إنجاز في تاريخ كرة القدم بتشيلي حيث كان أكبر إنجاز سابق هو احتلال المركز الثالث في بطولة كأس العالم 1962 التي استضافتها تشيلي.

وتولى بيزي مسؤولية الفريق وقاده للفوز بالنسخة المئوية لكوبا أمريكا في 2016 بالولايات المتحدة ليضمن الفريق المشاركة ممثلاً عن قارة أمريكا الجنوبية في كأس القارات التي استضافتها روسيا منتصف العام الحالي.

ومع غياب الفريق عن كأس العالم، سيكون لدى منتخب تشيلي الوقت الكافي للتعافي واستعادة الاتزان والبحث عن مدرب جديد وكذلك إيجاد لاعبين يمكنهم شغل الفراغ الذي سيتركه بعض اللاعبين.

وأشارت بعض وسائل الإعلام إلى المدرب مانويل بيليجريني الذي يعمل حاليًا في الصين ليكون بديلاً لبيزي.

ويحتاج المدرب الجديد إلى جانب مهمته في استعادة المستوى العالي للفريق، إلى إعادة الانضباط لصفوف الفريق.

DPA

شكرا للتعليق على الموضوع