180 دقيقة تفصل بيرو عن حلم غائب منذ 36 عامًا

“إذا كنا قد انتظرنا 36 عامًا، يمكننا انتظار 180 دقيقة”، هكذا عبر مشجعو منتخب بيرو لكرة القدم عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن أملهم في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018، وتمسكهم بالفرصة الأخيرة في التصفيات بعد تأهل الفريق للملحق العالمي.

واحتفل أنصار المنتخب البيروفي بالتعادل مع كولومبيا 1 / 1 في الجولة الأخيرة من تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال، وهي النتيجة التي دفعت بالفريق إلى المركز الخامس في جدول التصفيات بفارق الأهداف فقط أمام منتخب تشيلي.

وتأهل منتخب بيرو إلى الملحق العالمي الذي يلتقي فيه المنتخب النيوزيلندي، بطل تصفيات اتحاد أوقيانوسيا في تشرين ثان/ نوفمبر المقبل، في دور فاصل على بطاقة التأهل للمونديال الروسي.

وجاء التعادل مع كولومبيا ليمنح منتخب بيرو فرصة أخيرة لبلوغ النهائيات للمرة الأولى منذ مشاركته في مونديال 1982 بإسبانيا.

وقال الأرجنتيني ريكاردو جاريكا المدير الفني للمنتخب البيروفي: “أن نكون في هذا الوضع كان أحد أهدافنا منذ بداية التصفيات لأن هذا يحفظ لنا فرصة للتأهل. ما زالت أمامنا 180 دقيقة ويمكننا النجاح خلالها. هنأت جميع اللاعبين على جهدهم الوفير”.

ويحل المنتخب البيروفي ضيفًا على نظيره النيوزيلندي في السادس من تشرين ثان/ نوفمبر المقبل، ثم يستضيف المنتخب النيوزيلندي في 14 من الشهر نفسه إيابا على الاستاد الوطني في ليما.

وقال جاريكا: “سندرس المنتخب النيوزيلندي وكل ما يتعلق بظروف الرحلة إلى بلاده ووضع المنتخب النيوزيلندي. كان تركيزنا منصبا بأكمله على مباراة كولومبيا حتى حققنا ما نريده”.

وطالب جاريكا بالتزام الهدوء وعدم الانخراط في نشوة التأهل قبل حسم الأمر فعليًا.

وقبل عدة شهور، لم يكن أنصار منتخب بيرو يتخيلون تأهل الفريق إلى المونديال الروسي، خاصة وأن هذا الحلم تبدد أكثر من مرة على مدار الأجيال الماضية، ولكنه تجدد في هذه التصفيات عندما تقدم منتخب بيرو للمركز الرابع في جدول التصفيات بعد الفوز على بوليفيا والإكوادور، ونال ثلاث نقاط بقرار من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بسبب مشاركة لاعب لا يحق له المشاركة مع منتخب بوليفيا في المباراة التي انتهت بفوز الأخير.

وقال بدرو جاليسي حارس مرمى منتخب بيرو: “قبل عام واحد، اعتبروا فرصتنا معدومة. والآن، أصبحنا على بعد خطوة من المونديال”.

وتوقفت الحياة في بيرو بأكملها خلال مباراة منتخب بيرو أمام ضيفه الكولومبي مساء الثلاثاء (صباح أمس الأربعاء بتوقيت جرينتش) حيث انصب تركيز 30 مليون مواطن في بيرو على الملعب وعلى 11 لاعبًا في تشكيلة الفريق كانت رغبتهم الأساسية هي عدم خذلان جماهيرهم.

واعترف جاريكا: “كان علينا مواجهة شيء قوي للغاية لم نواجهه منذ فترة طويلة وهو التأثير الهائل الجماهير والدور الكبير الذي تلعبه المشاعر والمعنويات والحماس. كان الخوف من خيبة الأمل والإحباط موجودا في كل مكان. ورغم صعوبة الأمر، لم يستسلم الفريق وظل اللاعبون على حماسهم ورغبتهم في اللعب”.

وخلال المباراة، أعاد النجم الكبير الشهير باولو جيريرو لأمل والروح للاعبي الفريق عندما سجل هدف التعادل بعد تقدم كولومبيا بهدف.

وعلى شاشات التلفزيون، ركزت الكاميرات على مشجع في المدرجات يذرف الدموع خلف المرمى.

والآن، لن يكون أنصار منتخب بيرو بحاجة إلى حسابات لمعرفة مصير الفريق في التصفيات حيث ستكون المواجهة مع المنتخب النيوزيلندي فاصلة على بطاقة التأهل التي ستذهب للفائز منهما في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بعيدا عن نتائجه السابقة في التصفيات حتى بلوغ هذا الملحق.

DPA

شكرا للتعليق على الموضوع