رضا عبدالسلام يكتب : بلاعة الحزب الوطني فتحت

ماذا يعني ضرب نائب الشعب لموظفة تؤدي عملها؟!

هذا يعني ببساطة أن بلاعة الحزب الوطني فتحت على مصراعيها من جديد بعد ثورة ٣٠ يونيو…هؤلاء اعتقدوا ان سقوط الاخوان وفشلهم يعني انتصارهم وعودتهم من جديد…عادوا لينتقموا من الشعب الذي ثار عليهم وعلى فسادهم ورائحتهم التي لوثت كل شبر على ارض المحروسة.

كنت أحلم ومعي الملايين من عشاق هذا الوطن بأن يواصل الجواد المصري تطهير نفسه بعد أن تخلص من حزب ونظام أفسد الحرث والنسل فخرج عليه في ٢٥ يناير، وعندما قفز الاخوان المفسدون على الثورة وخطفوها وسعوا الى أخونة الدولة المصرية اعتقادا وغباء منهم بأن شعب مصر خرج في ٢٥ يناير ليسلمهم مصر تسليم مفتاح، لم يتعلموا الدرس بل كانوا في قمة الغباء والصلف، فخرج عليهم الملايين في ٣٠ يونيو وذهبوا الى مذبلة التاريخ….ولن يعودوا.

للأسف عضو مجلس النواب ومثله الكثيريين ممن يتصدرون المشهد الآن هم من بقايا نظام فاسد عادوا من جديد وتمكنوا وتاجروا من جديد بكل شيء.

مافعله هذا النائب لا يمكن أن تراه من شخص يؤمن بأن هناك دولة قانون…هو نربي في جمهورية العزب … وهو مجرد مثال، قس على ذلك باقي الوجوه القميئة التي افسدت الماضي والتي طلت بسحناتها من جديد لافساد الحاضر والمستقبل، تراهم في الاعلام والمؤسسات المختلفة ولا يختلف عليهم أغلب المصريين…ولو سألت الناس في الشوارع سيعدونهم عدا.

حسنا فعل وزير التعليم العالي عندما استدعى الموظفة وكرمها ولكن هل هذا يكفي؟ هل هذه دولة القانون التي طالما حلمنا بعودتها لتعود مصر الى سابق مجدها؟

الاجابة بالقطع…..لا.

في دولة القانون التي حلمت بها كنت أتصور عقد جلسة عاجلة لمجلس النواب تنتهي بعد دقائق بفصل هذا البلطجي…ليس هذا فقط، بل يكون بوكس الشرطة بانتظاره على الباب ليعاقب جائيا ومدنيا عن جريمة الضرب والسب.

أما رئيس الجامعة الذي انشغل بعقد صلح بين مجرم جاني وموظفة مسكينة مضروبة مجني عليها بالطبع ارضاء لسعادة النائب، فكان ينبغي وعلى الفور -على الاقل- وقفه عن العمل لحين انتهاء التحقيق معه وتكليف نائب رئيس الجامعة بالادارة….او إصدار قرار فوري بإقالته…الصلح يعقد بين اثنين كلاهما يدعي حقا أما الاعتداء لا محل فيه لصلح وكلام فارغ مما تم.

خلاصة القول، يبدو أن الماضي البغيض الذي خرج الملايين عليه سيظل يطارد الحاضر والمستقبل وسيظل حجر عثرة ومصدرا لعدم الثقة في كل ما يتم من جهود للاصلاح….

كلمة السر يا حضرات هي “دولة القانون” …. في دولة القانون يسود العدل، ويترعرع الحلم …وتكون هناك منافسة شريفة ويعتلي الكراسي والمناصب افضل (وليس أفشل) من فينا….وبالقطع سيكون الحصاد مبهرا ..عندها سيدرك الجميع أنهم أمام القانون سواء….دمتم ودامت مصر بألف خير.

بقلم ا . د : رضا عبدالسلام محافظ الشرقية الأسبق

اقرأ للكاتب : 

أي مصير ينتظر بنت البواب…وابن الزبال الذين حققوا التفوق في الثانوية العامة؟

شكرا للتعليق على الموضوع