تفاصيل الزيارة المفاجئة.. عباس يربك حسابات محمد بن سلمان
بعد وقت قصير من اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وإعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه لن يقبل الولايات المتحدة كوسيط في عملية السلام، استدعته السعودية، يوم الثلاثاء (19 ديسمبر/ كانون الأول)، في زيارة مفاجئة، هي الثانية خلال 40 يوما.
“في هذه الزيارة، طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من الرئيس الفلسطيني دعم خطة السلام التي ترعاها الولايات المتحدة، وقال له إن الولايات المتحدة هي “الخيار الوحيد” فيما يتعلق بعملية السلام، فهي الوحيدة القادرة على التأثير على إسرائيل، والضغط عليها في أي عملية سلام، ولا أحد يستطيع أن يفعل ذلك غيرها، لا الاتحاد الأوروبي ولا روسيا ولا الصين”، بحسب ما قاله مسؤولون فلسطينيون على علم بتفاصيل الاجتماع، لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني.
وكان ولي العهد قد أخبر الرئيس الفلسطيني في زيارة سابقة، مطلع الشهر الجاري، أن “الولايات المتحدة تستعد لاتفاق سلام، وقد لا تبدو هذه الصفقة جيدة في البداية، لكنها في النهاية ستكون جيدة”، وفقا للموقع، كما طلب من عباس في ذلك الوقت أن يبذل جهوده لضم فلسطينيي لبنان إلى المعسكر الموالي للسعودية، والابتعاد عن المعسكر الموالي لإيران الذي يقوده “حزب الله”، وإن هو لم يفعل ذلك فإن هناك من يستطيع، مشيرا إلى القيادي الفتحاوي المعارض محمد دحلان، وفقا لما ذكره المسؤولون.
وأشار المسؤولون إلى أن ولي العهد حاول استخدام “الدبلوماسية الناعمة” في الاجتماع الأخير مع عباس، لإقناعه بالعودة إلى عملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة، والحصول على نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في زيارته المرتقبة إلى المنطقة، لكن عباس كان واضحا مع ولي العهد، بأنه ملتزم تماما بأي عملية سلام “هادفة”.
وأضاف أحد المسؤولين أن “عباس ترك الباب مواربًا، فأخبر ولي العهد بأنه إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لإعلان السلام على أساس حل الدولتين على حدود 67 بما فيها القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، فنحن على استعداد للقبول فورا، ولكن إذا أرادوا سحبنا إلى النسخة الإسرائيلية من السلام، فلن نستطيع”.
وأكد مسؤولون أن عباس عباس على بينةٍ من تفاصيل الخطة الجديدة، ويراها نسخة من رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: دويلة على نصف الضفة الغربية وقطاع غزة، دون القدس واللاجئين والحدود والمياه، لافتين إلى أنه “لن يقبل أي صفقة جزئية، ولن يقبل إلا بالاتفاق القائم على حدود 1967”.
ولم تقتصر الضغوط من السعودية فقط، بل تعرض لضغوط وتحذيرات كثيرة خلال الأيام الماضية للتراجع عن موقفه، والكف عن انتقاد ترامب ومهاجمته، خلال لقاءات مع ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، وكذلك أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني، لكن دون جدوى، ما اضطر إدارة ترامب إلى وضع قائمة من ثماني عقوبات بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة، لموقع “ديبكا” الاستخباراتي الإسرائيلي.
وتقول المصادر لـ”ديبكا” إن المسؤولين الفلسطينيين في رام الله أصيبوا بصدمة شديدة بسبب الأنباء عن القطع المفاجئ للمصادر الرئيسية لإيرادات السلطة الفلسطينية، حتى أمير قطر، الذي زاره عباس الأسبوع الماضي كملجأ أخير لإنقاذ السلطة الفلسطينية من الانهيار الاقتصادي، رفض إعطاءه المال المطلوب، وفق ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء.