آمال فريد «محبوبة العندليب» تعاني التجاهل والوحدة

صُدم محبو الفن المصري عموماً، والفنانة آمال فريد خصوصاً، بصورة تداولها عدد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، لسيدة تجلس وحيدة في أحد المقاهي، وتبين لاحقاً أنها للفنانة المعتزلة آمال فريد، وفق أحد رواد الموقع الذي أكد أنه رآها وتأكد من شخصيتها بعد سؤال مسؤولي المقهى.

وأوضح أنها كانت تجلس وحيدة ولا يوجد من يسأل عنها أو يرعاها، وأنها تتعرض لمشاكل كثيرة ليست مادية، بل معنوية ومرضية، إذ تعاني من الزهايمر الوقتي، ومن عدم سؤال أي شخص عنها، ومن تهديدات أشخاص إياها، وناشد رواد الموقع نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي، ومأمور قسم قصر النيل حل مشاكلها، وتحديد طريقة لرعاية نجوم الفن الكبار ممن قدموا فناً راقياً في زمن الفن الجميل.

وأعادت صورة فريد إلى الأذهان صورة الفنان الراحل عبدالعزيز مكيوي (1934 -2016)، وهو أحد كبار النجوم في عصره، وأحد أبطال الفيلم الشهير «القاهرة 30» لسعاد حسني وأحمد مظهر وحمدي أحمد، وهو في الشارع من دون مأوى، ولم يحرك أحد وقتها ساكناً، على رغم صرخات رواد مواقع التواصل وتضامنهم مع ظروفه الصعبة، ولم يكن هناك أي رد فعل حقيقي من زملائه وتلاميذه ومجايليه، أو مجلس نقابة المهن التمثيلية، إلا «مصمصات شفاه» وتأكيدات أن وضعه الصعب لم يتخط شهراً واحداً، وكل شيء بالنسبة إليه على ما يرام، وهو ما لم يحدث.

وغطى خبر وفاة شادية، على الوضع المأسوي لفريد، حيث تسابق من يعرف الفنانة ومن لم يعرفها، والتي اعتزلت في صورة نهائية في منتصف ثمانينات القرن الماضي، على التغريد أو نشر البوستات على مواقع التواصل، أو إجراء مداخلات هاتفية للحديث عنها مع برامج «التوك شو» التي كانت منشغلة من البداية في انتخابات النادي الأهلي بين محمود طاهر ومحمود الخطيب. لم تتحرك إلا المطربة نادية مصطفى التي أرادت طمأنة الجمهور على حال فريد، وذكرت من طريق حسابها الشخصي عبر «فايسبوك» أنها تواصلت مع نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي، ونشرت بياناً تقليدياً من النقابة أرسله إليها، جاء فيه أن فناني مصر الذين منحوا الفن حياتهم وإبداعهم ورفعوا من شأنه وسطروا في تاريخه أروع الصفحات، يأتون في مقدمة اهتمامات النقابة وأولوياتها سواء كان هؤلاء الفنانون ما زالوا يمارسون العمل أو اعتزلوه، لذا تولي النقابة اهتماماً خاصاً بما تردد عن حالة الفنانة والنجمة المعتزلة آمال فريد الصحية والمعنوية، وتؤكد تحركها وسعيها إلى توفير كل ما تحتاجه الفنانة القديرة من رعاية على كافة المستويات، تقديراً لتاريخها وأدوارها التي لا تنسى كإحدى نجمات السينما المصرية في زمن الفن الجميل.

وتعد آمال فريد إحدى الأيقونات الذهبية في السينما المصرية، وواحدة من أرقى ممثلاتها، وتميزت أدوارها خلال فترتي خمسينات القرن الماضي وستيناته بالرومانسية والبراءة، واسمها الأصلي آمال خليل محمد، ومنحها مدير التصوير وحيد فريد اسمه الثاني لحبه الشديد لها واقتناعه بها.

ولدت في 12 شباط (فبراير) 1938 في حي العباسية بالقاهرة، وبدأت مشوارها مع الإعلامي محمد محمود شعبان «بابا شارو» في برامج الأطفال، وبعد حصولها على ليسانس آداب قسم الاجتماع، دخلت مسابقة لمجلة «الجيل»، وفازت باعتبارها وجهاً جديداً بتزكية من مصطفى أمين وأنيس منصور، وبدأ ارتباطها بالسينما حين نظمت مدرسة الثانوية العباسية التي كانت تدرس فيها رحلة إلى ستوديو نحاس ومعها زميلاتها في الدراسة الكاتبات أمينة شفيق وصافيناز كاظم ونعم الباز، والتقطها عزالدين ذوالفقار وأسند إليها وهي في السابعة عشرة أول أدوارها مع فاتن حمامة في فيلم «موعد مع السعادة»، وجسدت شخصية شقيقتها.

26

وعلى رغم تميزها في دور الفتاة الرقيقة، إلا أنها جسدت في فيلم «بنات اليوم» مع عبدالحليم حافظ شخصية فتاة هوائية وطائشة، وجسدت معه في «ليالي الحب» شخصية فتاة رومنسية ظريفة، وشخصية «بهية» في «بداية ونهاية» مع عمر الشريف وفريد شوقي وسناء جميل، وفتاة مقعدة تحلم بالزواج في «إسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات»، ولعبت دوراً مرحاً في «أنا وبناتي» مع زكي رستم، وشاركت أيضاً في أفلام «امسك حرامي» و«حماتي ملاك» و«بنات بحري» و«حكاية جواز» و«من أجل امرأة» و«إسماعيل يس في الطيران» و«وداعاً يا حب» و«أبو أحمد» و«إحنا التلامذة» و«نساء محرمات» و«أم رتيبة» و«الشيطانة الصغيرة» و«شياطين الجو» و«جزيرة العشاق».

ومن ثم تراجعت أدوارها شيئاً فشيئاً، وتزوجت وسافرت، ورشحت عام 1969 لمشاركة عبدالحليم بطولة آخر أفلامه «أبي فوق الشجرة»، ونظراً لارتباطها بالسفر مع زوجها المهندس المصري الذي كان يقيم في موسكو اعتذرت للمخرج حسين كمال الذي استبدلها بميرفت أمين، وعادت في أواخر السبعينات وقدمت فيلمي «التلميذة والأستاذ» و «بنات عتريس»، واعتبرتها لاحقاً من أكبر الأخطاء في حياتها، وأبدت ندمها عليها لاكتشافها أنها كانت أفلاماً تجارية بحتة وبعيدة من أفلامها السابقة، وعلى رغم زواجها مرتين، إلا أنه لم يكن لها نصيب في الإنجاب.

شكرا للتعليق على الموضوع