ماذا تعني “العربوفونيا”.. تفاصيل مبادرة جديدة لتعزيز اللغة العربية

في مبادرة جديدة من نوعها على الصعيد الوطني والإقليمي، يستعد نشطاء مغاربة مدافعون عن اللغة العربية لتأسيس منظمة دولية لـ”العربوفونيا” بهدف تطوير “اللغة العلمية” واللغات الوطنية، و”تعزيز مساهمة اللغة العربية في تنمية الحوار والتعاون بين المجتمعات العربية وغير العربية”.

وأعلنت الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية عزمها تنظيم مناظرة دولية حول “لغات البحث العلمي والتكنولوجي في الدول العربُفونية”، معتبرة أن اللغة التي تجمع هذه الدول هي “لغات التواصل في العلوم والبحث العلمي ولغات التخصص فيه”، على أن غايتها الأساسية “البحث في تطوير اللغات الوطنية، بما فيها اللغة العربية”.

وأثارت الجمعية، فكرة إنشاء “المنظمة الدولية للعربُفونيا IOA”، ضمن ما وصفته برنامج طموح لغايات متعددة أهمها: “تعزيز مساهمة اللغة العربية في تنمية الحوار والتعاون بين المجتمعات العربية وغير العربية وخاصة المجتمعات العربُفونية”، من بينها إندونيسيا وماليزيا وباكستان وإيران وتركيا وأذربيجان والسنغال، “وغيرها من الدول والمجموعات البشرية التي تتواصل حاليا أو يمكن أن تتواصل باللسان العربي بغض النظر عن الأثنية أو الموقع الجغرافي”، وفقًا لصحيفة “هسبريس” المغربية.

المبادرة ترمي أيضًا إلى “دعم اهتمام العلماء والمراكز البحثية والمؤسسات التعليمية في تلك الدول، باللغة العربية وبالحرف والخط العربي”، و”تطوير واقع اللغة العربية في الدول العربفونية، فضلا عن الحياة العامة، في الأبحاث والدراسات والتخصصات العلمية والتكنولوجية والدراسات والأبحاث الطبية والهندسية والمعمارية والاجتماعية وفي مجالات الدبلوماسية والسياسية والقانونية وما يرتبط بها من وثائق وتقارير وتسجيلات”.

ويستعد النشطاء المغاربة لتنظيم مناظرة دولية بالمغرب حول “لغات البحث العلمي والتكنولوجي”، ضمن خطوات البرنامج “العربفوني”، للإجابة عما قالوا سؤال “آليات الرجوع إلى الاعتناء بلغات التخصص والبحث العلمي بالعربية وبغيرها من اللغات”، من جانب “توظيفها في الواقع البحثي، والاعتناء بالدور الذي تلعبه في الرقي بالحركية المعرفية في مؤسسات التعليم والجامعات ومراكز التكوين والبحث”.

موسى الشامي، الرئيس السابق للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، قال، في تصريح لهسبريس، إن مبادرة “العربوفونيا” هي نتاج لنقاش سابق “يهدف إلى نسج خيط مشترك بين الدول التي تستعمل الحرف العربي والتي تنص في دساتيرها على أن العربية لغة رسمية، والدول التي لها اهتمام بهذه اللغة بما فيها الدول الإسلامية، كإيران وأفغانستان وباكستان”.

ويرى الشامي أن قوة المبادرة في “الأمل في أن يكون المغرب سباقا لاحتضانها عبر مناظرة دولية”، مشيرا إلى أنه “من أجل الدفع بهذه الفكرة راسلنا وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي من أجل إطلاعها على المبادرة والاهتمام بها للوصول إلى النتيجة المرجوة”، فيما قال إن المبادرة انفتحت أيضا على منظمات دولية “داعمة للغة العربية في أفق إنجاحها وتنزيل أهدافها”.

إلى ذلك، تشير الوثيقة إلى ضرورة “النهوض بالتعبير اللغوي في الخطاب العلمي”، على أن التطورات التكنولوجية “ألغت الفوارق بين اللغات وحروف كتابتها، وجعلتها لغات عالمية تتميز هي الأخرى بالدقة والموضوعية التي تميز اللغة العلمية وأصبح التعاطي معها على قدم المساواة، وملائما للنطاق الدولي، ومنسجما مع خصوصيات اللغات المختلفة”.

ولفتت الهيئة إلى أن المغرب كان سباقا إلى تقديم المبادرات المهمة قصد الإعلاء من شأن اللغة العربية على الصعيد الدولي، حيث “أصبحت إحدى اللغات الدولية الست بمبادرة مغربية (قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 219/35 والذي قدمه السفير رشيد الحلو، الرئيس الحالي للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية)”، مضيفة أن العربية “تتجاوز انتماءها العرقي لتستوعب جهود مستعمليها في شرق وغرب إفريقيا ومعظم البلاد الأسيوية، بالإضافة إلى أقسام اللغة العربية في القارتين الأوروبية والأمريكية”.

وحول المناظرة الدولية المرتقب تنظيمها بالمغرب، قال النشطاء إنها تستهدف “تحديد متطلبات المجتمع المغربي في المجال اللغوي وملامح الفضاءات الدولية التي تفتح فرصا لعمل البحث العلمي والتكنولوجي الوطني والجهوي والدولي”، بجانب “توفير فضاء مناسب للتبادل والتلاقي بين المهتمين وعقد اتفاقيات شراكة بين مؤسساتنا ومؤسسات مختلف الدول العربُفونية والدولية”.

شكرا للتعليق على الموضوع