تفاصيل قيادي “داعشي” قتل أجمل نساء العراق

تربص الإرهابي، عمار الهويدي، ذو الوجه المدبب ذقنا، عندما كان منتميا لتنظيم “القاعدة”، بامرأة عراقية – كانت محور غزل شعراء جنوب الموصل، مركز نينوى، لجمالها الأخاذ، وقتلها بهجوم مسلح عندما كانت تقود سيارتها الشخصية على الطريق العام.

وقاد الهويدي، تنظيم “داعش”، بعدما انتمى إليه في عام 2013، إلى سبي نحو 3 آلاف فتاة وامرأة عراقية من المكون الايزيدي، ونفذ إبادة بذويهن، في مطلع آب/ أغسطس عام 2014، لكن هربه لم يدم طويلا ووقع بيد القوات العراقية مع عدد من الدواعش، قبل ساعات.

وأفادت وكالة “سبوتنيك” الروسية، نقلا عن مصادر أمنية، بأن قوات الجيش العراقي، ألقت القبض على أخطر عنصر بتنظيم “داعش” الإرهابي، في سهل نينوى، المدعو “عمار هويدي”، في قضاء تلكيف شمال غربي البلاد، مع 7 من العناصر الإرهابية بتنظيم “داعش”، أحدهم قيادي، وهم الآن محتجزون في مركز أمني بناحية حمام العليل جنوبي الموصل.

أخطر قيادي

وقالت الوكالة نقلًا عن مصدر أمني من جنوب الموصل، إن الداعشي، عمار الهويدي، يعتبر من أخطر مجرمي تنظيم “القاعدة”، الذي انتمى إليه عام 2005، ونفذ عمليات قتل وتفجير وتفخيخ عديدة في مناطق متفرقة من نينوى لاسيما في جنوب المركز.

ونقلت الوكالة عن المصدر، الذي تحفظ الكشف عن اسمه، أن القوات الأمريكية التي كان لها تواجد في العراق، من بعد عام 2003 بسقوط النظام السابق، اعتقلت الهويدي، ومن بعدها تسلمته الأجهزة الأمنية العراقية، وبقي في السجن حتى عام 2014.

ولفت المصدر، إلى أن عملية اعتقال الهويدي لم تكن سهلة حينها، ودارت بينه وبين العناصر الذين معه، والقوات الأمريكية، اشتباكات عارمة، حتى تم التمكن من اعتقاله ونقله إلى سجن بوكا في محافظة البصرة أقصى جنوب العراق.

خلال عام 2014، أثناء دخول تنظيم “داعش” الإرهابي، مدينة الموصل، فتحت السجون على يد التنظيم، وإطلاق سراح العناصر الذين كانوا في تنظيم “القاعدة”، ومنهم الهويدي الذي سرعان ما انتمى لـ”داعش”.

مقتل الحسناء

وتحدث المصدر، عن المرأة التي قتلها الهويدي، وهي دكتورة تدعى “لينا”، زوجها أيضا دكتور، وكانت ذات صيت حسن وشهرة واسعة في جنوب الموصل، تحديداً في ناحية القيارة، حيث أنها حصلت على مقاولة في القاعدة الجوية للناحية.

وأكمل، قام الهويدي، بتتبع الدكتورة لينا التي كانت “جميلة جداً”، وقتلها على الطريق العام الرابط بين القيارة والموصل، بهجوم مسلح استهدفها أثناء قيادتها سيارتها، الخبر الذي هز القيارة وألمها على مقتلها.

من شدة حزن أهالي القيارة على الدكتورة لينا، أقاموا لها مجلس عزاء ونصبوا سرداق لمدة ثلاثة أيام حدادا لها، كانت لها شهرة واسعة لدرجة أن شعراء الناحية كانوا يتغزلون بجمالها.

سبي الإيزيديات

وأفادت مصادر أمنية ومحلية، في تصريحات لمراسلتنا، بأن الداعشي عمار الهويدي، هو من قاد ما يُسمى “غزة” “داعش” في سنجار غربي الموصل، وسبى نساء الايزيديين وفتياتهم وأولادهم، بعدما قتل الرجال والشباب في إبادة يندى لها الجبين في الثالث من أغسطس 2014.

وينحدر الهويدي وهو متوسط العمر، من ناحية النمرود الأثرية الواقعة في جنوب الموصل، وتم التوصل إليه من قبل شرطي في الشرطة المحلية بعدما تتبعه وبالتنسيق مع الجيش، اعتقل داخل منزل مع الدواعش السبعة من بينهم أشقاء وأبيهم الذي كان أحد عناصر الأمنيين في “داعش”، حسب المصادر.

تجريد النساء من أزواجهن

يبدو أن “الهويدي” كان مهووسا بملاحقة النساء وارتكاب الجرائم بحقهن وبذويهن، تحديداً نساء زوجات المنتسبين في الأجهزة الأمنية العراقية.

وكشف شاب من جنوب الموصل، يدعى أحمد سالم، عن قيام الهويدي، باختطاف 30 امرأة من زوجات المنتسبين الأمنيين الذين غادروا المدينة، من داخل منازلهن، وتطليقهن منهم في محاكم التنظيم، أثناء اقتراب القوات الاتحادية، من قرية النايفة الواقعة في النمرود، ضمن العمليات العسكرية التي انطلقت في 17 أكتوبر/تشرين الأول عام 2016 لتحرير نينوى، ومركزها.

إعدام ابن عمي

 طالت جرائم عمار الهويدي، الرجال أيضا، قتل أبن عمي الشاب أمام عيني وأهله، في القيارة، تاريخ الرابع من سبتمبر/أيلول عام 2015، بعد أسابيع من اعتقاله وتعذيبه بأبشع الطرق، في سجون التنظيم، كونه كان منتسبا ً في جهاز مكافحة الإرهاب، وبينهما معرفة ومن بين القوة المشرفة على سجن المكافحة حيث كان معتقل الهويدي هناك.

هذا ما رواه الشاب أحمد سالم أيضا، قائلا:

شن الهويدي، مع عناصر “داعش”، عملية دهم وتفتيش بحثا ً عن المنتسبين الأمنيين بالذات المنتمين لجهاز مكافحة الإرهاب، لأنه كان يكن الكره والحقد عليهم، ومن بينهم أبن عمي، الذي لم يتمكن الهرب مثلما هرب إخوته، ولم يجد مكانا ً ليختبئ فيه سوى فوق سطح المنزل تحت خزانات المياه، لكنه كشف واعتقله الدواعش.

وتابع سالم، بعد أسابيع، نفذ الهويدي، عملية الإعدام بابن عمي أمامنا وأمام جمع من الناس، برصاصة في الرأس، ثم قام بتعليقه على جسر القيارة وهدد بإعدام من يقم بإنزاله من الجسر حتى انتهاء 3 أيام، من بعدها أنزلت جثته من قبل ذويه.

وذكر سالم، أن مقتل أبن عمي، كان له أثر كبير على نفوس جميع أهالي القيارة، لأنه من الأشخاص النبيلين، ولصغر سنه فهو من مواليد 1992، ومتزوج لديه طفلة بعمر 6 أشهر عند إعدامه.

واختتم الشاب، كان ابن عمي فقير الحال جداً، ويعمل في السجن الذي كان فيه الهويدي معتقلاً، ويعرفه حق المعرفة، لهذا أعدمه بيديه بعدما شوه جسده بأساليب التعذيب في سجون التنظيم الإرهابي.

وتعتقل القوات العراقية بالتنسيق مع الجهد الاستخباراتي، بين الحين والأخر، قادة وعناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي، من الذين تسللوا بين العائلات، والهاربين الذين اختبئ في البيوت ومخيمات النزوح، في محافظة نينوى التي أعلن رئيس الحكومة الاتحادية، حيدر العبادي، تحريرها بالكامل مع مركزها، من سيطرة الإرهاب، في 31 أغسطس/آب العام الماضي.

شكرا للتعليق على الموضوع