ناصر اللحام يكتب : الشيخ وال F16
ترفض إسرائيل إبتلاع الضربة التي تلقتها في سماء الجولان، ولا تزال تعيش حالة الإنكار الشديد في محاولة بائسة منها لاستعادة هيبتها المسكوبة بين الغيوم الملبدة. وبعد سلسلة التشاورات المكثفة طلبت تل أبيب من حليفتها أمريكا المساعدة العاجلة لوقف الزحف الإيراني الذي صار قدرا محتوما على حدود فلسطين الشمالية.
– إسرائيل ترفض قبول الوجود الإيراني في سوريا وسوف تحارب ذلك بكل السبل ، ما يعني أن وقوع المواجهة لا مفر منها إن اّجلا أم عاجلا .
– إن الوجود الإيراني في سوريا بات حقيقة ثابتة رغم محاولات بعض الدول العربية وأصدقاء امريكا وإسرائيل محاربة هذا الوجود من عشر سنوات دون كلل او ملل ، ورغم مليارات الدولارات التي سكبت هناك من اجل إخراج الشيخ الايراني من بادية الشام ، إلا أن تطورات المعارك وهزيمة الميليشيات المقاتلة ضدها .
– بعد سبع سنوات من تجربة الربيع العربي الدامية ، وتسليح التظاهرات وانتشار السلاح والمال السياسي ، لم يتنح عن الحكم العربي طواعية سوى الرئيس المصري حسني مبارك – وقد بات واضحا ان الضغط والقتال لن يقنع أي زعيم عربي بالتنحي عن حكمه من خلال التظاهرات ولا من خلال القتال المسلح ، وخصوصا بعد محاكمة مبارك وزجّه في السجن وحبس عائلته . خاف الحكام العرب على أنفسهم واولادهم فتمسكوا بالحكم حتى الموت . وصار الواقع الجديد أن جميع الحكام العرب ” لا أرى اي فرق بين ملك ورئيس وأمير وسلطان ” سيحاربون حتى اّخر رصاصة .
– ان السنوات الماضية مسّت بشكل كبير بهيبة الدول الخليجية الغنية ، التي ارتد عليها الربيع العربي ، فتقاتلت دول الخليج وتحاربت في اليمن وعلى اليمن . بل إن خسائر دول الخليج في حرب الشام لم تقف عند مئات مليارات الدولارات وإنما تخطى الامر الى تهديد وجودها من خلال إنقلاب أمريكا ضدها وتخليها عنها .. وفي حين يستقر الاسد أكثر وأكثر في قصره في دمشق ، يجاهد الامراء في الخليج من أجل البقاء بأي شكل من الأشكال .
– إن ايران تمتد اكثر وأكثر في العالم العربي ، والسبب الأول في هذا التمدد هو الطريقة التي تتعامل فيها امريكا مع الحكومات العربية من خلال إهانتها وتحقيرها وسرقة خزائنها ومحاولة عقد زواج بالإكراه بين الدول العربية الخائفة والمرتبكة وبين إسرائيل التي تريد أن تنهب المزيد من المال والمواقف السياسية من الوطن العربي الذي ينطبق عليه لقب ( الرجل المريض ) .
– قوى إقليمية غير عربية في الإقليم ، مثل روسيا وتركيا وأثيوبيا .. لم تعد ترغب في إستعداء ايران . ووقعت معها اتفاقيات إقتصادية وسياسية وعسكرية . ما جعل الدول العربية التي حاربت سوريا في موقع أدنى . بل إن إسرائيل ذاتها كانت تتمنى ان تكون الحليف الأقوى لإيران في المنطقة ، وحاولت ذلك ولكن اتفاقية خمس زائد واحد أخرجت إسرائيل من الملعب .
– إسرائيل لم تقبل الواقع الجديد ، والدول العربية ” القديمة ” لا تقبل الواقع الجديد . وامريكا ستبحث عن مصلحتها .. وبانتظار الحرب بين تل أبيب وطهران . هناك مئات العوامل المساعدة التي ستؤثر في المعادلة .
– لم يعد العرب مخيرون بالصمت والانتظار ، لان النيران اكلت بيوتهم وعباءاتهم ومنازلهم وخزائنهم . والمواجهة قادمة لاعادة تقسيم المنطقة ، ومن يخاف سيخرج من الملعب بخسارة كاملة .
د. ناصر اللحام
اقرأ للكاتب :
ناصر اللحام يكتب : بسبب ترامب – تتحطم دول عربية كبيرة وتتقدم دول أخرى لتقود الأمّة