الجيش البريطاني يشارك التحقيق في تسميم جاسوس روسي مزدوج

طلبت الشرطة البريطانية مساعدة الجيش في التحقيق في هجوم بغاز أعصاب استهدف جاسوسا مزدوجا روسيا، فيما تزايدت التكهنات اليوم، بشأن رد لندن إذا ثبت تورط دولة ما في تسميمه.

وتواصل الشرطة فرض طوق أمني حول منزل سيرغي سكريبال في سالزبري، المدينة الهادئة في جنوب غرب إنجلترا حيث عثر عليه الأحد وابنته يوليا فاقدي الوعي على مقعد أمام مركز تجاري.

ولا يزال سكريبال وابنته فاقدي الوعي وفي حالة حرجة لكن مستقرة، فيما أصبح الشرطي نيك بايلي الذي وصل لمساعدتهما قادراً على الجلوس والتحدث بعد أن أدخل في وقت سابق إلى العناية الفائقة.

ومع إصابة شرطي في الهجوم، فإن الضغوط تتزايد على رئيسة الوزراء تيريزا ماي لتحديد الفاعلين ومعاقبتهم.

وقال المحلل في شاتام هاوس ماتيو بولوغ لوكالة “فرانس برس″: إن إصابة مواطن بريطاني وخصوصا شرطي، يتطلب تدخلا فوريا وقويا من السلطات البريطانية”.

وبحسب كير بريتشارد، مسؤول شرطة ويلتشير فإن نحو 21 شخصا تلقوا العلاج عقب الحادثة، مضيفا: “عدد من أولئك يتلقون العلاج في المستشفى، يخضعون لفحوص دم وعلاجات متعلقة بالدعم وتقديم النصح”.

وتسعى السلطات لمعرفة مصدر غاز الأعصاب الذي استخدم في تسميم سكريبال (66 عاما) الذي جاء إلى بريطانيا في إطار صفقة تبادل جواسيس، فيما وجهت أصابع اتهام إلى روسيا في الهجوم.

وأعلنت شرطة مكافحة الإرهاب الوطنية التي تقود التحقيقات الجمعة إنها طلبت مساعدة الجيش “لرفع عدد من السيارات والأشياء من مكان الحادثة”.

وأضافت: “المساعدة من الجيش ستستمر بحسب الضرورة خلال هذا التحقيق، فيما المحت وسائل إعلام إلى احتمال مشاركة 108 عناصر في التحقيق بينهم من البحرية الملكية وخبراء الأسلحة الكيميائية.

وقال وزير الدفاع غافن وليامسون إن القوات المسلحة لديها “الكفاءات المناسبة” للمهمة.

ووصفت وزيرة الداخلية آمبر راد الهجوم بأنه “شائن” وذلك خلال تفقدها مكان الحادثة اليوم، مطالبة: “فسح المجال أمام الشرطة لتفحص المنطقة جيدا لإجراء تحقيقاتها”.

وردا على أسئلة حول احتمال تورط روسيا قالت ماي: “إن الحكومة سترد في حال الضرورة”.

وتشمل الردود المحتملة طرد عدد من الدبلوماسيين الروس وعددهم 58، وشكلا من مقاطعة كأس العالم 2018 في روسيا أو زيادة التواجد العسكري البريطاني في أوروبا الشرقية.

وأثار وزير الخارجية بوريس جونسون فكرة تعزيز العقوبات على مسؤولين روس، لكن ستكون بريطانيا مضطرة أولا لإقناع شركائها الدوليين.

وردت موسكو بغضب على اتهامها بالوقوف وراء تسميم سكريبال، ورفض وزير الخارجية سيرغي لافروف، اليوم، الاتهامات وقال: “إنها بغرض الدعاية”.

وقال المحلل بولوغ انه سيكون من “الصعب جدا” تحديد منفذ الهجوم وأن الرد سيكون أكثر تعقيدا بكثير إذا ما تبين تورط فصائل داخلية في روسيا.

وقال: “قد يكون على علاقة بالانتخابات في روسيا أو إنه جزء من صراع بين النخبة في أجهزة الأمن، بغرض توجيه رسائل إما إلى الإنجليز أو إلى النخبة الروسية”.

وفرضت الشرطة طوقا حول المنطقة التي عثر فيها على العميل المزدوج السابق وابنته وحول قبر زوجته، لودميلا التي توفيت في 2012 ميلاديا، بعد صراع مع السرطان، وكذلك على شاهدة قبر ابنه ألكسندر الذي أحرقت جثته العام الماضي وتوفي بسبب مشكلات في الكبد، بحسب تقارير.

وذكرت صحيفة تايمز إن الشرطة تحقق فيما إذا كانت ابنة سكريبال التي وصلت بريطانيا الأسبوع الماضي قادمة من موسكو، قد حملت معها عن غير قصد غاز الأعصاب كهدية.

وكان سكريبال برتبة كولونيل في الاستخبارات العسكرية الروسية عندما جندته الاستخبارات البريطانية وفي سنة 2010 ميلاديا، حصل على عفو وسافر إلى بريطانيا في إطار صفقة لتبادل الجواسيس بين روسيا والولايات المتحدة.

أ ف ب

شكرا للتعليق على الموضوع