رئيس الوزراء الإثيوبي :لاخلاف علي حصة مصر من النيل

أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في الخرطوم ، إن سد النهضة المثير للجدل، والذي تبنيه بلاده على نهر النيل، «لن يُلحق ضرراً» بحصة مصر، التي تُعبر عن قلقها حيال مضاعفات هذا المشروع.

وقال أحمد في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس عمر البشير، بعد اجتماعين خلال زيارة استمرت يومين هي الأولى للسودان بعد توليه منصبه: «ليست لدينا نية بأن يتضرر السودان أو مصر، واتفاق المبادئ سيساعد الدول الثلاث على خفض التأثيرات السلبية، وتعزيز مصلحة السودان ومصر وإثيوبيا من المشروع، وهذا ما نعمل عليه بكل مسؤولية».

من جهته، جدد البشير دعم بناء السد، قائلاً: «ندعم السد تماماً منذ أن كان فكرة»، مضيفاً: «إننا متوافقون تماماً حول قضاياه، وهناك التزام قاطع بأن لا تتأثر حصص مياه مصر من قيام السد»، مشيراً إلى أن السودان وجد عبر الدراسات أن آثار السد الإيجابية تفوق بأضعاف آثاره السلبية. وقال: «تم التأكد تماماً من سلامة السد، وأنه لا يشكل تهديداً للسودان ومصر، وأن ملء البحيرة لا يؤثر سلباً على منشآت الري في السودان ومصر».

يذكر أن المحادثات بين إثيوبيا ومصر والسودان حول السد الذي بدأت إثيوبيا ببنائه عام 2012 بكلفة أربعة بلايين دولار، متعثرة منذ أشهر، في ظل مخاوف القاهرة من أن المشروع سيقلل حصتها من مياه النيل، وبالتالي تتأثر زراعتها. وتعتمد مصر تماماً على مياه النيل للشرب والري، وتقول إن «لها حقوقاً تاريخية» في النهر بموجب اتفاقيتي 1929 و1959 التي تعطيها 87 في المئة من مياهه، وحق الموافقة على مشاريع الري في دول المنبع. ولتبديد مخاوف مصر، عُقدت في الخرطوم اجتماعات الشهر الماضي بمشاركة وزراء خارجية ورؤساء أجهزة الاستخبارات في الدول الثلاث، لكنها فشلت في تحقيق اختراق.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، وصف أحمد المحادثات مع البشير بـ «الأخوية والبناءة»، موضحاً أنها ناقشت سبل تعزيز التعاون على المستوى الإقليمي والدولي بهدف المضي بعلاقات البلدين إلى آفاق أرحب وأسمى.

وأضاف أن البلدين «اتفقا على التكامل الاقتصادي وربط البلدين بالطرق والسكك الحديد، وتوسيع التبادل التجاري وتسهيل تبادل السلع والاستثمارات، والعمل معاً من أجل السلام والاستقرار في الإقليم».

على صلة، أصدر البشير عفواً عن الإثيوبيين المحكوم عليهم في قضايا الحق العام، علماً أن السلطات السودانية تحتجز عشرات الإثيوبيين على ذمة قضايا جنائية مختلفة ارتكبوها داخل السودان. وأكد البشير أن «إطلاق الإثيوبيين المحاكمين والموقوفين في السودان يأتي تكريماً لرئيس الوزراء الإثيوبي» الذي وصل الخرطوم مساء السبت. يذكر أن الجهات المختصة في السودان تشتكي من تسلل الإثيوبيين عبر المعابر الحدودية بين البلدين، إلى جانب تورط إثيوبيين في قضايا تهريب بشر والهجرة غير الشرعية.

شكرا للتعليق على الموضوع