محسن عقيلان يكتب : أردوغان رئيس و حزبه ليس اغلبية

من المقرر ان يدلى اكثر من 56 مليون ناخب تركى اليوم الاحد 24-6-2018 بصوته فى انتخابات رئاسية  و برلمانية مبكرة و الذى يزيد من اهميتها عما سبقها من انتخابات ان نجاح اردوغان يعنى دخول تركيا عمليا مرحلة التحول للنظام الرئاسى  لذلك نجد ان طعمها مختلف و تحضيراتها ليست كسابقاتها  من حيث خارطة التحالفات  و السيناريوهات المتوقعة بالاضافة لعوامل القوة و الضعف لدى الاطراف وحقيقة التدخلات الخارجية .

وقبل الغوص فى هذه الانتخابات ، ما هى الاسباب التى دفعت دولت بهتشلى  بالمطالبة بانتخابات مبكرة بالنيابة عن اردوغان . الجواب بسيط لان اردوغان لا يريد ان يقضى بقية المدة الرئاسية حوالى سنة ونصف وهو لا يمارس صلاحياته الرئاسية فعليا  و تعد ضربة مفاجئة لارباك المعارضة ،ولا يريد ان يمر نصره فى عملية غصن الزيتون فى عفرين بدون جنى ثماره بالاضافة الى خوفه من الازمة الاقتصادية فى البلاد بسبب تهاوى الليرة التركية امام الدولار وخوفه من تحالف خارجى ضده بالمضاربات على الليرة التركية ستفقده كثير من مناصريه بسبب انجازاته الاقتصادية .

لكن هذه المغامرة على ماذا تستند فى رأيي اردوغان يستند على امرين الاول : على ما ذكر من انجازات و الثانى : على ضعف المعارضة و تشتتها .

مؤشرات ضعف المعارض

1 – عدم نجاح المعارضة فى الاتفاق على مرشح توافقى

2- رفض عبدالله غل ان يدخل منافس لاردوغان كمرشح توافقى للمعارضة افقد المعارضة كثير من تنافسها

3- رفض ميرال اكشنار رئيس حزب الجيد فى التنحى ودخولها المنافسة كمرشح مستقل

4- لا يوجد برنامج انتخابى منافس لاردوغان لان المواطن التركى عاش تجربة اردوغان ولم يجرب الاحزاب الاخرى

5- استغلال اردوغان بحث المعارضة فقط عن نقاط ضعفه وكيفية اسقاطه  متناسية برامجها و استقطابها وتاثيرها

6- حالة الانشقاقات فى الاحزاب و الاستقالات و الانسحابات كمثال النائب فى البرلمان التركى عن حزب السعادة سرغن يلدز و انسحاب رئيس الجناح الشبابى فى الحزب الجيد ومجموعة كبيرة من الاعضاء .

لكن بالرغم مما سبق لا يعنى ان الارض مفروشة بالورود امام اردوغان وحزبه

لعدة اسباب

1- طول فترة الحكم لاكثر من 16 عام تسلل الكسل و الوهن و الترهل الى مؤسسات الحزب

2- تعديل القانون ليشمل العتبة الانتخابية للتحالفات الحزبية سيفقدالحزب بعض مقاعده

3- بالاضافة لوجود كثير من الاحزاب وتنوع توجهاتها بين علمانى و اسلامى حد من هروب الاصوات باتجاه حزب العدالة و التنمية

4- وجود كثير من الاصوات التى تحفظت على الاستفتاء الدستورى من داخل حزب العدالة و التنمية

5-  شريحة المترددين الذين لم يحسموا امرهم

اما من جانب المعارضة كادت ان تحرج اردوغان فى الالتفاف حول عبدالله غل كمرشح مشترك لكن خطوتها باءت بالفشل بسبب رفض غل لاقتناعه عن احجام قاعدة عريضة من المعارضة لانتخابه لانهم ينظرون اليه كحزب عدالة و تنمية اما الحسنة الوحيدة للمعارضة هى وجود عدد كبير من المرشحين الرئاسيين عددهم ستة مرشحين سيمنع هدر الاصوات كما حدث فى الانتخابات السابقة و سيقلل فرص فوزه من الجولة الاولى لعل و عسى ان يكون توافق على المرشح المنافس و ان كانت تلك مجرد اوهام  اكثر منها سياسات و تكتيكات و بالنسبة لحزب العدالة و التنمية المح اردوغان الى انه قد يشكل ائتلاف اذا اخفق فى الحصول على اغلبية برلمانية و قد سئل عما سيحدث اذا فاز بالرئاسة و لكن ليس البرلمان قال انه لن يسمح بتطور من شانه ان يمنع النظام من العمل و اخبر وكالة بلومبرغ ان لديه خطة ا و خطة ب و خطة ج .

وفسر احد مستشاري اردوغان بانه يمكن ان يدعو الى انتخابات جديدة اخرى كما فعل فى عام 2015 عندما فقد الاغلبية للمرة الاولى اذن نستنتج مما سبق ان اردوغان غير واثق فى النصر من الجولة الاولى و المعارضة تعول على الاغلبية فى البرلمان و الحياة السياسية فى تركيا ستبقى على صفيح ساخن .

اقرأ للكاتب : 

محسن عقيلان يكتب : من قصف قاعدة التيفور السورية‎..؟

شكرا للتعليق على الموضوع