يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
لقطة من ليالى اوجينى
الحلقة الحادية عشر …
مشهدان ، ظللت اعيد مشاهدتهما وسماع الحوار الذى دار بهما ، ربما لأنهما لمسانى بشكل خاص وربما ايضا لمسا الكثيرين غيرى…
المشهد الاول جمع ما بين “عزيز″ و”فريد” فى تياترو اوجينى حيث دار بينهما حوار حول المحاولة !!!!
فقال فريد “المحاولة بتبقى فى حاجات المفروض نعملها ومش عارفين وبنحاول”
فاجاب عزيز “ولما الناس كلها مش عارفه امال مين بيعمل اللى هو عايزه ” …..
سؤال وجيه … فمن منا حقاً يفعل ما يريده ويعيش الحياة التى ارادها وتمناها لنفسه !!!
واستطرد فريد مجيباً “فى فرق كبير بين اللى عايزين نعمله واللى المفروض نعمله والمشكلة لما يكونوا الاتنين صعبين …. لا انت عارف تطول اللى انت عايزه فترتاح ولا انت قادر تقبل اللى المفروض وترضى فتفضل، تحاول “
“كلنا يا فريد لازم نحاول حتى لو مش عايزين ، حتى لو مش عارفين … لازم نحاول “
حوار عبقرى ، لانه على ما اعتقد لخص وأنجز وأوجز الحيرة الابدية للإنسان !!!!
بين ما نريد ان نفعله وما يجب ان نفعله
ربما هو ما أكد لى أننى أصبت حين شعرت ان هذا الحوار يمسنا جميعاً …. فجميعنا يحيى بشرف المحاولة ….
محاولة تقبل المفروض والتعايش معه على أمل النجاح فى المحاولة يوماً ما … او ربما على امل واهٍ فى ان تمر الايام ويتبدل شعورنا بالمفروض ليصبح يوماً ما نريد ، فنكف عن المحاولة !!!
الحوار الثانى جمع بين “لولا” و”جليلة” فى التياترو داخل حجرة جليلة ، حيث دخلت عليها لولا ولأول مرة اشعر بكسرة نفس لولا التى بدت منذ اول ظهور لها قوية قادرة ملاوعة ، فاكتشفنا انها تداوى كسرة نفسها بالخمر وتحكى اوجاعها لكأسها !!!
تاثرت كثيراً حين قالت لجليلة “لو على كسرة النفس بسيطة هتتعودى ، وهتنحسى كمان …. وقتها كل اللى نفسك فيه هيحصل ….المهم ساعتها متبقيش نحستى اوى لأحسن يوم ما يتم المراد متعرفيش تنبسطى بيه !!!!!” وتركتها ورحلت
يااااااه ، هذا هو حال الكثيرون ممن يظلوا يلهثون وراء مرادهم ، فتخذلهم الدنيا فيعيدوا الكرة ويحاولوا من جديد ، مرة ثانيه وثالثة ورابعة … الى ان تصيبهم كسرة النفس ويفقدون الإحساس بكل شىء ….
بالحزن والفرح معاً … ويصبح كل شىء بلا قيمة بلا مذاق بلا حياة … الأمور أجمعها سيان تتساوى فى ردة فعلهم او بالاصح غياب ردة فعلهم …. حتى انه اذا تحققت امانيهم فى يوم ما يفتقرون حينها القدرة على الشعور بالسعادة او بمجرد الشعور من اى نوع !!!!!
اقرأ للكاتبة :
يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
