نانسى فتوح تكتب : تحية وشرف لملائكة الرحمة ..

بطولة ليست بغريبة عن ملوك الإنسانية الذين ينبع منهم كل معاني الرحمة  .. فلا أحد منا لم يسمع بحادثة مستشفى الحسين الجامعي التي انتهت بفضل الله ثم بفضل أبطال فريق المستشفى كما ذكرت مواقع عدة بأنه لا حالة وفاة .. الذين ضحوا بأرواحهم رغم ضخامة النار وسط وجود مئات المرضى والحالات الحرجة والعمليات، ولكن ما أبهرني هو ذلك الإنجاز الذي كان بفضل الأطباء والممرضات وحتى العمال الذين ضحوا بحياتهم وعملوا بواجبهم وربطوا مصير حياتهم بمصير الحالات.

فعن أطباء قسم القلب الذين كانوا لحظتها في غرفة العمليات والحالات مخدّرة والجراحات في أيديهم -أي أنهم لا يستطيعون الحراك-،  حتى أنهم أغلقوا باب العمليات الرئيسي وكل الأطباء والممرضات استمروا في عملهم رغم النيران المستمرة في الطابق العلوي !

وحتى العمال البسطاء الذين ظلوا في أماكنهم مع الحالات التي لم تنقل بعد، يحاولون تركيب أجهزة الأكسجين على الاسطوانات لحماية المرضى من الاختناق بالدخان رغم انهم هم أيضاً كانوا معرضين للاختناق..!

ولكن للأسف الأطباء ذكروا بأن سيارات الإطفاء والدفاع المدني لم تصل إلا بعد مرور 50 دقيقة من الحريق..!

فتلك الأبطال إن لم يكونوا على يقين بأن لا أحد سيتحرك نحو تلك المصابين البسطاء لينقذ حياتهم، لما فعلوا ما فعلوا ، لما وصلوا لحالة من انعدام الثقة في أي مؤسسة دورها إنقاذ المواطنين، ولأنهم مدركون أنهم لو كان مصيرهم الموت فلن يهتم أحد بموتهم.!

ولم نرى تغطيات إعلامية على قدر الحدث حتى أن بعض وسائل الاعلام التي تناولت  الخبر نسبوا الفضل لرجال الحماية المدنية فقط..!

فهل سنرى أي مراجعة لتلك الحوادث؟

وهل نملك الميزانيات الكافية وآليات الرقابة الكافية للدفاع المدني؟

فأين استضافة الأبطال في البرامج بدلا من تلك البرامج الغير هادفة التي تملأ شاشات التلفاز؟

لماذا لا نتعرف على أسماءهم ونستمع منهم لقصصهم ورؤيتهم لحال القطاع الصحي في مصر حتى يتم تطويره؟

وحتى إن كانت نقابة الأطباء أصدرت بيانا شكرت فيه الأطباء وثمنت جهودهم، فإنهم أيضا من حقهم إلقاء الضوء على مافعلوه في وسائل الإعلام ..

ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل تطوير القطاع الصحي العام، وتجهيز الطوارئ، وتوفير عدد كافي من الأسرّة، وتقوية برامج الصحة العامة التي تعزز وتحمي الصحة، مثل خفض انتشار التهاب الكبد حتى يتلقى المواطن المصري عناية علاجية في بلده تليق به.

وأخيرا رسالة أوجهها إلى سيادة وزيرة الصحة بشأن قرارها الأخير بعزف السلام الوطني في المستشفيات، أن تأكيد مفهوم الانتماء ليس في ساحات علاج الأمراض، لكنه في المدارس ومعسكرات الشباب والرياضة ومباريات كرة القدم الجماهيرية، ولكن أبطال مستشفى الحسين الجامعي لم يكونوا منتظرين نشيد وطني حتى يخلوا جميع المرضى من المبنى المحترق وسط الدخان والأهوال، ولم تكن تحية العلم هي الحافز لهم وهم يدفعوا مرضى الرعايات المركزة والعمليات التي على أجهزة التنفس الصناعي عبر طرقات المستشفى وسط ألسة النار .. !

فالتحية موصولة بدعوات خالصة من القلب لطاقم مستشفى الحسين الأبطال .. ولكل مصري عنده الشرف والضمير ويأدي واجبه على أكمل وجه في أي زمان ومكان، ليجازيهم الله كل الخير عن أنفسهم وأهلهم ويشفي كل مريض، فقد أوكل الله تعالى أمانة عظيمة في أعناقهم إذا أدوها حق الأداء كان لهم الأجر العظيم في الدنيا والآخرة ..

اقرأ للكاتبة :

نانسى فتوح تكتب: تلك الأسطورة من شوارع قرية صغيرة في ريف مصر

شكرا للتعليق