محسن عقيلان يكتب : الانتخابات التركية المبكرة و مفاجاة الاحزاب الاربعة +1
بدأت الانتخابات التركية البرلمانية المبكرة الاحد 1 نوفمبر وكما ذكرنا فى مقالة سابقة والتى تناولت بالتفصيل الاتنخابات البرلمانية فى 7 يونيو و بداناها بجملة ( هذه المرة الاولى التى يخوض حزب العدالة و التنمية انتخابات و هو يشعر بالخطر عما ستسفر عنه الانتخابات البرلمانية الاحد 7 يونيو ) .
وانا اقول مرة اخرى هذه المرة الثانية التى يخوض حزب العدالة و التنمية انتخابات وهو يشعر بالخطر عما ستسفر عنه الانتخابات البرلمانية الاحد الاول من نوفمبر لان كل المعطيات و استطلاعات الرأى تشير بأن الانتخابات المبكرة سوف تفرز نتائج لا تختلف كثيرا عن سابقاتها وهذا ما عبرت عنه ثلاث شركات تركية للابحاث و استطلاعات الرأى وهى مركز (أنار) و مركز (جيزيجى) و مركز (ميتروبول) من خلال ثلاثة استبيانات منفصلة أشارت جميعها ان انتخابات 1 نوفمبر لن تكون مختلفة كثيرا عن انتخابات 7 يونيو الماضى لكن بعيدا عن استطلاعات الراى وللغوص فى المشهد التركى نجد ان هناك حركة دؤوبة و صراع محموم بين الاحزاب حيث تناقلت بعض الصحف ان الداعية فتح الله غولن دعى مناصريه من حركة خدمة بالتصويت لصالح حزب الشعوب الديمقراطى كما فعلها حزب الشعب الجمهورى بالانتخابات السابقة فى 7 يونيو و سيكررها فى هذه الانتخابات بهدف ضمان تخطى حزب الشعوب الديمقراطى حاجز 10% الانتخابى و عدم قدرة حزب العدالة و التنمية لتشكيل الحكومة منفردا و للغوص اكثر سوف نذكر المؤشرات الايجابية و السلبية التى تؤثر على نسبة حزب العدالة و التنمية فى هذه الانتخابات وهى :-
اولا : مؤشرات إيجابية
1 عودة اصوات مؤيديه التى ذهبت للحركة القومية فى الانتخابات السابقة بهدف عدم تفوق حزب الشعوب الديمقراطى عليه
2 هناك تقارير عن اتفاق مع حزب السعادة و الاتحاد الكبير على ان يصبوا اصواتهم لصالح حزب العدالة و التنمية
3 انضمام طوغرول توركش ابن مؤسس الحركة القومية الى الحكومة المؤقتة و من ثم الى حزب العدالة و التنمية سوف يدفع اتباع كثر له للتصويت لصالح الحزب
4 تخطى قانون الثلاث دورات لاعضاء الحزب و عودة اسماء لامعة لها رصيد شعبى سوف تشجع الكثير للذهاب لصناديق الاقتراع
ثانيا : مؤشرات سلبية
1 سياسة تركيا الخارجية و موقفها من الازمة السورية
2 تراجع النمو فى الاقتصاد التركى و انخفاض قيمة الليرة التركية وعجز الموازنة و زيادة معدلات البطالة و التضخم
3 دعوة فتح الله غولن لاتباعه بالتصويت لصالح حزب الشعوب الديمقراطى للثأر من حزب العدالة والتنمية و اردوغان بسبب اغلاق مدارس الخدمة و تضييق الخناق على اتباعه فى مؤسسات الدولة
4 تفجير انقرة كان سبب فى تراجع شعبية الحزب خاصة فى المناطق الكردية فقد اشار ابراهيم اوصلو مدير مركز انار المعروف بقربه من الحزب ان هناك انخفاض فى اصوات الحزب فى ديار بكر من 30% الى 14%
حسب ما سبق فان الرؤيا ضبابية و غير واضحة بالنسبة لحسم الانتخابات لصالح حزب العدالة و التنمية ففى حالة فوزه المطلق تجاوزت تركيا ازمتها السياسية و من ثم الاقتصادية و لكن فى حال عدم الحسم و تشكيل الحكومة منفردا سيضطر للتوجه الى حزب الشعب الجمهورى او حزب الحركة القومية فاما حزب الشعب الجمهورى فيشترط تغيير السياسة الخارجية لتركيا و طريقة تعاملها مع الملف السورى اما حزب الحركة القومية يشترط الغاء عملية السلام مع الاكراد و تقليص نفوذ اردوغان فى الحياة السياسية ولتجاوز هذا المازق يحاول اردوغان جاهدا بالتعاون مع جهاز الاستخبارات التركية على جذب و استقطاب ما ينقصه من عشرين صوت من خلال تشكيل حزب خامس من المرشحين الذين نجحوا فى الانتخابات و عندهم ميول لحزب العدالة و التنمية او استغلال خوفهم على تركيا من الانزلاق فى حرب اهلية او الحفاظ على الاقتصاد التركى من الانهيار او عدم رضاهم عن اداء قياداتهم الحزبية او اى سبب اخر كمدخل لتشكيل حزب جديد يكون بمثابة حصان طروادة لتشكيل حكومة تركية بمواصفات اردوغانية .
بقلم : محسن عقيلان
الباحث فى العلاقات الدولية