نانسى فتوح تكتب: تلك الأسطورة من شوارع قرية صغيرة في ريف مصر
عندما تتحدث عن الكفاح والطموح وروح المناضلة فلابد لك أن تعرف كيف ومن أين بدأت!
رغم الفارق الاقتصادي والرياضي والسياسي والاجتماعي بين الغرب وبين بلده و نشأته في قرية فقيرة، ولم يحالفه الحظ على الالتحاق بجامعة كبيرة بل فضّل الانضمام إلى معهد اللاسلكي بسبب الظروف المالية الصعبة التي عاشها، بالإضافة إلى عشقه لكرة القدم، ولم يقدر على الالتحاق بالثانوية العامة في مدينة بسيون، بسبب رغبته في التواجد بالقاهرة للانضمام إلى نادي المقاولون العرب، ولكنه استطاع أن يتغلب على كل الظروف بعرق جبينه بعد توفيق الله، وأن يكون أفضل مما توفرت له بيئة مناسبة ونشأ في ظروف أفضل منه، وأن يكون الآن فخرا للعرب ..
فمن شوارع قرية صغيرة في ريف مصر إلى كتابة التاريخ مع الفراعنة وليفربول ..!
فلا تيأسوا ولا تحبطوا مهما كانت الظروف .. فالعبرة بالنهايات !
محمد صلاح .. تلك الأسطورة المصرية .. من منا لا يعرفه لأنه استطاع أن يثبت نفسه ليس فقط في مصر أو حتى في الشرق الأوسط ولكن على مستوى العالم .
فهو لم يعد لنا مجرد لاعب مميز ناجح أو محترف، والله لو كان ذلك ماكنت لأشغل عقلي به فسوف يكون مجرد لاعب يسجل أهداف وينتهي الأمر عند ذلك الحد ..
لكنه يمتلك في شخصيته مالا يمتلكه آخرون، فهو داعية إسلامي نجح فيما فشل فيه الدعاة وقرب قلوب الناس من الإسلام دون أن يدخل في أي جدال ديني، حتى أن الغرب أنشدوا أغنية مضمونها: “أنه لو سجل أهداف سنكون مسلمين وسنذهب إلى الجوامع” ..!
وهو سفير مصر الدبلوماسي الفعلي، فلقد قرب قلوب الإنجليز من مصر والمصريين، ونصبوه ملك عليهم دون أن يحضر أي مؤتمرات أو اجتماعات دبلوماسية، وهو أيضا وزير الشؤون الاجتماعية بمصر بما يقدمه من مساهمات وحلول لأبناء بلده ..
هو أصبح مود جميل يعيشه المصريون كل يوم مع كل هدف يحرزه، مع كل إعلان يظهر فيه، مع كل جائزة يفوز بها .. فهو احتلال مصري على أرض بريطانيا ..
ولكن مايحزنني هو أننا لا نقدر أبناءنا في اكتشاف مواهبهم وقدراتهم سواء كانت رياضية أو علمية إلا بعد فوات الأوان، كرفض إدارة نادي الزمالك له و أيضاً إدارة النادي الأهلي عندما قالوا ” نبقى بنرمي فلوسنا على الأرض لو دفعناها في صلاح”!
إلى متى سنقول نعم فلا مكان لك في مصر مادمت موهوبا، فإذا كنت تريد أن تصل فعليك بأوروبا!
إلى متى سنقول مصر لاتمثل البيئة المناسبة لتلك الموارد وخاصة الأدمغة لما تلاقيه من عدم التقدير وصعوبات الحياة، في الوقت الذي تشكل الحياة في بلدان العالم المتحضر قوة جاذبة بما تحتويه من تقدير واحترام لحقوق الإنسان واستقرار اقتصادي!
فجميعنا نعرف تلك الأسباب الكامنة وهي عدم وجود وظائف في الدولة الأم، وأيضا أنها لا تقدر كفاءات وقدرات شعبها ولا تقوم بدعمها، مثلما فعلنا مع المخترع أحمد زويل ولكن أمريكا هي من استقبلت قدراته، وموهبته، واختراعه، وعرضته على العالم، فهناك بعض الدول للأسف لا تدعم عقول أولادها المخترعة وتقفل أبوابها أمامهم فيضطروا للجوء إلى الهجرة، وذلك لفقر بلادهم وعدم وجود وظائف خالية أو حتى لا يستطيع الحصول عليها إلا بإسلوب الواسطة، فيبقى له أمل واحد لكسب العيش وهو الهجرة، فيتقدم من خلال ذلك المجتمع الأمريكي والأوروبي، ونبكي على الأطلال.
ولكن بإمكاننا أن نتفوق عليهم إذا أتحنا الفرصه الحقيقيه للأجيال الحالية والقادمة ووفرنا لهم الإمكانيات ودعمهم المالي والمعنوي، ونفذنا أفكارهم واختراعاتهم، وتكاتفت الدول العربية مع بعضها البعض لبناء مجتمعات متطورة.
وفي الختام .. هنيئا لك محمد صلاح شرفتنا وشرفت كل العرب والمسلمين، مثلت العرب أحسن تمثيل ..
فأنت قدوة لكل الشباب .. شكرا لك يافخر العرب ، وأتمنى لك مزيد من الجوائز والبطولات إن شاء الله .
#شكراً_محمد_صلاح.
اقرأ للكاتب :
نانسى فتوح تكتب : السيناريو المتكرر .. وأكذوبة السلاح الكيميائي