يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

لقطة من ليالى اوجينى

الحلقة الثالثة عشر

يبدو انها كانت حلقة مخصصة للزواج وأصوله فشاهدنا مشروع زيجتان قرأنا فيهما عبرتان ثمينتان

أولهما زيجة “صدقى بيك” الرجل الأرستقراطي الثرى صاحب الفندق والتياترو بنعمات المرأة البسيطة….

والبالرغم من ان “نعمات” لم تكن سوى عاملة نظافة بسيطة فى فندق “صدقى بيك” ، الا ان اقتراحه بالزواج منها فى منزل غير منزله بعيداً عن ابنته حتى لا يجرح مشاعرها ، اهان “نعمات” كثيراً !!!

قرأت هذا الاقتراح ، كاهانة لها كونه يرغب فى ابعادها عّن ابنته وعن حياته ومعارفه وكأنه يعلنها مدوية انه غير فخور بها …

لم أكن واثقة حينها ان كانت وجهة نظرها صحيحة ام لا، الا ان ردة فعلها اعجبتنى حين وقفت قوية امامه وتصدرت له دفاعاً عّن كرامتها وكبريائها لمجرد انها شعرت ان عرضه قد خدشهما خدشاً طفيفاً…

ووضعت الحلقات التالية حداً لتسؤلى ، حين تنصل صدقى بيه من وجود نعمات داخل مكتبه خوفاً من ابنته التى فاجأته بالزيارة فيه

….. كسرها وسلبها كرامتها وعزة نفسها فى تلك اللحظة وجعلها صغيرة امام نفسها…

لم تلتفت لماله وجاهه وكل مغرياته ، بل لم تلتفت سوى لكرامتها ووجدتنى اهتف “شابو”…

وهنا اتمنى ان يكن هذا منهجاً تتبعه بنات هذا الجيل ، فلا شئ ولا احد مهما علا شأنه يستحق ان تتنازلى عن كرامتك من اجله

لا تسمحى لاى كان من كان ان يجعلك صغيرة امام نفسك … من يحبك سيرفع من شأنك ويعلى قدرك ويحملك تاجاً فوق رأسه

ليس بما يدفعه فيك من مال وماديات…

بل بما يكنه لك من احترام وتقدير وتبجيل وعليك ان تنتبهى لذلك ….

انت كبيرة فقط بكرامتك فهى اثمن ما تملكين عزيزتى !!

اما الزيجة الثانيه ، فهى زواج “عزيز ” من “سارة” وظهر فيها نموذج قد نراه كثيراً بين العائلات حتى يومنا هذا، برغم بلوغنا القرن الواحد والعشرون،لمسنا تسلط والدته منذ البدايات…

فهى من رفضت من احبها قلبه ، وهى من فرقت بينهما وهى ايضا من أعطت لنفسها الحق فى اختيار شريكة حياته بالنيابة عنه ، وهى من غصبته على القبول ، وأرغمته على الزيارة وهى أيضاً من قلب الدنيا رأسا على عقب ولَم يتمم الزيجة ، لمجرد انها تريد ان تسير كل الأمور على هواها هى فقط دون اى مراعاة لما يطوف برأس اى من الأطراف المعنية الاخرى…

لم تأبه كثيراً بمشاعره او قلبه او ما قد يدخل السعادة والبهجة عليه ، لم تَر سوى ما تتمناه هى وترغب فيه هى…

لا اريد ان أشكك فى نواياها ، فلا اعتقد ان هناك ام على وجه الارض تكره الخير لابنها وتتمنى له شيئا سوى الفرح…. لكن هل تتبع كل ام السبل والاساليب المناسبة والصحيحة لتحقيق ذلك !!! ام انها مثلها مثل الكثير من الأمهات كانت ” كالدب الذى قتل صاحبه “…

هذا هو السؤال الحقيقى والذى يستحق وقفة ..

علينا كأمهات ان ندرك ان اولادنا ، لم يأتوا الى هذه الدنيا لتحقيق رغباتنا وأمانينا ولَم يأتوا كى نستكمل بهم حياة لم نعشها نحن بالكامل…

وأنهم شئنا ام ابينا جزء يتجزأ منا !!!

لهم حياتهم الخاصة وأحلامهم الخاصة ورغباتهم الخاصة التى علينا قبولها وتقبلها ونتركهم يخوضوا تجاربهم كما خضنا نحن تجاربنا …. فلنتعلم ثقافة عدم التسلط فأولادنا ليسوا ملكاً خاصاً لنا…

أقصى ما يمكننا فعله هو ان نوجه وننصح، ثم نمنحهم المساحة الكافية للحركة بحرية واتخاذ قراراتهم وحدهم ، حتى لا يصبحوا تعساء بلا شخصية مثل “عزيز “

دينا ابو الوفا
دينا ابو الوفا

اقرأ للكاتبة :

يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

شكرا للتعليق على الموضوع