عزت سلو يكتب : الصفقات تتقدم علی قضايا حقوق الانسان
قضية اختفاء الصحفي جمال الخاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول اخذت بعدا سياسيا اكثر ماهوا انساني ، وطغت علی مجمل القضايا التي شغلت الراي العام العالمي واحدى اهم القضايا الرئيسية التي تتصدر عناوين الصحف والمجلات وقنوات اعلامية عالمية .
فبالتأكيد هذا الاهتمام الكبير لا يخلو من اجندات سیاسیة وتصفیة حسابات ومصالح بین الاطراف متناسين الجانب الانساني .
لكن ما لفتة انتباهي مواقف الدول الاقليمية والعالمية و تحركهم السريع خاصة حكومات تلك الدول التي تتحكم بمصير هذا العالم وكذلك الدول التي لا توجد فيها ادنی معايير حقوق الانسان عندما يطالبون بالإسراع في كشف مصير الخاشقجي ومحاسبة من يقف خلف هذه الجريمة .
هذه المواقف اعادت الی اذهاني عدة اسئلة اهمها : ايعقل ان تحركهم جاء بسبب خوفهم واهتمامهم بملف حقوق انسان؟ .
ام یقف خلفها مصالح سياسية و اقتصادية الغرض منها القيام بصفقات والابتزاز واستخدامها في خدمة اجنداتهم الغير المعلنة .
فاذا قتل شخص او مجموعة اشخاص فهي جریمة بمعناها القانوني والاخلاقي ، لم تحظی جرائم ضحايا الحرب في اليمن و سوريا والعراق هذه الاهمية بقدر اهتمامهم بالخاشقجي .
في المحصلة رسخت لدينا قناعة تامة و كمواطنين في الدول العالم الثالث بان المجتمع الدولي يكيل بمكيالين تجاه القضايا الانسانية .
واصبح واضح ان الأخيرة دائمة في خدمة السياسة وهي ليست من اولويات حكومات الدول الكبری الا في حالت ان تعرض نفوذها و مصالحها الاقتصادية والسياسية للخطر، في تلك الدول التي تنتهك مبادئ حقوق الانسان حینها تاخذ قضیة حقوق الانسان مكانة مهمة في سياستها الخارجية ازاء تلك الدول والمتاجرة بها .
waarmedia
