يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

ستمر على كل منا لحظات ، نشعر فيها اننا تلقينا من الحياة ضربة خسيسة قاضية ، نترنح بعدها يميناً ويساراً ، نفقد فيها توازننا بالكامل لنسقط على الارض مغشياً علينا ، غارقين فى دمائنا ، تكسوا اجسادنا كدمات القتال الغير متكافئ…

نحاول جاهدين بعدها الوقوف على أرجلنا مرة أخرى فلا نستطيع …. فقد خرت قوانا ولم يتبق منا شئ ليقاوم ، ليعود مجدداً الى حلبة القتال ….

فنستسلم ولا نجد سوى الارض مأوى لنا….

وتتبعثر من حولنا اشلاء كبريائنا وكرامتنا المتهتكة سنجد أنفسنا نبكى مصيرنا وحالنا وهزيمتنا الغير متوقعة …. ستنهال دموعنا دون توقف حاملة معها مرارة الهزيمة ، وهول الفاجعة ….

علينا حينها الا نقاوم تلك الدموع …. فقد علمتنى الحياة ان الدموع اول طريق العودة الى ما قبل الهزيمة ….وأنها اول خطوة للوقوف من جديد وأنها ليست دليلاً على الضعف بل دليلاً على القوة ….

فلنبك بقدر ما شئنا ، كيفما شئنا …. ايّاك وان تحبس تلك الدموع داخلك …. إياك وان تنهرها …. إياك وان تلومها وتوبخها …. اتركها تفعل بك ما تريد…

فتلك الدموع هى التى ستعيدك الى نفسك من جديد…

سيتبدل بعدها ضعفك الى قوة وانكسارك الى عزيمة واستسلامك الى اصرار…

وتتبدل بعدها قلة حيلتك الى جبروت ويعود قلبك من تيهته ليجد طريقه الى السعادة من جديد…

ستتبدل تلك الآلام والجروح بصدرك الى اوسمة ونياشين تشهد على انتصاراتك المقبلة…

سيموت ذلك الكائن الضعيف ، المغلوب على أمره ، ليبعث من جديد ذلك المقاتل الكامن بداخلك ، فيصيح ويصرخ فى وجه الكون…

“انى عدت لأواجه بلا خوف … فليحذرنى الجميع”

دينا ابو الوفا
دينا ابو الوفا

اقرأ للكاتبة

يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

شكرا للتعليق