أحذروا تناول بيضتين يوميًا يسبب الوفاة المبكرة
تقارير – التلغراف
نشرت دراسة طبية جديدة، في دورية الرابطة الطبية الأمريكية، أجريت على أكثر من 30 ألف شخص على مدار 17 عامًا، أن تناول بيضتين يوميًا قد يؤدي إلى مشكلات صحية في القلب والأوعية الدموية وإلى الوفاة المبكرة.
ويرجع ذلك إلى الكميات الكبيرة من الكوليسترول التي يحتوي عليها البيض، إذ تحتوي البيضة الواحدة من الحجم الكبير على 185 ميلليغراما من الكوليسترول، وفقا لوزارة الصحة في الولايات المتحدة.
ويتجاوز ذلك نصف ما يحتاجه الفرد يوميًا من الكوليسترول، بحسب منظمة الصحة العالمية (300 ميلليغرام يوميًا).
واعتمدت الدراسة، التي نشرت في دورية الرابطة الطبية الأمريكية، على تحليل بيانات من ستة خبراء حصلوا عليها من خلال تجارب شارك فيها أكثر من 30 ألف شخص على مدار 17 سنة، وفقًا لـ”بي بي سي”.
وتوصل باحثون إلى أن تناول أكثر من 300 ميلليغرام من الكوليسترول يوميًا يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة 17% ويرفع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 18%.
وفي حالة تناول الكوليسترول عن طريق البيض تحديدا، كشفت الدراسة أن تناول 3-4 بيضات فأكثر أسبوعيا يزيد من خطر التعرض لمشكلات القلب وخطر الوفاة المبكرة بنسبة 6 في المئة و8 في المئة على التوالي.
وأضافت النتائج أن تناول بيضتين يوميا يزيد من الاحتمالين بنسبة 27 و34 في المئة على التوالي.
مستوى اللياقة
يعتمد مدى الضرر الذي قد ينتج عن تناول البيض، وفقا لهذه الدراسة، على عدة عوامل، أبرزها مستوى اللياقة البدنية، والتدخين، والأمراض التي يعاني منها الشخص مثل ارتفاع ضغط الدم.
وقالت نورينا ألن، أستاذة الطب الوقائي المشاركة في كلية الطب في جامعة نورثويسترن وأحد الباحثين المشاركين في إعداد الدراسة: “أظهرت دراستنا أنه حال اتباع شخصين نفس النظام الغذائي مع اختلاف في استهلاك البيض، تزيد احتمالية إصابة الشخص الذي يتناول البيض بأمراض القلب”.
أبحاث سابقة
وتتناقض هذه الدراسة مع دراسات سابقة أكدت أنه لا علاقة بين تناول البيض وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب.
لكن ألن تقول إن تلك الدراسات أُجريت على عينات بحثية تفتقر إلى التنوع الكافي، علاوة اعتمادها على فترات متابعة قصيرة لعينات البحث.
مع ذلك، يعترف الباحثون بإمكانية وجود أخطاء في التحليل الذي قاموا به.
وجُمعت البيانات عن تناول البيض عبر استطلاع رأي وجه للمشاركين أسئلة عن النظم الغذائية التي يتبعونها في الأشهر والسنوات السابقة للبحث.
وأوضح خبراء آخرون أن النتائج التي توصلوا إليها جاءت عن طريق الملاحظة. ومع أنهم رجحوا وجود علاقة بين تناول البيض وارتفاع احتمال الوفاة المبكرة، فإنه لا يوجد ما يفيد بأنها علاقة سببية.
وقال توم ساندرز، أستاذ التغذية والنظم الغذائية في كلية لندن الملكية: “تكمن قوة هذه الدراسة في أنها تعبر عن التنوع العرقي لسكان الولايات المتحدة والنظم الغذائية للأمريكيين”.
وأشار إلى أنها “اعتمدت على محددات تتمثل في مقياس واحد هو المدخلات الغذائية”.
الاعتدال في تناول البيض
وبعد الإطلاع على نتائج هذه الدراسة، كم عدد البيض الذي ينبغي أن نتناوله؟
أوصت ألن، المشاركة في إعداد الدراسة، بألا يتناول الفرد أكثر من ثلاث بيضات أسبوعيا، كما أعطت بعض النصائح لمحبي البيض من بينها تناول زلال البيض فقط.
وقالت: “لا أميل إلى أن يخرج الناس البيض تماما من نظامهم الغذائي، لكني أنصح بأن يتناولونه باعتدال”.
ورأى توم ساندرز أن هذه الدراسة تركز على الأمريكيين.
وأضاف: “تقدر مدخلات الكوليسترول للأمريكيين يوميا بحوالي 600 ميلليغرام، وهو أعلى من متوسط الكوليسترول في النظام الغذائي السائد في بريطانيا المقدر بحوالي 225 ميلليغراما يوميا”.
وأظهرت الإحصائيات الصادرة من اللجنة العالمية للبيض في 2015، فإن الولايات المتحدة تقع في المركز الخامس من حيث استهلاك البيض على مستوى العالم، إذ يصل استهلاك الفرد سنويا إلى 252 بيضة. مع ذلك، تُعد أمراض القلب في الولايات المتحدة سببا في 20 في المئة من الوفيات. بينما يصل استهلاك الفرد في اليابان من البيض إلى 328 بيضة سنوي، لكن أمراض القلب تُعد مسؤولة عن 11 في المئة فقط من حالات الوفاة.
وأشار الخبير البريطاني إلى أن “تناول البيض باعتدال – من ثلاث إلى أربع بيضات أسبوعيا، معقول”.