ماكرون: “الأسوأ تم تجنّبه” في حريق نوتردام و”سنعيد بناء” الكاتدرائية
العالم – التلغراف
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنّ “الأسوأ تم تجنّبه” في الحريق الضخم الذي اندلع مساء الإثنين في كاتدرائية نوتردام بوسط باريس وأدّى إلى انهيار برجها وسقفها، واعداً بإعادة بناء المعلم التاريخي الذي سبّب احتراقه صدمة وحزناً في العالم أجمع.
ولدى تفقّده كاتدرائية نوتردام (السيدة العذراء) في وسط العاصمة قال ماكرون وقد بدا عليه التأثّر أمام ألسنة النيران التي كانت لا تزال تلتهم الكنيسة إنّ “الأسوأ تمّ تجنّبه حتى وإن كنّا لم ننتصر في المعركة بعد”، مؤكّداً أنّ “الساعات المقبلة ستكون صعبة”.
وأضاف: “سنعيد بناء نوتردام”، وفقًا لوكالة “فرانس برس”.
وأتى تصريح الرئيس الفرنسي بعيد إعلان فرق الإطفاء أنّها نجحت في “إنقاذ الهيكل الرئيسي” للكاتدرائية التاريخية.
وقال قائد فرق الإطفاء في باريس جان-كلود غالية للصحفيين “يمكننا القول إنّ الهيكل الرئيسي لنوتردام قد تم إنقاذه والمحافظة عليه”، مشيراً إلى أنّ برجي الكاتدرائية الرئيسيين تم الآن انقاذهما على ما يبدو.
بدوره قال وزير الداخلية لوران نونيز إنّ “ضراوة النيران تراجعت”، داعياً في الوقت نفسه إلى “الحذر الشديد” بسبب إمكانية استعارها مجدّداً.
والحريق الضخم الذي لم تعرف أسبابه حتى الساعة اندلع قبيل الساعة السابعة مساء في الكاتدرائية الباريسية التاريخية وقد أدّت النيران إلى انهيار انهيار برج الكاتدرائية القوطية التي شيدت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر والبالغ ارتفاعه 93 مترا، وسقفها.
وشارك حوالى 400 إطفائي في مكافحة النيران ومحاولة إنقاذ برجيها الأماميين، وهو ما تمكنوا من تحقيقه قبيل منتصف الليل.
وأفادت فرق الإطفاء أنّ الحريق “مرتبط على الأرجح” بورشة الترميم التي تشهدها الكاتدرائية البالغ عمرها 850 عاماً والمدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي منذ العام 1991.
وبسبب الحريق أرجأ ماكرون إلى أجل غير مسمّى الخطاب الذي كان سيلقيه مساء الاثنين للردّ على مطالب محتجّي “السترات الصفراء”.
ووصفت رئيسة بلدية باريس ان هيدالغو ما يحصل بانه “حريق رهيب” فيما تجمع الفرنسيون في محيط الصرح الديني والسياحي الشهير وهم يتحسرون لمشاهدة النيران تلتهم سقف الكاتدرائية وبرجها.
وقال مساعد رئيسة بلدية باريس إيمانويل غريغوار “تم استنفار فريق خاص لمحاولة إنقاذ كل التحف الفنية الموجودة”.
وأثارت مشاهد النيران وهي تلتهم التحفة المعمارية والصرح الديني صدمة وحزناً في العالم أجمع.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحريق بـ”الفظيع″ مقترحاً استخدام طائرات مخصّصة لمكافحة الحرائق لإخماده.
وأعرب الفاتيكان عن “حزنه” لاحتراق الكاتدرائية، مضيفاً في بيان “نعرب عن قربنا من الكاثوليك الفرنسيين والسكان الباريسيين. نصلّي من أجل عناصر الإطفاء وكلّ الذين يبذلون قصارى جهدهم لمعالجة هذا الوضع المأسوي”.
بدورها اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنّ الكاتدرائية هي “رمز لفرنسا” و”لثقافتنا الأوروبية”.
من جهتها أكّدت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أودري أزولاي وقوف المنظمة “إلى جانب فرنسا لحماية وترميم هذا التراث الذي لا يقدر بثمن”.
أمّا المتحدّث باسم مجمع الأساقفة في فرنسا فقال إنّ “رمزاً كبيراً للإيمان الكاثوليكي يحترق”.
وكتب رئيس بلدية لندن صادق خان على تويتر “مشاهد مؤلمة (…) لندن حزينة مع باريس اليوم”.
كما أبدت الكنيسة الكاثوليكية في الأراضي المقدّسة “تضامنها” مع فرنسا.
وفي العالم العربي قال شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيّب في تغريدة “أشعر بالحزن تجاه حريق كاتدرائية نوتردام بباريس، هذه التحفة المعمارية التاريخية. قلوبنا مع إخواننا في فرنسا، لهم منا كلّ الدعم”.
بدورها قالت الخارجية المصرية في بيان إنّ القاهرة “تتابع ببالغ الأسى والألم حادث الحريق الذي شبّ في كاتدرائية نوتردام، خاصةً لما يمثّله هذا الصرح العريق من قيمة حضارية وتاريخية لفرنسا وكجزء من التراث العالمي”.
وقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في تغريدة إنّ “الحزن يلفّ العالم لمشهد الحريق في كاتدرائية نوتردام في باريس. كارثة تراثية وإنسانية تفوق الوصف. كلّ التضامن من لبنان مع الشعب الفرنسي الصديق”.
بدوره أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس في برقية أرسلها إلى ماكرون “عن بالغ تأثره بخبر الحريق الذي دمر الكاتدرائية”، مؤكّداً أنّ “هذه الكارثة لا تمسّ فقط بواحد من المعالم التاريخية ذات الحمولة الرمزية الكبيرة لمدينة باريس، بل أيضاً مكاناً للعبادة لملايين الأشخاص عبر العالم”.