منظمات دولية تتسائل : ما هي الجريمة التي على بن سلمان ارتكابها ليستحق المحاسبة؟!

تقارير – التلغراف : أطلقت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، حملة تغريدات تحت وسم #السعودية_تقطع٣٧رأس، تنديداً بالمجزرة التي نفذها النظام السعودي بحق مواطنين بينهم قاصرون وأطباء وناشطون طالبوا بالعدالة والمساواة. المجزرة التي تعتبر مؤشراً مروعاً على أنه لا قيمة لحياة الإنسان لدى السلطات السعودية التي تستخدم عقوبة الإعدام بشكل منتظم كأداة سياسية لسحق المعارضة.

المنظمة قالت في تغريدة على تويتر: “على خلفية الجريمة المروعة للحكومة #السعودية بتنفيذ مجزرة جماعية في أطفال ومتظاهرين ونشطاء، وأشخاص، جميعهم لم يحصلوا على أدنى شروط المحاكمات العادلة. تطلق المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، وسم: #السعودية_تقطع٣٧رأس”.

وقد تفاعل ناشطون مع الحملة بتغريدات هاجموا فيها النظام السعودي، مؤكدين على وحشية النظام وعدم نزاهة القضاء. منهم الحساب الرسمي الخاص بحزب الأمة الإسلامي الذي علَّق بالقول إن الإعدامات تمت “دون محاكمات عادلة”.

المغردة المعارضة تمارا العتيبي أشارت إلى أن عدد من تم إعدامهم في السعودية وصل 100 شخص خلال 4 أشهر فقط منذ بداية العام الجاري 2019، من ضمنهم أشخاص كانوا أطفالاً وقت الاعتقال.

أضافت العتيبي في تغريدتها: “دائما ما تكون التهم موحدة وهي الإرهاب حتى انه أصبح من الصعب تصديقهم في الخارج”.

وتابعت: “33 من الذين أعدمهم النظام من القطيف لخروجهم في مظاهرات ومطالبتهم بحقوقهم وهي رسالة تحذير لأي صوت أو أي احتجاج يظهر للشارع”.

نشر حساب “ناشط قطيفي” صورة للمعدوم “عبدالله آل اسريح” وهو يرفع لافتة تحوي عدد المعتقلين السياسيين في السعودية (30 ألف) حيث يتجاوز عدد المعتقلين في سجون الكيان الصهيوني (10 آلاف)، مطالباً بالإفراج عن المعتقلين من السنة والشيعة.

ووصف حساب “معتقلي الكرامة” الإعدامات بـ”جريمة وحشية بشعة”.. وقال: “تصفية العشرات من المدنيين الأبرياء وهم أسرى مقيّدين .. بينهم علماء وأساتذة وطلاب وقاصرين، وأحدهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. #السعودية_تقطع٣٧رأس”.

من جانبه نشر المعارض السعودي مصطفى السداح فيديو مناشدة أم المعدوم عبدالله آل طريف وهي تطالب السلطات برفع حد السيف عن رقبة ابنها ولكن لم يستجب النظام لمناشدتها، وعلق بقوله: “قسوة محمد بن سلمان وقسوة ابوه تعدت كل الحدود”.

كما علق المعارض السعودي حسين بن عاقول بالقول: “لا أدري ما هي الجريمة التي ينتظر العالم النظام السعودي أن يرتكبها قبل أن يتخذ ضده إجراء حقيقي و يحاسب على انتهاكاته!! هل وعود بن سلمان بتطويع شعوب المنطقة لقبول النظام الصهيوني سيدا علينا ثمن الغطاء الغربي له والتجاوز عن جرائمه مهما كانت شناعتها؟!”.

وأكد حساب، ناشط قطيفي، المهتم بمتابعة شؤون المنطقة الشرقية، صحة معلومات المصادر التي أفادت برفض النظام السعودي تسليم جثامين المواطنين المعدومين إلى عوائلهم، مشيرًا إلى أن النظام السعودي يتعامل مع عوائل المواطنين بالمنطقة الشرقية، لاسيما أسر المعتقلين، على أنهم “إرهابيين”.

وأوضح أن “النظام منع تشييع المواطنين المعدومين منذ 2016م، وذلك جراء خوف النظام السعودي، من مراسيم تشييع أهالي القطيف للشهداء”.

وأضاف أن “أسر المعدومين، في حالة سيئة جدًا ومصدومة جراء تلقيها خبر الإعدام الذي جاء على نحو مفاجئ، ومن دون إبلاغ أهالي الضحايا مسبقًا، مما زاد من معاناة الأسر.

هذا فيما اطلق النظام السعودي، الأربعاء، سراح إندونيسيتين، حُكم عليهما بالإعدام، بعد يوم من تنفيذ حكم الإعدام بحق 37 مواطناً سعودياً حسب وزارة خارجية إندونيسيا، التي قالت إن عاملتين إندونيسيتين تعملان في خدمة المنازل، سبق وحُكم عليهما بالإعدام بتهمة ممارسة السحر ضد عائلتي ربي عملهما في السعودية، عادتا إلى البلاد، الأربعاء، بعد تخفيف الحكم.

وكان الباحث في الفكر السياسي الدكتور فؤاد إبراهيم في تغريدة على حسابه بتويتر ، أن “ابن سلمان روج لاتهامات باطلة عن من أعدمهم وها هو العالم يتعرف عليهم الواحد تلو الآخر ليكتشف بأنهم أرقى وأطهر وأنقى وأوعى وأكثر التزامًا ومسؤولية من سلمان وابنه وصبيانهم.. إلا الحماقة أعيت من يداويها”.

Capture

وتابع : “بعد احتجاز الجثامين ومنع تسليمها أصدر الوحوش والأجلاف قرار منع إقامة مجالس الفاتحة”، متسائلاً: “هل بهكذا تدابير يضمن الطغاة بقاءهم”.

وقال: “لو اعتبروا بمن أدبر لما ساروا على درب الهلاك نفسه.. ولكن ذاكرة الطغاة كما الكذاب قصيرة “.

من جانبها استغربت المعارضة الأكاديمية البارزة مضاوي الرشيد، اهتمام النظام السعودي بقضية “إبادة الأرمن” بتركيا، في حين أنه يمارس إبادة بحق الشعب بالمملكة وبحق اليمنيين ضمن حرب التحالف على اليمن.

وقالت المعارضة الرشيد في تغريدة على حسابها بتويتر: “ما أقبح نظام يبيد شعبه يوميا واليمنيين من ٥ أعوام وعندما يصبح أمميا مهتما بتاريخ الإبادة الجماعية التاريخية”.

وبراي الخبراء في الشؤون السعودية ان قيمة الإنسان في هذا البلد تتهاوى بالإمعان في أكثر من 100 شخص تم إعدامهم فقط منذ بداية العام الجاري 2019، في حين تستمر معدلات الإعدامات في الارتفاع منذ تولّي الأمير السعودي محمد بن سلمان منصب ولي العهد، إذ وصل عدد الإعدامات فقط بين يونيو/حزيران 2017 ومارس/آذار 2018 إلى 133 شخصاً معدوماً.

كما وانه لا قيمة للإنسان في ظل إخفاء جثمانه بعد إعدامه في السعودية. بدءاً برجل الدين الشيعي نمر النمر، وليس انتهاءً بالصحفي السعودي جمال خاشقجي، يحتجز النظام ما لا يقل عن 30 جثماناً، معظمها لمعارضين فضلاً عن تقطيع جثة خاشقجي التي لا يجد المجتمع الدولي إجابات من قِبل النظام السعودي عن مكانها حتى اليوم منذ مقتله في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018. لكن عدد الجثامين المحتجزة ارتفع على الـ30، بإعدام 37 مواطناً سعودياً بينهم 32 من الشيعة.

والإعدام في السعودية يتم في الأساس خارج نطاق القضاء، إذ “منذ العام 2011 استخدمت الحكومة السعودية العنف المفرط ضد المطالبين بالحقوق، بعد أن خرجوا في مظاهرات تطالب بالحريات السياسية والحقوق المدنية، والإفراج عن المعتقلين. وأدى العنف المفرط المتصاعد، إضافة إلى الاضطهاد والتنكيل وسحق الكرامة عبر التعذيب والمعاملة المهينة والحاطة بالكرامة، إلى توليد عنف مضاد لدى البعض. وبين أكتوبر 2011 حتى أغسطس 2018 قتلت الحكومة وفي سياق استخدامها للعنف المفرط والإجراءات التعسفية، 83 شخصاً على الأقل في القطيف فقط، وذلك بطرق متنوعة، بعضها بالتعذيب وبعضها بالإعدام التعسفي، اغتيالات الشوارع، الحرق، مداهمات، وحالات قتل في السجون لا يتسنى التحقيق فيها لعدم وجود استقلال قضائي”، كما تقول المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان.

وتوصل الرأي العام إلى استنتاج مفاده أن واقع الإصلاح في السعودية ليس الا مجرد وهم ومع ذلك، فقد تم إبعاده عن المعايير الدولية للانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان. فی الواقع، فإن السعودية لا تقتل الشعب اليمني فقط خارج حدودها، بل تقوم أيضًا بإغلاق حدودها ونشر القمع بين مواطنيها. من ناحية أخرى، مع التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والضغط على إخوانه المتدينين مثل قطر وإيران لمقاطعة أو حماية أصدقائهم في المنطقة، وفقدان السلطة من قوة إسلامية إلى ذراع تنفيذي لإسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة .

ويعتقد العديد من المحللين ان التعويل على الموقف الأميركي أو الغربي بصورة عامة في هذا الصدد يضاهي بحد ذاته المجزرة المأساوية، فمن يعتقد أن الغرب سيتبنى قضاياه أكثر منه هو غارق في الأوهام، والواقع أن الغرب بعقليته البراغماتية يتحرّك باتجاه مصالحه الخاصة لا بما يقتضيه الموقف الأخلاقي أو الإنساني، ولو أحدثت بعض الدول الغربية أمثال أميركا وألمانيا وكندا فرقعات إعلامية هنا وهناك لإدانة جرائم ومجازر السعودية سواء في الداخل أو في اليمن، فإنهم في الحقيقة حلفائها حتى آخر قطرة نفط، حينها يمكن أن نبدأ بمشاهدة تحرّكات جدية ضد السعودية على المستوى السياسي والحقوقي، بحال بقي النظام قائماً لذلك الوقت.

شكرا للتعليق على الموضوع