جهاد البطش يكتب : “ديفيد فريدمان” الرئيس الجديد للمجلس الاستيطاني “ييشاع”
كنت اقرأ في مذكرات ارثر بلفور البريطاني وصديقه هربرت صموئيل خاصة عندما وقف الاثنان ملتصقان عام 1925 بافتتاح الجامعه العبرية وقد افتخرا بدورهما بالمشروع الصهيوني واختبأوا وراء ستار لطالما كرروه بكل فقرة وهي “مصلحة المملكة المتحده ” ورغم الحقد الدفين لهم على الحلم الفلسطيني الا انهم حرصوا على اخفاء ذلك الحقد ..
لقد كان يكرر السير وولتر شو والسير سمبسون والسير بيفن وغيرهم بان مشاريعهم السياسية تهدف الى تحقيق حياة اقتصادية راقيه للفلسطينيين …
واليوم وانا اقرأ كيف يعود ديفيد فريدمان مرة اخرى ليكرر اوهام من سبقوه وبالمناسبة اغلبهم كانوا ايضا يهود ارثوذوكس بان صفقة القرن هدفها رفع مستوى المعيشة للفلسطينيين ..
يا هذا: لقد قرأت لك مقالة في تلك الصحيفة التي تحبك وتحبها “الجيروسالم بوست” قبل ان تكون سفيرا وبها عبارات عن فترة الانتداب ومدى تعاطفك مع أولئك المعذبين المهاجرين من النازية وكان لزاما علينا نحن الفلسطينيين كفارة النازية لليهود.. فلا نخالك تجهل تجارب من سبقك من خدعة ووهم الحل الاقتصادي ..
هل صدقت كذبة ان الفلسطينيون قد يجدي معهم ذلك ويتخلوا عن حلمهم الوطني ؟ ام انك تكذب وتكذب حتى تصدق وتقول لطابور جحا انهم يوزعون الحلوى ؟ بأي منطق تقيس تاريخ حزبك وخطابه تجاه القضية الفلسطينيه ؟ هل تتملص من ادارات الجمهوريين السابقه وما عانت من كذب واحراج المستوطنين برغم تعاطفها مع الحكومات الاسرائيلية ؟ انا ادعوك ان تقرأ ماذا كتب جيمس بيكر بمذكراته عن ذلك ..
وارجع الى الفصل الثاني من مذكرات د.جورج شولتز ايضا … اليسوا هؤلاء مرجعيات الجمهوريين ؟ ايها المستوطن فريدمان : يا من تعلمت بالجامعه علم الانثروبولوجيا .. بأي ثقافة او قيم تقيس الفرق بين المخلوقات ؟ ام اعجبك مقياس ذلك الصهيوني القومي المتطرف “موشي هس ” الذي يعشقه اليهود لحبه الرجل الابيض عن العربي المتخلف كما يقول في كتابه “روما والقدس” ؟ اليس هذا التحيز للاسرائيليين خاصة مستوطنيهم هو تفريق بالدم عن جيرانهم العرب ؟ ولو احد بالعالم قال ربع كلامك هل تضمن عدم وصوله للمقصلة لمعاداته الساميه ؟ ربما يفترض البعض اني اكتب باستفزاز او ردة فعل وجدانية ؟ لا لا ولكن عندما نرى فريدمان من المتحمسين لنقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، وكذلك هو من قال بأن “إسرائيل” لا تحتل الضفة الغربية، ومن حق المستوطنين أن يستوطنوا فيما يسميه بأرض “إسرائيل”. بل وترأس ” فريدمان” جمعية تقدم مساعدات لمنظمة صنفتها سابقا وزارة الخارجية الامريكيه كمنظمة إرهابية، وهي جمعية أصدقاء المدرسة الدينية في مستوطنة “ارائيل” التي توجد فوق أراضي سلفيت وفيها جامعة استيطانية وهي مركز المجلس الاستيطاني “ييشاع”.
بل ان ديفيد فريدمان من أكثر السياسيين الأميركيين دعما للاستيطان والأحزاب اليمنية المتطرفة في “إسرائيل”، وكان من أكبر الداعمين للاستيطان والمستوطنات، حيث ساهم بمبلغ مالي لتوسيع مرافق مستوطنة” بيت إيل” كما أنه رفض الإقامة ببيت السفير الأميركي داخل “إسرائيل” وقرر الانتقال إلى شقة صغيرة بالقدس لأنه كان من أكثر الداعمين والمروجين لنقل السفارة الأميركية إلى القدسورافق” فريدمان”” ترمب” منذ 15 عاما وعينه مستشارا له للعلاقات الأميركية” الإسرائيلية “أثناء الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية، وترأس “فريدمان “أيضا رابطة الصداقة الأميركية مع مستوطنة بيت إيل التي حولت إليها ملايين الدولارات …
اليس من حقه ايها الناس ان تتعاطفوا معه وتنادوا بتعيينه رئيسا لمجلس ” ييشاع″ ؟؟؟
أ.د. جهاد البطش – فلسطين