نانسى فتوح تكتب : ياعزيزي لا تسمح لأحد

نعلم جميعاً أن الحياة مليئة بالصعوبات والتحديات، وبحلوها ومرها نعيش تلك الأيام المليئة بالأوقات الصعبة أكثر من أوقات السعادة.

فكثيرا من الشباب يبدأ حياته منذ نعومة اظافره بمطلب رئيسي يسعى لتحقيقه وهو الانتهاء من الدراسة، وبالفكرة التي ترعرعت في اذهاننا “اتعب النهاردة ترتاح بكرة” وأن طلب العلم هو الطريق السليم حتى نصل الى مبتغانا .

فتستغرق من عمرنا 25 سنة في المتوسط حتى تنهي المرحلة التعليمية الرئيسية ثم تدرك أن هذه المرحلة غير كافية، لتستمر حتى تكمل دراسات عليا وتلك تستغرق من العمر 4 سنوات اضافية لتصبح في نهاية عقد العشرين لتستطيع الوقوف على قدميك، ولكن تصطدم في الواقع المرير بأن فلان ابن مسؤول ما وصل الى المكانة التي تسعى إليها لإنها كتبت بإسمه قبل تخرجه بسنوات بمرتب مضمون ومعروف.

ولكنني هنا لا أخاطب هذه الفئة ولكني أخاطب تلك الفئة المحبطة التي واجهت الحياة بصعوباتها، وأقول له ياعزيزي لا تجعل اليأس يتمكن منك، ومهما كان النفق مظلم وطويلا، فاعلم أن نهاية هذا النفق نقطة مضيئة تنتظرك!

هناك من القصص الواقعية التي قد حدثت امامنا تجعلك تعيد لك آمالك وطموحاتك مرة أخرى.

يحكي رجل في الخمسين من عمره فيقول :

 ذهبت الى احدهم اسأله هل من الممكن أن أسافر إلى أمريكا .. نظر إليّ الرجل من أعلى رأسي الى أخمص قدمي و قال … لا أظن .. أنت لست أهلا لها

الرجل الآن يعمل فى صحراء أبها .. و الحمد لله سافرت إلى أمريكا ووفقني ربي.

ذهب أحد أصدقائى الى رجل ليطلب مساعدته فى الزواج .. سأله الرجل أسئلة مقتضبه .. و نظر الى حالته الرثة .. ووعده وعد الكاذب أنه سينظر فى أمره .. و هو يعلم انها المحادثة الأخيرة .. و لم يدرك الرجل حينها ان هذا الفتى ذو العشرين ربيعاَ سيتزوج ملكة جمال و ينجب منها أطفال ملائكة و يعيش فى قصر على شواطئ فلوريدا فى فيلم رومانسى حقيقى.

نانسى فتوح تكتب : الحياة صعبة و لكن أعطاك ربك الحل

يا عزيزي هذه ليست قصص من صنع خيالى و يكتبها قلمي و يخطها، و لكنها قصص حقيقية أصحابها أعرفهم .. كتبوها بكفاحهم و عرقهم و اجتهادهم.. هذه ليست تنمية بشرية اوذعية و لكنها قصص بشر لحم و دم، لأني وجدت ان أفضل شئ هو بث الأمل، و لا بد أن يكون الأمل حقيقيا ليس زائفا لان الأمل الزائف يزيد البلة طيناً، ربك عدل حق سبحانه وتعالى، فلا يمكن أن يجتهد إنسان ويتعب إلا ولابد أن يكافئه الله، ولذلك لابد أن يحدث إدراك لهذا المعنى، إدراك بأن الله لا يمكن أن يخلف وعده، بأنني إذا تعبت فهل سيجازيني الله على هذا التعب ويوفقني ويكرمني؟ .

إن هذا الشك يقتل أي طموح عند أي إنسان، هذا الشك في أنه من الممكن أن يغير الله القانون وأن أجتهد وأتعب ولا يعطيني الله على قدر تعبي لا يمكن أن يحدث، إن الله كريم والكريم سبحانه وتعالى يعطي دون أن يُسأل فكيف إذا تعبت واجتهدت وطلبت منه فكيف سيعطيك سبحانه وتعالى.

لذا أقول ياعزيزي لا تسمح لأحد أن يقلل من شأن حلمك ،لا تسمح لأي شيء أن يطفئك، ولا لأحد أن يُحبطك، خلقك الله بكامل صفاتك وجعل فيك مميزاتك، أنظر بعمق لنفسك وقدراتك، الله خلقك ووضعك في مكانك، لا تيأس سيعبر كل صعب في حياتك، والله قادر أن يغيّر بطرفة عين أحزانك، وعنده قد كُتبت أقدارك.

اقرأ للكاتبة

نانسى فتوح تكتب : أكيد هتبقى أجمل..

شكرا للتعليق على الموضوع