سامي فودة يكتب : الأسير رائد أحمد حوتري

الأسير رائد أحمد حوتري يصارع المرض في سجون الاحتلال (1972م – 2020م)

في حضرة القامات الشامخة جنرالات الصبر والصمود القابضين على الجمر والمتخندقه في قلاعها كالطود الشامخ, إنهم أسرانا البواسل الأبطال وأسيراتنا الماجدات القابعين في غياهب السجون وخلف زنازين الاحتلال الغاشم تنحني الهامات والرؤوس إجلالاً وإكباراً أمام عظمة صمودهم وتحمر الورود خجلاً من عظمة تضحياتهم, إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر,

أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على أخطر حالات الأسرى المصابين بالأمراض المزمنة في سجون الاحتلال والذين يعانون الويلات من سياسات الإدارة العنصرية التي تتعمد علاجهم بالمسكنات دون القيام بتشخيص سليم لحالتهم ومعاناتهم المستمرة مع الأمراض لتركه فريسة للمرض يفتك بجسده..

والأسير المريض رائد أحمد محمود حوتري ابن الثامنة والاربعون ربيعاً هو أحد ضحايا الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها إدارة السجون بحقه والذي يعيش بين مطرقة المرض الذي يهدد حياته وسندان تجاهل الاحتلال لمعاناته، والقابع حالياً في (سجن هداريم)والذي انضم إلى قائمة طويلة من اسماء المرضى في غياهب السجون ودياجيرها، وقد أنهى عامه السابع عشر خلف القضبان ودخل عامه الثامن عشر على التوالي في سجون الاحتلال الاسرائيلي فهو يقضي حكماً بالسجن مدة 23 مؤبداً، إضافة إلى مئة عام أخرى.

الأسير: رائد أحمد محمود حوتري “أبو المقداد” أو (الحوت) كما يسمى في مدينته وبين الأسرى

تاريخ الميلاد: السابع والعشرين من شباط – فبراير عام 1972

مكان الإقامة : مدينة قلقيلية وقد تمكنت زوجته بعد اعتقاله عام 2003، من بناء منزل جديد جنوب المدينة بالقرب من منطقة “النفق الجنوبي”،

العائلة الفاضلة: تتكون عائلة الأسير رائد من الوالدة والوالد المتوفي الحاج احمد الحوتري عام 2011 دون أن يتمكن رائد من رؤيته منذ يوم اعتقاله قبل عشرات سنوات وتربى الأسير رائد بين خمسة ذكور واربع أخوات وهم / باسم – فيصل- نضال- علاء – منذر، وأربع شقيقات.

الحالة الاجتماعية: متزوج من السيدة الفاضلة المربية الدكتورة أسماء حمودة “حوتري” “أم مقداد” التي رزق منها بابنه البكر “مقداد” وقد حصل على المرتبة الأولى في الأردن في مسابقة رياضية بعد مرور سنوات من العمر و”حور” التي وُلدت بعد (12) يوما فقط من اعتقال والدها متفوقة دراسياً وهم يعتبرون والدهم نموذجاً للنجاح والصبر”.

المؤهل العلمي: تلقى رائد تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس قلقيلية، ثم أنهى في العام 1989 دراسة الثانوية العامة ليلتحق بعدها بالمعهد الشرعي في قلقيلية، وبعد عام اضطر رائد لترك مقاعد الدراسة بسبب المطاردة والاعتقالات المتكررة لدى الاحتلال

 والأسير رائد أحب كتابة الأبحاث المختصة وكتابة المسرحيات للأسرى وقد ابدع رائد بالعمل المسرحي والخطابة وقد جاب مدن فلسطين وقراها لتمثيل المسرحيات في الأعراس والمناسبات الدينية المختلفة لذا فقد كان له رصيد واسع من المعارف في كل أنحاء الوطن وأعكف على تأليف كتاب عن مدينة قلقيلية وتاريخها العريق منذ الحروب الصليبية، ومصادرة داخل السجن محدودة، إلا أن هذا الأمر لن يكون عائقاً أمامه، فالعزيمة والإرادة أقوى من كل المعوقات حيث قام بإعداد عدة أبحاث في عدة مجالات..

تاريخ الاعتقال: 21 آذار 2003م

مكان الاعتقال: في سجن هداريم

التهمة الموجه إليه: التخطيط لعملية “الدلفناريوم” في تل أبيب عام 2001

الحكم: بالسّجن المؤبد لاثنين وعشرين مرّة.

اجراء ظالم وتعسفي:- يمعن الاحتلال الصهيوني في مواصلة إجرامه بحق الأسير رائد حوتري بمنعه من زيارة زوجته ولم يسمح لأحد من أفراد عائلته من زيارته إلا مرة واحد حيث تم نقل أمه من خلال سيارة إسعاف إلى سجن لزيارة رائد إلا أن الاحتلال منع هذه الزيارة بحجة نقل رائد إلى سجن شطة يومها وأن والدته امرأة مسنة لا تقوى على القيام والحركة لذا لا تستطيع زيارته، أما أبناؤه مقداد وحور فيذهبون لزيارته عندما كانوا صغار السن مع الأقارب والناس لأن والدتهم ممنوعة من الزيارة.

اقرأ ايضا | سامي فودة: ذكرى رحيل عاهد الهابط (1972م 1993م)

مرحلة ما قبل وبعد اعتقال الأسير البطل : رائد حوتري

عُرف رائد منذ صغره بالتزامه الديني والخلقي حيث نشأ وتربى في مسجد علي ابن أبي طالب في قلقيلية، ومنه كانت بدايته نحو انخراطه في صفوف حركة حماس التي كان أحد عناصرها البارزين والمشاركين في فعاليات الانتفاضة الأولى عام 1987،واعتقل 6سنوات قبل اعتقاله الحالي وافرج عنه عام 2000,

مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 انضم الأسير الحوتري إلى صفوف المقاومة فكان أحد أعضاء الخلايا العسكرية برفقة الشهيد عبد الرحمن حماد والأسير المحرر في صفقة شاليط الشيخ طلال الباز، وتعتبر هذه المجموعة هي المسؤولة عن العملية التي نفذها الشهيد سعيد الحوتري في تل أبيب في صيف العام 2001 والتي أوقعت (20 إسرائيليا) وأكثر من (100 جريح) بعد هذه العملية، تمكن جهاز الشاباك الإسرائيلي من الوصول إلى بعض المعلومات التي أظهرت اشتراك الأسير رائد الحوتري فيها من خلال تجنيده لمنفذها، عندها بدأ مرحلة جديدة من المطاردة والملاحقة فاختفى عن الأنظار وانضم إلى قوائم المطاردين الذين افترشوا الأرض والتحفوا السماء.

بقي رائد مطاردا لقوات الاحتلال أكثر من سنتين نجح خلالها بالإفلات من القوات الإسرائيلية التي اقتحمت مدينة قلقيلية أكثر من (20 مرة) بحثا عنه إلى أن حاصر الاحتلال مساء الحادي والعشرين من آذار/ مارس عام 2003 المنزل الذي كان متحصنا بداخله في حي شريم في المدينة وقد رفض رائد طلب الاحتلال تسليم نفسه، وتصدى منفردا بسلاحه الخفيف لأكثر من (500) جندي إسرائيلي من القوات الخاصة الذين تساندهم المروحيات والدبابات، واستمر في مقاومته حتى آخر طلقة كانت بجعبته.

إطار النظارة نجاه من الموت المحقق افرغ جنود الاحتلال مئات الأمشاط وآلاف الطلقات والقذائف باتجاه المنزل، حيث حال إطار النظارة التي كان يرتديها رائد من إصابته بعيار ناري أطلقه احد القناصة، لتستقر عددا من الشظايا في وجهه وعينيه ادخلته في غيبوبة لأكثر من أربع وعشرين ساعة، ثم بعد ذلك اعتقلته قوات الاحتلال وهو في حالة صحية سيئة.

تعرض الاسير رائد فور وصوله إلى المستشفى الإسرائيلي للتحقيق على يد الإسرائيليين الذين اعتبروه “قنبلة موقوتة” يحق لهم استخدام كافة أساليب التحقيق العنيفة معه لمنع وقوع عمليات كان الاحتلال يعتقد أن رائد على علم بموعدها, قام المحققون خلال استجواب رائد بالعبث بجروحه التي أصابت وجهه، حيث كانوا يفكون القطب ثم يطلبون من الأطباء إعادة خياطتها من جديد دون استخدام البنج، ثم يقومون بحلها مرة أخرى، وهكذا كرروا الأسلوب نفسه في كل جولة تحقيق”.

الحكم والإصابة الثانية وبعد مرور ثلاث سنوات من اعتقاله وفي العام 2006 أصدرت المحكمة الإسرائيلية حكما بسجن رائد لمدة (22) مؤبدا لضلوعه في عملية الشهيد سعيد الحوتري ومسؤوليته عن مقتل (22) إسرائيليا، وهو الحكم الذي قابله رائد بمعنويات عالية ظل جنود الاحتلال يحملون الحقد ويكنون الكراهية للأسير الحوتري الذي كانوا ينظرون إليه انه العقل المدبر لواحدة من أكثر العمليات الفدائية إيلاماً وكانوا في أكثر من مناسبة يحاولون استفزازه ليجدوا مبرراً لضربه وعزله في الزنازين الانفرادية وهو الأمر الذي كان رائد متيقظاً له”.

وفي العام 2007 هاجم العشرات من جنود “النحشون” في سجن جلبوع الأسير رائد وهو مستغرقاً في نومه وانهالوا عليه ضرباً مبرحاً بالهروات، الأمر الذي تسبب بإصابته بجرح عميق في رأسه بطول (10 سم)، ووصفت حالته بالخطيرة، دون أي اكتراث من إدارة مصلحة السجون التي ادعت أن الأسير حاول سكب زيت مغلي على احد الجنود ,كما قامت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية في أيلول من العام 2011 بعزل الأسير الحوتري لمدة شهر كامل في سجن هداريم بحجة العثور داخل غرفته على هاتف خليوي.

اقرأ ايضا | سامي فودة :الأسير محمد الحروب يصارع المرض في سجون الاحتلال(1982م – 2020م)

الحالة الصحية للأسير: رائد حوتري

يعاني الأسير رائد من تمزق في المعدة وزيادة في إفرازات انزيمات الكبد وزيادة في نسبة الدهون في الدم وخاصة الدهون الحيوانية التي من شأنها أن تتسبب في إصابة المريض بالجلطات وبشكل مفاجئ ويعاني من وجود شظايا الرصاص والقذائف التي أصابت وجهه وعينيه مما تسببت له بصداع نصفي ويعاني من مرض في عينية حيث ضعف النظر والرمد الربيعي وهو بحاجة لزراعة قرنيات في كلتا عينيه وهو مهدد بفقدان النظر، كما يعاني من الكولسترول ومرض النقرس بشكل كبير والذي يسبب ضعف المفاصل والذي تسبب له في عدم قدرته على الوقوف، وأجبره على الصلاة وهو جالس على الكرسي, إلى أن قام جنود الاحتلال بالاعتداء عليه والتسبب له بجروح في رأسه خلال عملية اقتحام لسجن هداريم وقد أدى فقدان رائد لكميات كبيره من الدم لشفاء رائد من الصداع النصفي الذي كان ملازما له سبحان الله رب ضارة نافعه.

من على سطور مقالي أوجه ندائي إلى كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية والصليب الاحمر ومنظمة أطباء بلا حدود بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير المريض – رائد حوتري للإفراج عنه لتقديم العلاج اللازم له خارج السجون- الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات- والشفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض مختلفة – الحرية كل الحرية لأسرانا وأسيراتنا الماجدات.

اقرأ للكاتب

سامي فودة يكتب : الأسير محمد موسى نواورة

شكرا للتعليق على الموضوع