المسيري وهدهد..حب وكبرياء

أشهر قصص الحب بين المشاهير..يرويها محمد رفعت

من كتاب : اقاصيص العشق

”لا يمكن أن ترى الأشياء بوضوح إلا من خلال القلب فكل الأمور الجوهرية غير مرئية ” ..هكذا كان يرى المفكر الكبير الرحل الدكتور عبدالوهاب المسيري رباط الحب ويعلم مدى قوته و تاثيره على الناس .

وفى حديثه عن قصة الحب التى جمعت بينه وبين زوجته د. هدي حجازي الأستاذة بكلية البنات جامعة عين شمس، قال أنه انجذب لها من أول مرة بسبب وجهها الطفولى ، و تأجج الحب بداخله حتى أصبح لا يستطيع أن يمر يوما دون أن يراها .

وعندما أراد الزواج بها نصحه صديقه بعدم فعل ذلك فهو عضو بالحزب الشيوعى ونصير للعمال ، فى حين انها من الطبقة البرجوازية ، فمثل هذا الزواج مهدد بالفشل .

فشعر أنها إجابة باردة مجردة فذهب لأمه ليستشيرها ، فسألته سؤالا بسيطاً ومباشراً : هل يفرح قلبك عندما تراها؟

وتوصل إلي أن الزواج لا يمكن أن يستند إلي اتفاق طبقي وإنما إلي شيء أعمق، حيث يجب أن يكون هناك اتفاق علي المبادئ والأولويات الأساسية.

واعتاد المسيرى على مناداة زوجته بـ ” هدهد ” وقال عنها : كان لها أعمق الأثر في رؤيتي للحياة، ، نشأت قصة حب قوية بيننا إلي درجة أنني كنت لا أطيق الابتعاد عنها لحظة ، ثم توصلت تدريجيا إلي أن الحب الرومانسي واللحظات الفردوسية التي يقضيها المحبان معا في فترة الخطبة وشهر العسل هي لحظات مؤقتة ، فالحب الرومانسي قد يكون نوراً متوهجاً في البداية، ولكنه إن استمر يتحول إلي نار محرقة، وعلي الزوجين أن يدركا ذلك، فهما يمكن أن يتمتعا بلحظات صفاء وفي الوقت نفسه لا يجب أن تصدمهما العودة إلي أرض الواقع بحلوه ومره ، لأن هذا جزء حتمي في الحياة الانسانية.

وتحدث عن المساحة المشتركة بين الزوجين ، قائلا أن عليهم ترك مسافة بينهما، و يكون لكلا منهما مساحته الخاصة ، ولكنهما في ذات الوقت يجب أن يخلقا مساحة خاصة بهما وحدهما لا يشاركهما فيها أحد .

7-9

ونصح الشباب الذين علي وشك الزواج ألا يحاولوا أن ينجبوا لمدة ثلاث أو أربع سنوات إلي أن تتوثق العلاقة بين الزوجين، ويطورا الذكريات واللغة المشتركة ، وأن يدركا أن الحياة تتغير والإنسان يتغير وأن علاقتهما تحتاج إلي إعادة تفاوض من آن لآخر بخصوص العقد الصامت بينهما، وإعادة التفاوض لا تعني أن يجلس الزوجان وكأنهما في محكمة ، وإنما تعني أن يتسم الزوجان بالوعي وعمق الإدراك فيلاحظان التغيرات التي طرأت ويبدآن في التكيف معها .

ويحكى أنه سأل مرة زوجته بعد أن ابتعد عنها لمدة شهر، كيف الحياة بدوني فأجابت: الحياة بدونك مريرة، والحياة معك أيضاً مريرة!.

وفي أحد المؤتمرات سئلت عن همومها فقالت عندي همان أساسيان : الأول مستقبل هذه الأمة وما يحدث لها، والثاني هو عبد الوهاب المسيري.

وعن أسباب فشل الزواج، قال المسيري:” كثير من الأفلام المصرية والأمريكية تصور الحياة الزوجية كما لو كانت شهر عسل مستمر، ، كما أن تحويل نجوم السينما وأبطال الرياضة إلي مثل أعلي يشكل عبئاً نفسياً علي كل من الذكور والإناث ، و نصح المسيرى الزوجان أن يرفضا هذه الصور والنماذج التي تخلقها وسائل الإعلام، فالحياة أكثر تركيبا وعمقاً وجمالاً من هذه النماذج” .

وعندما سئُل هل يحتفل بعيد الحب ؟ أجاب بالطبع لا، فمن السخيف أن يكون للحب يوم واحد في السنة، ولم لاتكون كل أيام السنة فيها قدر من الحب أو التراحم .

كانت زوجته الشاهدة الأولى لأعماله وتناقشه فيها ، صاحبته فى نضاله ومرضه ، وفى أحد المرات التى قبض عليه الأمن بمظاهرات “كفاية” أمسكت بيديه ، ونظرة الخوف في عينيها وهي تلقي بتحذيراتها لأفراد الأمن “حاسبوا الدكتور تعبان ” ، و فى إحدى المظاهرات وأثناء محاولات الأمن الاحتكاك بالمسيرى وجدت تلاميذه وشباب حركة كفاية يحملوه على الأعناق لمنع الأمن من المساس به”.

الكاتب الصحفى محمد رفعت
الكاتب الصحفى محمد رفعت

اقرأ للكاتب

سر صفعة العمدة صلاح منصور لشكري سرحان بسبب فاتن حمامة!

شكرا للتعليق على الموضوع