محمد شمس الدين يكتب : ماري انطوانيت ملكة فرنسا على مقصلة الثورات العربية

عندما يقدم لنا التاريخ انموذج عن حقبة حكم زمنية سيئة عند ذالك على الطبقات الحاكمة والشعوب ان تعي كيف تستلهم الدروس والعبر من اجل تجاوز الاخطاء لكي يتسنى للجميع تقديم انموذج ناجح يحتذا به لذلك نجد من واجبنا ان نقدم حقبة حكم ملك فرنسا لويس السادس عشر وزوجتة الملكة ماري انطوانيت باعتبار ان هذة الحقبة تعتبر حقبة حكم سيئة ادت الى نشوب ثورة الشعب الفرنسي ضد الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري انطوانيت .

ان هذة الحقبة باحداثها تعد دراسة تاريخية مجانية لمن يريد ان يتصدى الى الحكم ، فقيادة الشعوب ليس بالامر الهين وعلى الطبقات الحاكمة ان لا تأمن حلم وصبر الشعوب فالشعوب ما ان تصبر حتى ينفذ صبرها وعلى هذا فان الاطاحة بالحكم ماهو الا وقت .

 لقد كان انموذج الحكم الفرنسي في تلك الحقبة عبارة عن مرتع خصب للدسائس والمؤامرات والشائعات وملجأ للافاقين والنصابين والمحتالين وقد زاد الامر سوء تصرفات الملكة ماري أنطوانيت التي كانت السبب الرئيسي في قيام الثورة الفرنسية ، فالملكة ماري كان يعرف عنها البذخ والاسراف الجنوني الذي تلخص في شراء مئات البدلات شهريا اضافة الى خسارتها الاموال الطائلة في صالات القمار مع الديون الكبيرة التي كانت مكبلة بها والتي كانت تدفع من خزينة الدولة بامرالملك لويس ، وعلى الرغم من انها كانت منغمسة في انهاك الخزينة الا ان الملك لويس لم يجرأ على توبيخها او زجرها يوما….. !؟

لقد جعلت هذة التصرفات الشعب الفرنسي ممتعض جدا، لقد كان الشعب الفرنسي مطلع على كل شيء فقد وصل الامر به ان يتداول المنشورات التي تفضح الفساد المستشري في المملكة في السر والعلن .

لقد كان الشعب ناقم على السلطة بسبب فسادها المالي والاخلاقي ، فالسلطة كانت في واد والشعب كان في وادٍ آخر ، فالشعب كان يعيش في حالة تعفف وجوع وانتشار الامراض والاوبئة.

 لقد استشعر هذا الخطر بعض المقربين من الملكة مما جعلهم يرسلون الى والدتها الامبراطورة ماريا تيريزا وقد ابلغوها بما يحدث … وعلية فقد قامت الامبراطورية ماريا تيريزا الى تقديم النصائح لها وبينت لها ان تصرفاتها خاطئة وعليها الانتهاء منها والا فان هذة التصرفات ستكون خطر عليها وعلى المملكة وعلى الرغم من هذا النصح والارشاد الا ان الملكة ماري انطوانيت لم تلتفت لكل هذا النصح والنقد البناء فقد استمرت الملكة ماري في بذخها واسرافها ، لقد كان قصر فيرساي ومنزل الجنيات المحيط به عالم خيالي ففية كانت الحفلات والرقص والحياة الفارهة وكان الشعب الفرنسي غير بعيد عن ما يحدث في هذا القصر ان هذا العالم وكل ما يحيط بالملكة والملك جعل الشعب الفرنسي يزداد نقمة وقد تاججت الاوضاع واصبحت اكثر سوء واحتدام.

بسبب ذالك العقد باهض الثمن الذي اتهمت بشرائة الملكة ماري … وعلى الرغم من برائتها من هذة التهمة الا ان هذة التهمة جعلت هنالك اصطفاف بين الشعب وحكم الكنيسة ضد الملكة ماري وبسبب هذا الاصطفاف فقد اتجهت الاحداث الى نهايات لا يحمد عقباها .

 فاخيرا لقد ثار الشعب الفرنسي ثورته الكبرى وخاصة عندما اطلقت الشرارة الاولى ان تلك الشرارة كانت بسبب قيام الملكة ماري بأعداد وليمة كبرى حيث تم فيها البذخ والاسراف المفرط لهذا عندما سمع الشعب الفرنسي بذالك ثار دون التفكير في العواقب حيث وصل الحال الى نقطة اللا عودة لقد كانت النساء في مقدمة الثورة حيث اتجهت نحو 7000 امراة فرنسية باتجاة قصر فيرساي لقد اربك هذا الحشد من النساء سادة السلطة من الملك والملكة الى دون ذالك فقد جعل هذا الامر الملك والملكة يهربون الى باريس وهناك قد تم القبض عليهم وقد تمت ادانتهما لكن الملكة ماري تمت ادانتها بتهمة الخيانة العظمى وقد سيقت الملكة الى ساحة الباستيل في باريس من خلال عربة مكشوفة لكي يراها الشعب حيث كانت ترتدي رداء أبيض وقد تم تنفيذ الحكم عليها بقطع الرأس في تاريخ 16 تشرين الاول عام 1793م الساعة 12:15 ظهراً.

 ان الدروس والعبر المستنبطة من هذة الحقبة تبين لنا ما هي اسباب الثورات وتبين لنا كيف يجب ان يكون الحاكم وكيف يجب ان يكون الشعب وما هي العلاقة المثالية لنجاحهما معاً لكن اي خلل في هذة العلاقة ستجعل الشعب يثور على الحاكم لغرض استرداد الحقوق ولونظرنا الى تاريخ تلك الحقبة بنظرة ثاقبة لوجدنا ان التاريخ يتجدد هنا وهناك فالشعوب المحرومة والفقيرة التي مزقتها الحروب والمؤامرات والدسائس هي الاقرب الى الثورات وسنجد إن الحكام المضطهدين لشعوبهم مازالوا في حالة بذخ واسراف وسرقة مقدرات بلدانهم فالصراع مابين الشعوب والطبقات الحاكمة مازال حاضراً وبقوة في عالمنا الحالي لهذا نجد اليوم الصرخات تتعالى هنا وهناك فاينما وجدنا شعوب تأن سنجد الطبقات الحاكمة تعيش في عالم اخر وهي سبب أساسي في معاناة شعوبها… فعندما تجد الشعوب ان بلدانها تنعم بالثروات وإن هذة الثروات تذهب الى الطبقات الحاكمة دون ان يكون للشعوب دور فيها عندها ستكون للشعوب الكلمة العليا كما ان هذة الكلمة هي التي ستعمل على التصدي الى الطبقات الحاكمة والفاسدة التي رهنت البلدان الى الاستعمار وقد بددت ثروات الشعوب وافقرتهم تحت عدة مسميات فحينما نجد ان البلاد تسرق بصفقات فساد في كل المجالات العسكرية والاقتصادية والصحية والعلمية وحينما نجد ان الاموال تخصص لاثراء الطبقات الحاكمة والشعوب لا تجد قوت يومها فعلى الشعوب المضطهدة ان تقول كلمتها كما قالت كلمتها الشعوب الحرة ومنها الشعب الفرنسي في ثورته لذالك على كل حاكم ان يستعد الى مطرقة الشعب وسندان القضاء ليلاقي مصيرة في الدنيا قبل ان يلاقية في الآخرة.

الفنان والكاتب _ محمد شمس الدين

اقرأ للكاتب

القرار الأخير 

شكرا للتعليق على الموضوع