آلية الزناد ضد ايران.. تهديدٌ انتهت صلاحيته
محمد ابو الجدايل – التلغراف : اليوم وفي اختتام جلسة اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا التي تباحثت فيها ايران مع بقية أعضاء الاتفاق ماعدا المنسحبة منه اميركا، اجتمعت آراء جميع الأعضاء على عدم تفعيل الآلية المسمّاة “آلية الزناد ” والتي كان يمكن أن تعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران وتقضي على الاتفاق الموقع في 2015.
من كان متواجد من الاعلاميين في اجتماع (4+1) اليوم الذي ضمّ كل من روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا علاوة على ألمانيا والطرف المقابل ايران، نقل عن لسان الديبلوماسيين الحاضرين فيه أن ملف الآلية التهديدية ضد طهران سيُعاد فتحه مجددا في الشهر الميلادي المقبل.
سعت دول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا خلال اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الذي عُقد في فيينا، العمل على زيادة الضغوط على ايران من خلال توجيه رسالة الى مدير اللجنة يطالبونه فيها بحث مزاعم انتهاك طهران للقرار رقم 2231 بشأن برنامجها الصاروخي وبحثه خلال اجتماع مجلس الامن القادم في 19 ديسمبر القادم.
يأتي هذا بعد أن قلّصت الجمهورية الاسلامية منذ شهر مايو لهذا العام التزاماتها المتعلقة بالاتفاق النووي والتي نُفّذت ضمن أربع مراحل ردّا على الانسحاب الاميركي من الاتفاق وعدم وفاء الاطراف الاوروبية بتعهداتها تجاه ايران. وبين تنفيذ المراحل، تمهل إيران، ستين يوماً، الأطراف الأوروبية للعمل بتعهداتها الاقتصادية، وهذا ما تحاول جاهدة ان تفعله دول الترويكا الأوروبية اليوم في فيينا.
مهلة ايران لمدّة شهرين قبل أن تنفّذ مرحلة جديدة من تخفيض التزاماتها النووية متجاهلةُ جميع تهديدات الأطراف الأوروبية التي بدلاً من الوفاء بالتزاماتها المؤجّلة، لا تزال تثير الكثير من الشكوك بشأن مصداقيتها، لاسيما بعد الرسالة الأخيرة التي بعثتها ثلاث دول أوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) اعتراضاً على برامج ايران الصاروخية وبهدف التملّص من الوفاء بتعداتها في الاتفاق النووي.
في هذه الأثناء، وبعد تلويح الأطراف الاوروبية في الاتفاق بتفعيل “آلية الزناد” التي ستعيد فرض العقوبات بشكل شامل على ايران، يتراود للأذهان سؤال وهو كيف لهذه الآلية أن تؤثر على الجمهورية الاسلامية بعد انسحاب اميركا من الاتفاق وفرضها عقوبات شديدة على طهران، خصوصاً ان الترويكا الأوروبية لم تلتزم ولو ببند واحد من بنود الاتفاق النووي بل خضعت للقرار الاميركي ولم تلتزم بتعهداتها تجاه ايران، فماذا سيحلّ بالجمهورية الاسلامية لو تم تنفيذ هذه الآلية المزعومة؟َ
آلية “الزناد” لو أوجزنا الكلام، هي عبارة عن بند من بنود الاتفاق النووي حيث يمكن لأي عضو في الاتفاق على إثرها أن يتهم إيران بانتهاكه، وإعادة القضية إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات تلقائية من مجلس الأمن مرّة أخرى على الجمهورية الاسلامية، وعلى كل دول العالم أن تمتثل لها حينها.
للوهلة الأولى، قد يظنّ البعض أن هذه الفقرة من الاتفاق تشكّل تهديدا كبيرا لإيران، إلاّ أنه وبالنظر إلى الظروف الحالية، أي انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات تتجاوز العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على إيران سابقاً وتقيّد الدول الأوروبية والعديد من الدول الأخرى بها، يُمكن القول إن تنفيذ أو عدم تنفيذ آلية “الزناد” التي تلوّح بها الترويكا الاوروبية لن يكون له أي تأثير على الضغط الذي تمرّ به إيران اليوم.
في الواقع، إن آلية الزناد هذه ليس لها أي تأثير جديد على العقوبات المفروضة على ايران في الوضع الحالي، وبطبيعة الحال، فإن استخدام هذا التهديد الأجوف لا يمكن أن يردع إيران عن مواصلة برنامج تقليص التزاماتها النووية.
إيران التي أكدت على الدوام ضرورة العودة الى الاتفاق والتزام جميع الاطراف ببنوده، ترفض الامتثال لشروط لن تضمن الحقوق القانونية للشعب الإيراني، التي قوّضها بشدّة قادة البيت الأبيض والدول الأوروبية على الرغم من التعهّدات والوعود الفارغة التي قطعوها، فالجمهورية الاسلامية لن تخضع أمام الضغوط التي تعتمد لغة الاجبار والاجحاف.
وكالات – نورنيوز