مدحت محى الدين يكتب : أخو المدير وابن الخفير
أتعلم عزيزى القارىء ما المأساة التى أدت إلى العديد من الإخفاقات بالعديد من الوزارات والمصالح الحكومية التى نتعامل معها بشكل يومى ؟ ، السكرتارية والقيادات التى يتم إختيارها على حسب درجة القرابة أو الصداقة والمعرفة لا على حسب الكفاءة ، فتجد الإخفاق والفشل والإنهيار يحيطون العمل بشكل واضح ، فتجد مدام عفاف ابنة خالة المديرة جيهان تقوم بتحضير البامية وتقوير الكوسة بمقر العمل ، وعندما يمر عليها المواطنون تقوم بتمريرهم على الأستاذ على شقيق السائق الذى يقود سيارة وكيل الوزارة والذى يقوم بدوره بالرد على المواطن ” فوت علينا بكرة ” ، والكل مطمئن لأنه عندما سيتقدم المواطن بشكوى ضد مدام عفاف أو الأستاذ على ستحفظ الشكوى ، من هذا الذى سيجرؤ على محاسبة ابنة خالة المديرة أو شقيق سائق وكيل الوزارة ؟! .
للأسف عزيزى القارىء ستجد هذا المثال منتشر فى العديد من مؤسسات الدولة ، لأن العديد من المسئولين كان همهم هو العمل على مصالحهم الشخصية وليس لصالح البلد ، وأحيانا تجد المسئول مقصر فى العمل لا لأنه لا يريد بل لأنه لا يستطيع وخبرته محدودة وكفاءته معدومة تسأله عن رؤيته لإصلاح خلل ما فتجده عقيم الفكر والإختيار ، نرجسى حاصل على العديد من الشهادات الأكاديمية ولكنه فاشل فى سوق العمل ولا يستطيع الإدارة .
تخيل معى عزيزى القارىء عندما يكون هناك مسئول ما واختار ابن خفيره أو سائقه أو طبيبه عنده ليكون نائبه أو مدير مكتبه ، ثم يأتى ابن المعرفة هذا ليختار صديقه ليكون قيادة لقطاع ما تابع للإدارة ، ويأتى بأخيه ليكون قيادة لقطاع آخر ، والصديق يأتى بزوجته لتكون مديرة لمكان يرأسه ، ويقوم أخيه بتعيين أحد أو إحدى أقاربه لمكان يرأسه ، وهكذا أيمكن عزيزى القارىء تخيل الدائرة المفزعة التى تدور فيها هذه المؤسسة من فشل وانهيار ؟!!! .
السياسة الخارجية غير مطمئنة بالمرة عزيزى القارىء ، هناك خلل فى العالم وأصبحنا لا نستطيع قراءة المشهد بشكل واضح ، الخوف من قيام حرب ما أو أن تجن دولة فتضرب دولة أخرى بالنووى مثلا أصبح قائما ، لم يعد هناك مستحيل ، الدول التى تدفع الثمن دائما هى الدول الضعيفة داخليا ، المجوفة لكن الدول القوية ذات المؤسسات القوية والبنية التحتية ، السليمة تواجه وتصمد ، بالنسبة لبلدنا الغالية ” مصر ” الإصلاح الداخلى أصبح ضرورة .
اقرأ للكاتب
مدحت محى الدين يكتب : حاميها حراميها