ياسمين مجدي تكتب: هناك آخرون غيرها يستحقون
مَن منا لا يحب سماع السيدة أم كلثوم سواء كان عبر الإذاعات المختلفة في الراديو حيث إنها أصبح الأمر منتشر على معظم الإذاعات في الراديو “ساعة مع الست” وتطرق الأمر إلى التليفزيون من أن بدأ في الستينات من القرن الماضي عندما بدأ في نقل حفل الخميس الأول من كل شهر والذي نجح في التفاف العائلة حول التلفاز.
فكانت هي أيقونة الغناء على مر العصور منذ أن ولدت في قريتها وعرفت بحلاوة صوتها الذي ليس له مثيل مهما عبر من أجيال ومهما ظهر من مطربين يتمتعوا بأصوات رائعة فاستحقت بجدارة أن تكون كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي إذ تغنت بأصعب القصائد وأعذب الكلمات والألحان ولكن أيضًا استحقت هذا اللقب لما فعلته من أجل بلادها عندما كان البلد يمر في ظروف عصيبة وكم كانت تسعى وتصول وتجول من أجل البلاد ومن أجل عبور محنة الحرب في سلام وأمان فكانت تشدو بأعذب الكلمات الوطنية التي تقوي الرجال وتشد العزم في الأيام والفترات الصعبة
كل ذلك وأكثر عرفناه عنها وعن فترات حياتها ومن عاصروها حتى الفترات العصيبة التي مرت عليها في أواخر عمرها ومرضها من خلال مسلسل”أم كلثوم” التي قامت به الفنانة العبقرية”صابرين” وكان معها مجموعة من النجوم البارعين بقيادة المخرجة القديرة التي استطاعت إخراج هذا العمل ببراعة واقتدار وكانت بحق سيدة بمائة رجل وهي القديرة” إنعام محمد علي” والتي أثبتت بحق كم هناك من سيدات قويات قادرات على الإدارة والتحكم ببراعة واقتدار وكان من أعظم مسلسلات السير الذاتية التي تم إنتاجها في تلك الفترة
آسفة على الإطالة في القدمة ولكني كتبتها بعد أن عرفت من خلال المواقع عن الشروع في إنتاج فيلم جديد عن تلك السيدة العظيمة رغم أن هناك مسلسل وفيلم تم إنتاجهما للسيدة أم كلثوم وهذه هي المرة الثالثة فهنا السؤال…لماذا السيدة أم كلثوم تحديدًا؟ والسؤال الأهم هو عن ما هو الجديد الذي سيقدمه الفيلم لم يتناوله العملين الماضيين من قبل؟ ومع كامل احترامي لكافة النجوم الذين سيقوموا ببطولة هذا الفيلم، ولكن هل منهم من سيكون في شكل الأناس الحقيقيين الذين عاصروا كوكب الشرق في تلك الفترة ففي مسلسل الفنانة صابرين كنا نشعر أن السيدة أم كلثوم ومن عاونها من فنانين وملحنين وشعراء وربما أهل الصحافة والميديا مازالوا أحياء بيننا رغم أنهم توفاهم الله منذ أعوام عديدة
وهنا السؤال لماذا التركيز على السيدة أم كلثوم بالرغم من أن هناك العديد غيرها ممن يستحقوا أن نخلد سيرتهم الذاتية للأجيال القادمة لكي يتعلموا ويستفيدوا منها في حياتهم وهذا هو المقصود من تخليد السير الذاتية لهؤلاء ولكن أين شادية، فريد الأطرش، محمد فوزي …هذا على سبيل المثال لا الحصر لأننا إذ بحثنا سنجد الكثير ممن يستحقون إذن أتمنى أن يكون لهؤلاء نصيب في تخليد سيرهم الذاتية مثل السيدة أم كلثوم كما أتمنى على من سيقوم بتأليف الفيلم أن يتحرى الدقة في المعلومات التي سيقوم بجمعها وطرحها في العمل القادم حتى لا يفقد المصداقية وبالتالي سيتهم بالاستخفاف بعقل المشاهد المصري بل والعربي أيضاً.
اقرأ للكاتبة
ياسمين مجدي تكتب: حتى ننعم بمظهر حضاري مشرف