عبير نافع تكتب : التفاؤل نبض وعصب الحياة (2)
في هذه الحلقة، دعونا نتعرف على كلمة “التفاؤل”، ونتجول ونبحر ونغوص في أعماقها، لعلنا نأتي بشهاب قبس منها، هي بلا شك، كلمة عظيمة الشأن وذات جوهر إيماني عميق لكل من يؤمن بالقضاء والقدر، ولكل من يدرك تصاريف الحياة الدنيوية، وما فيها من حوادث طارئة وابتلاءات مفجعة، كما إنها دليل الحكمة في أكثر المواقف إحراج وصعوبة وتفاقم، كذلك هي رسالة وجدانية فطرية لكل من يصبو إلى حياة سعيدة راضية بعيدة عن منغصات الحياة، فتحيطه بهالة دفاعية وقائية وسط أجواء عاصفة مزلزلة.
إذن، هي كلمة تبدو في ظاهرها مريحة وسلسة إلا إنها عميقة الدلالة عمق البحار والمحيطات، لذا لا يرتدي حلة الغوص ليطأ بقدميه أرض الأعماق في أحلك الأوقات، إلا ذوي العزم والصبر والبصيرة حتى يجدوا أنفسهم في حالة الإنبهار، أمام جمال الحياة وسط اللؤلؤ والياقوت والمرجان، ورونق زينتها البهية، مصداقاً لقول الله تعالى: 《الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم》 وكذلك عندما قال الله عزَّ وجل: 《قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم》 وغيرها من الأمثلة الكثيرة لعاقبة التحلي بالتفاؤل الحق، فالمعجزات لها أثر عظيم في النفوس، وتثبيتاً في يقينهم بالله بحق قوله: 《ولا تيأسوا من رَوح الله》.
لا ريب إن أكثر الأدوات المتداولة في كلمة “التفاؤل” هي بمجموعها، الصبر والحكمة ورجاحة العقل وفطنة القلب، وهي تمثل الركيزة الأساسية للإيمان الحق، لهذا كلمة “التفاؤل” تنبع من يقين وجداني داخل القلب، والذي بدوره يهمس في آذن العقل بأن الله معك ولن يخذلك.
دعونا أيضاً، لا نتسرع في استنباط المفهوم العام لكلمة “التفاؤل”، حيث تبين إنه يوجد خيط رفيع وخلط ما بين التفاؤل الحق والتفاؤل الخادع، انتظرونا في الحلقة القادمة.
تابعونــــــــــــــــــــــــــــا
اقرأ للكاتبة
عبير نافع تكتب : التفاؤل نبض وعصب الحياة (1)