عبير نافع تكتب : التفاؤل نبض وعصب الحياة (1)

مع بداية العام الجديد ٢٠٢٠ ميلادية، دعونا نطرح بعض التساؤلات عن ماهية الحياة وما جدواها وما المفترض منا كبشر لنحياها كما ينبغي، مع كيفية مواجهتنا للإبتلاءات بكافة تصنيفاتها، ومقاومتنا لجميع العوائق والعراقيل التي تتعمد قتل أحلامنا وطموحاتنا خلال مسيراتنا في صحراء الحياة، والتي نهدف إلى تعميرها وتحويلها إلى حدائق غناء تحتوي على مباهج الحياة المتعددة، والمعطرة بالأزهار ذات الألوان الزاهية المتنوعة.

 دعونا نتفق أيضا على أن الحياة تبدأ بمولدنا نحن فقط، مصداقا لقول الله تعالى: 《وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة * قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك * قال إني أعلم ما لا تعلمون》، ولا تبدأ الحياة ببداية خلق الكون ذاته منذ زمن سحيق حين قال له الله 《كن فيكون》. إذن باندماج روح كل منا بجسده بنفخها فيه، تولد الحياة ثم تموت بخروج الروح من الجسد، وصعودها إلى بارئها سبحان وتعالى، عندئذ تنحصر حياة كل منا ودوره في تلك الفترة فقط، وتلك هي الحياة المعنية.

 كل واحد منا مُيَسَّر لما خُلِق له في زمن محدد لا يتعداه، وهو مقدر فقط عند الله جل جلاله، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وحتماً لم يخلقنا الله عبثاً ولم يتركنا هكذا دون إرشاد أو دليل يقودنا في تلك المسيرة حتى الوصول في أخر المطاف، إلى الهدف الأسمى حيث حياة أخرى أبدية وهو النعيم المقيم للفائزين، والجحيم الخالد للخاسرين.

 إذن دعونا نتعرف على كلمة السر، والتي تتواجد في جميع الشرائع الدينية والمذاهب الروحية، ألا وهي كلمة “التفاؤل”، وهي ذات مغزى كبير حيث تعد قمة الإيمان والثقة بالله.

بدونها تصبح الحياة كالموت لا فرق بينهما، هذه الكلمة ليست بهينة، بل ذات شأن عظيم كما سنوضح في الحلقات القادمة.

تابعـــــــــــــــــــونا

شكرا للتعليق على الموضوع