محسن عقيلان يكتب : زكي مبارك ضحية خلافات تركية اماراتية

 قضية العميد المتقاعد زكي مبارك اخذت حيز ومساحة كبيرة منذ اعلان السلطات التركية عن عملية انتحاره في سجن سيليفري ونحن بدورنا سنتناول القضية من جميع جوانبها لمحاوله معرفة حقيقتها و    تفاصيلها  و اثارة بعض التساؤلات التى تقود الى التشكيك و التاكيد في نفس الوقت  ونبدأ بكم الاتهامات التي كيلت لكل من زكي مبارك والمعتقل الاخر سامر شعبان حيث  إتهمتهم الجهات الامنية التركية بالتجسس السياسي و التجسس العسكري والتجسس الدولي و التجسس على  هيكلية الاخوان المسلمين و الى تشكيل مجموعات تجسس على الاماراتيين المقيمين بتركيا وايضا التجسس على اعضاء فصائل فلسطينية وربط اعتقالهم بقضية مقتل جمال خاشقجي وأخر واغرب اتهام هو  وضع مخطط  لزعزعة استقرار تركيا وايران وقطر بمساعدة اسرائيل ولم يبقى الا تهمه الاحتباس الحراري كي تكتمل رزمة الاتهامات .

 لكن المهم في الموضوع ما الهدف من وراء تضخيم عمل وقوه وخبرة المعتقلين وهل اعلان انهم اماراتيين ومن ثم فلسطينيين له مغزي ام خطا غير مقصود وابلاغ عائلة شعبان بانتحار ابنهم من جهات رسمية و بعد اربع ساعات تم نفى الخبر على ماذا يدل و اذا كانت السلطات التركية كما تدعي المهنية اين المكان  الذى استخدم  للتجسس واين اللابتوب المشفر و القبو السري التي وجدت به هذه المعدات وعلى جانب اخر  لماذا  انتحر وهو مبلغ من المحامي الخاص به ان اجراءات الافراج عنه بعد يومين على لسان اخيه زكريا  لعدم ثبوت الاتهامات  الموجهة اليه وعلى فرض انه استطاع الانتحار والسجن مليئ بكاميرات المراقبة لماذا لم تظهر السلطات التركية  اشرطة تسجيل الكاميرات التي تعج بها ممرات واركان سجن سيليفري وتثبت عملية الانتحار و اذا استمرينا بفرضية الانتحار ماذا اراد  ان يخفى زكى  عن السلطات التركية من اسرار و اذا قتل من الجهة التي تريد اسكاته وتغييبه عن الحياه .

 أقوى فرضية  ان زكي قتل اثناء التعذيب وبمقتله أفشل مخطط تركيا في انتزاع اعترافات من زكي للاعتراف بالتهم المنسوبة  اليه ، وقطع الطريق (بضم القاف )عليهم لاخراج مسرحية مشوقة على غرار جمال خاشقجي لابتزاز الامارات لكن هل من المعقول ان يقتل معتقل في السجون التركية وهى بلد ديمقراطى  يجيب على ذلك الاحصائيات من جهات مستقلة ان 126 معتقل قتل في السجون التركية منذ إنقلاب تركيا يوليو 2016.

والان وصلنا الامارات  لماذا لم تقف و تدافع عن المعتقلين الذين تحملا  وزر خلافاتها  مع تركيا  واين السفارة الفلسطينية في انقرة من متابعة القضية واصدار بيان توضيحي يشرح تفاصيل القضية للرأى العام الفلسطينى ام ان الدم الفلسطيني رخيص الى هذا الحد ولا يحتاج الى عناء البحث .

اخيرا القضية ما زالت في بدايتها وهى مليئة بالالغاز وهناك رسائل تتم بين اجهزة البلدين الامنية من خلال دماء الضحايا .

الكاتب : باحث في العلاقات الدولية

اقرأ للكاتب

محسن عقيلان يكتب : فى تركيا تحالف الجمهور الرابح وقائده في تراجع

شكرا للتعليق على الموضوع