فيروس كوفيد-19 طبيعي تمامًا وليس مصنعًا داخل المختبر
علوم – التلغراف : أثرت نظرية المؤامرة على تعامل بعض الناس مع فيروس كوفيد-19، إذ قالوا أنه مصنع في المختبر وجزء من حرب بيولوجية، لكن بحثٌ جديد حسم هذا الجدل ونفى هذه الشائعة تمامًا.
وأجرى الدراسة باحثون في معهد سكريبس للأبحاث. وتتبعوا خلالها نشأة الفيروس وقارنوا بين بتركيبه وتركيب الفيروسات التاجية الأخرى ووجدوا أنه طبيعي تمامًا. وألقت الدراسة أيضًا الضوء على المصادر المحتملة لهذا الفيروس. ونشروا نتائجها في دورية نيتشر مدسين يوم الثلاثاء 17 مارس/آذار 2020.
وقال كرستيان أنديرسن، الأستاذ في معهد سكريبس للأبحاث والمؤلف الرئيس للدراسة، في بيانٍ صحافي «درسنا تسلسل الحمض النووي لفيروس كوفيد-19 وقارنّا بينه وبين تسلسل الحمض النووي للفيروسات التاجية الأخرى، ووجدنا بما لا يدع مجالًا للشك أنه طبيعي تمامًا.»
وتداول الناس على نطاقٍ واسع في شهر فبراير/شباط 2020 مقالًا يزعم أن فيروس كوفيد-19 ربما تسرب من أحد مختبرات الأسلحة البيولوجية الصينية في مدينة ووهان. وانتشر هذا المقال بصورةٍ كبيرة على الرغم من أنه يعج بالأكاذيب والأخطاء المنطقية، وربما يعود ذلك إلى ميل الناس إلى نظرية المؤامرة، لكن الدراسة الجديدة دحضت هذه المزاعم تمامًا.
وكان التركيب الجزيئي للفيروس الجديد أبرز الأدلة التي ساقها الباحثون في الدراسة الجديدة. لأنهم وجدوا أن الأجزاء الرئيسة من بنية الفيروس مختلفة تمامًا عن بنية الفيروسات التاجية الأخرى لكنه يشبه بعض الفيروسات التي اكتشفها العلماء في الخفافيش وآكل النمل الحرشفي.
يتضمن فيروس كوفيد-19 أشواكًا بروتينية خارجية ترتبط بالمستقبلات الموجودة على الخلايا البشرية المضيفة وتساعده على اختراقها، ويستهدف الفيروس مستقبلات الخلايا التي تنظم ضغط الدم بفعالية كبيرة. وذكر الباحثون أن هذه الفعالية الكبيرة تدل على أن الفيروس بليس ناتج عن هندسة وراثية.
وقال أنديرسن «الاختلاف الكبير بين الأجزاء الرئيسة من بنية فيروس كوفيد-19 والفيروسات التاجية الأخرى بالإضافة إلى فعالية أشواكه البروتينية في استهداف مستقبلات الخلايا البشرية التي تنظم ضغط الدم يستبعدا فرضية تصنيع الفيروس داخل المختبر.»
وأوضحت دراسة تسلسل الحمض النووي لفيروس كوفيد-19 عدة سيناريوهات لكيفية انتقال العدوى من الحيوانات إلى البشر. وتضمن أحد السيناريوهات تحور الفيروس إلى حالته الممرضة الحالية من خلال الانتخاب الطبيعي داخل عائله الحيواني قبل أن ينتقل إلى البشر. ويشير سيناريو آخر إلى انتقال الفيروس من عائله الحيواني إلى البشر في صورة غير ممرضة وبعد ذلك تحور إلى حالته الممرضة داخل البشر. وعلى الرغم من أن احتمالات السيناريو الثاني منخفضة لكنه مرعب لأنه يعني احتمال تطور سلالات أخرى ممرضة من هذا الفيروس داخل البشر حاليًا.
ولا يستطيع العلماء حتى الآن تحديد السيناريو الصحيح، لكنهم يبذلون قصارى جهدهم لتحديده لأنه سيساعدهم في فهم الجوائح المستقبلية وتوقعها.