سعاد سلام تكتب: عام جديد للتسامح
تعد الهجرة النبوية حدثا تاريخيا مهما غير مجرى الدعوة الإسلامية وفيه من الفوائد والعبر الكثيرة والأسرار امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر، وشملت الإنسانية لتطبيق الحق والعدل والحرية والمساواة ولازالت تقدم للبشرية أسمى القواعد الروحية والتشريعية الشاملة، التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع والتي تصلح لتنظيم حياة الإنسان بغض النظر عن مكانه وزمانه أو معتقداته ومع بداية السنه الهجريه الجديده التي بدأت منذ اسبوعين نضع في أذهاننا أن نرمي وراءنا كل احبطاطات العام الماضي بكل مافيها ونبدأ صفحه جديده مع أنفسنا ومع الناس وتجعله عام للتسامح وتسامح كل من أساء الينا لكي نشعر بالسعادة الحقيقة من خلال العفو عن الناس والتحلي بالتسامح والأخلاق الكريمة، فالتسامح يعمل علي تحقيق الراحة النفسية والشعور بالسعادة، فالعفوعن الناس يزيد الحب والمودة والترابط بين الناس، ومن أهم الطرق المؤدية للسعادة هي قراءه القرآن الكريم لأن فيه شفاء للصدور وسببا لتحقيق السعادة فإن عدم هجره القران الكريم والتمسك به والالتزام بقراءة ولو جزء صغير منه يشعرك بالسعادة والاطمئنان والابتعاد والإعراض عنه سببا للشقاء وعدم الراحة ،ولنجعل العام الجديد هو السبيل للقضاء علي كل الاحزان والهموم والإحباط والانكسار، ولنبدا في تحقيق السعادة الحقيفية التي تتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن المدفوع بقوة الإيمان قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97].وقال تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 123، 124].
وعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم ليس الغنى في كثرة المال ولكن الغني غني النفس ،إن السعادة ليست قاصرة على الجانب المادي فقط، وإنماالتحلي بالصبر والإكثار من التسبيح والتهليل والحمد من اهم الأسباب المؤدية للتحقيق السعادة والفرح، وذلك لقوله تعالي”فَاصْبِرْ عَلَيٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَيٰ”، فالإنسان لا يمكنه استشعار السعادة طالما يحيا وحيدا في هذه الحياة.
فبالاصدقاء يشعر بالسعادة وانسه بالقرآن وحب الخير لأخيه الإنسان وتقديم العون للناس وفضاء حوائجهم يجعلك في قمه السعادة تكسب الإنسان الدنيا والآخرة وهي السبيل لدخول الجنه لأن قضاء حوائج الناس أفضل من نوافل العبادات يقول الرسولﷺ: «وَلَأَنْ أَمْشِي مَعَ أَخٍ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يعْنِي مَسْجِدَ النَّبِيِّ ﷺ- شَهْرًا»جعلنا الله وإياكم ممن يقضون حوائج الناس ليشعرون بالسعادة في الدنيا والآخرة.
اقرأ للكاتبة
سعاد سلام تكتب: وزير الداخلية من طراز فريد