رحيل القائد الوطني الكبير وشهيد فلسطين صائب عريقات “أبو على”

(1955م -2019م)

تقرير: سامي ابراهيم فودة

قال تعالى: “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا “صدق الله العظيم ..

إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن وفدائي من مغاوير الثور الفلسطينية وأحد القامات السياسية والفكرية والإعلامية ومن أوائل قيادات حركة فتح وعضو باللجنة المركزية في المؤتمرين السادس والسابع وسياسي فلسطيني مخضرم بارع يُعرف بلقب “كبير المفاوضين الفلسطينيين” منذ عام 1996 لمشاركته في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، كما يُطلق عليه الشهيد المرحوم/ ياسر عرفات لقب “شيطان أريحا” يشغل منذ عام 2015 منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

بعد مسيرة حافلة بالعطاء والنضال والكفاح الطويل ترجل القائد الفتحاوي والمحارب الوطني الكبير الدكتور صائب عريقات “أبو على” أحد القيادات المتقدمة في حركة” فتح” والذي يعد في رحيله خسارة كبيرة للعمل الوطني الفلسطيني، والذي افته المنية اليوم الثلاثاء متأثراً بإصابته بفيروس كورونا المستجد بعد أن دخل على إثرها إلى مستشفى هداسا الإسرائيلي الذي نقل إليه منذ 3 أسابيع بعد تدهور حالته الصحية، عن عمر يناهز 65عاما قضاها في صفوف الثورة الفلسطينية مقاتلاً مناضلاً ومفاوضاً صلباً دفاعاً عن فلسطين وقضيتها وشعبها وقرارها الوطني المستقل ترجل ليلتحق بكوكبة الشهداء وعلى ‏رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات.

ولد المرحوم القائد المناضل الوطني الكبير/ الدكتور صائب عريقات ويُكنى “بأبي علي” في 28 أبريل 1955 في أبو ديس- توفي في 10 نوفمبر 2020 في القدس، وقد نشأ صائب عريقات في كنف أسرة فلسطينية مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلام الحنيف وينحدر عريقات من إحدى عائلات بلدة أبو ديس “شرقي القدس المحتلة” لكنه سكن في منزل ورثه عن والده في أريحا، متزوج في 3 سبتمبر 1981 من قريبته الأخت المناضلة نعمة عريقات “أم على” وأب وله من الأبناء أربعة.

تلقى تعليمه الدراسي في مدارس مدينة أريحا وحصل على شهادة الدراسة الثانوية العامة عام 1972، حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير من جامعة سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة في 28 ديسمبر 1978، ابتعثته جامعة النجاح الوطنية إلى جامعة برادفورد في المملكة المتحدة وحصل منها على درجة الدكتوراه في دراسات السلام عام 1983، وعمل محاضرًا في جامعة النجاح الوطنية بين عامي 1979 و1990.

محطات في حياة القائد الوطني الكبير/ الدكتور صائب عريقات

– خضع عريقات في 12 أكتوبر 2017 لعملية زراعة رئة في مستشفى إينوفا فيرفاكس في فرجينيا الشمالية.

– في 9 أكتوبر 2020، أُعلن عن إصابته بمرض فيروس كورونا 2019، وفي 18 أكتوبر 2020 نُقل إلى مستشفى هداسا عين كارم الإسرائيلي في القدس لتلقي العلاج بعد أن ساءت حالته الصحية.

– كان عريقات نائبًا لرئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد عام 1991 وما تلاه من مباحثات في واشنطن خلال عامي 1992 و1993، وعُيِّن رئيساً للوفد الفلسطيني المفاوض عام 1994.

– عُين وزيرًا للحكم المحلي ضمن حكومات ياسر عرفات الخمس في الفترة منذ 5 مارس 1994 وحتى 30 مارس 2003 وكان أول شخص يشغل هذا المنصب. وفي عام 1996 لُقب بـ “كبير المفاوضين الفلسطينيين”، وانتخب عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني ممثلاً عن دائرة محافظة أريحا في الانتخابات

 العامة الفلسطينية 1996. كان أحد الموالين المقربين من ياسر عرفات إبان قمة كامب ديفيد عام 2000 والمفاوضات التي أعقبتها في طابا عام 2001.

– عُين وزيرًا لشؤون المفاوضات ضمن حكومة محمود عباس في الفترة منذ 30 مارس 2003 وحتى 7 أكتوبر 2003. كما عُين وزير دولة لشؤون المفاوضات ضمن حكومة أحمد قريع الأولى في الفترة منذ 7 أكتوبر 2003 وحتى 12 نوفمبر 2003. ووزير شؤون المفاوضات في حكومة قريع الثانية في الفترة

 منذ 12 نوفمبر 2003 وحتى 24 فبراير 2005، كُلف خلالها في 27 سبتمبر 2004 بمُتابعة شؤون وزارة الإعلام.

– في 27 فبراير 2005، عُين رئيسًا لدائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية. – وفي 5 مارس 2005، عُين عضوًا في لجنة المفاوضات ضمن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

– في 28 أكتوبر 2005، عُين عضوًا في مجلس الأمن القومي الفلسطيني بصفته رئيسًا لدائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية.

– أُعيد انتخابه عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة محافظة أريحا في الانتخابات التشريعية الفلسطينية 2006. في عام 2009 انتخب عضوًا باللجنة المركزية في حركة فتح، ثم اختير في نهاية عام 2009 عضوًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

في 7 فبراير 2015، عُين رئيسًا للجنة الوطنية العليا الفلسطينية للمُتابعة مع المحكمة الجنائية الدولية.

بقلوب ملؤها الحزن والأسى وبالأصالة عن نفسي وعائلتي أتقدم باحر التعازي لعائلة عريقات المناضلة زوجته وابنائه وكريماته ورفاق دربه ومن واصل معه في مسيرة النضال والكفاح الطويل في مسيرة الثورة سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويلهم أهلها و ذويها جميل الصبر و السلوان.. انا لله وانا اليه راجعون.

“يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ” صدق الله العظيم

اقرأ ايضاً

شكرا للتعليق على الموضوع