تخرّج أول فوج من المتخصصين في علم النفس المدرسي بالمغرب
عبد المجيد رشيدي-التلغراف: في إطار الجهود التي تبذلها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، في سياستها للرفع من جودة التكوين والمواكبة داخل المدرسة المغربية لمسايرة متطلبات العصر، عرفت هذه السنة الجامعية حدثا مميّزا، لحق من خلاله المغرب ركب الدول السباقة في تبني المقاربة السيكولوجية داخل الوسط المدرسي بمنهجية أكاديمية وعلمية، وذلك تنفيذا لما جاء في القانون الإطار 17-51 فيما يتعلق بإحداث خلايا الانصات والاستماع التي ستعمل على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لفائدة المتعلمين تحت إشراف “متخصص”.
موازاة مع هذه الرؤية ومن باب انفتاح الجامعة المغربية على مواكبة الحاجيات العلمية للمجتمع، كانت جامعة القاضي عياض بمراكش، السباقة إلى فتح تكوين بسلك الماستر تحث عنوان ”علم النفس المدرسي”، وقد استفاد من هذا التكوين المتخصص الطلبة الحاصلون على الإجازة الأساسية والمهنية في ميدان علم النفس، تحت إشراف وتنسيق الدكتورة جميلة بية بمعية ثلة من الأطر المتخصصة في علم النفس وعلوم التربية، هذا التكوين الممتد لسنتين، تم خلاله المزاوجة بين الشق النظري والشق التطبيقي، ويهدف إلى ضبط سيرورات اكتساب المعارف والاشتغال الذهني للمتعلم، بالإضافة إلى التعرف على المشكلات واضطرابات التعلم لدى الأطفال وسبل علاجها، كما يهدف أيضا إلى الإلمام بالاضطرابات السلوكية بالوسط المدرسي وآليات علاجها، مرورا باكتساب تقنيات فحص الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وطرق التعامل معهم، ناهيك عن دراسة تقنيات التقييم والتقويم التربوي واكتساب مهارات التوجيه، الإرشاد التربوي، الوقاية والتدخل أمام حالات العنف المدرسي، مع التركيز على فهم السياق المدرسي والمحيط الأسري باكتساب القدرة على التدخل لحل المشكلات، مهارات التواصل والثقة في النفس والقدرة على القيادة.
تميز هذا التكوين بترجيح البعد الوقائي حين التخطيط لمواجهة المشاكل المدرسية لتفادي وقوعها، هذا وقد عبّر المتخصصين في علم النفس المدرسي حديثي التخرج عن استعدادهم الجاد لتقديم خدماتهم النفسية المدرسية لفائدة المتعلمين بالمدرسة المغربية.
اقرأ ايضاً
فؤاد الصباغ يكتب: التعليم العالي عن بعد زمن الكورونا “الإيجابيات و السلبيات”