ناصر اللحام يكتب: ندخل 2021 بلا خطة ولا مال ولا ثقة بأية حكومة أو شركة أو زعيم

حاولت الحكومات في العالم تسويق نفسها باعتبار أن لديها خطة لما يحدث. لكن سرعان ما اتضح أن جميعها فقدت السيطرة على الأوضاع اقتصاديا واجتماعيا وجغرافيا. ما يؤثر بشكل مباشر سوسيولوجيا وسيكولوجيا على أسواق العمل وسلوك الأفراد والبورصة وحجم الاستثمارات والسلة الشرائية ومفهوم الاستهلاك.

نطوي 2020 ونحن نشعر بالخسارة الكبيرة. خسارة الأرواح والأحبة، وخسارة المال، وخسارة العمل وأيام العمر في الحجر والمكوث والانتظار. ولا يزال سكان الكوكب يمنحون منظمة الصحة العالمية ثقة نسبية بانتظار اللقاح.

والغريب أن عدد الشركات التي أعلنت اكتشاف اللقاح أكبر بكثير من حاجة البشر. لكن الناس لا يشعرون بأي أثر لذلك. فلم نسمع بحالات تشافي ولا بفتح الأسواق والمطارات، ولا بعودة الحياة لطبيعتها. الحكومات تتسابق للإعلان عن انجازات شركات لم تصمد أمام الامتحان ولم تنجح بعد في إيجاد اللقاح وكأنها تقنع نفسها لكسب المزيد من النجاحات الوهمية وتثبيت السيطرة على الشعوب.

الروس أعلنوا أنهم اكتشفوا اللقاح ولكن الغرب شكك باللقاح الروسي. فأعلنت أمريكا اكتشاف اللقاح وفرحت جماعات أمريكا ولكن عدد الوفيات في تلك القارة يرتفع لتصبح أمريكا المصاب رقم واحد في هذا المجال. ثم سارعت أوروبا لاستثمار ثقة البشرية بمختبراتها فأعلنت اكتشاف لقاحات عديدة ولكن مطاراتها خاوية وحالتها بالويل. الصين التي ظلت صامته تبيع اللقاحات ولا أحد يعرف ماذا تفعل ومن الذي اكتشف ماذا!!!

أما إسرائيل الكاذبة دوما، فهي تبح في كل مختبر وتحاول عن طريق الموساد سرقة أي لقاح تباهي فيه، وتحشر نفسها في مصاف الأمم المخترعة. ولكن عدد الإصابات في إسرائيل يزداد ويزداد وأكاذيب نتانياهو ترتفع وترتفع.

ندخل 2021 ونحن لا نثق بأية حكومة، ولا بأية منظمة دولية، ولا بأية شركة احتكارية، ولا بأي زعيم، ولا بأي نشرة أخبار.

في الشهر الأخير من 2020 تبدو البشرية أكثر قلقا، وأشد وجعا، وقد عمد الناس إلى خفض سقف التوقعات أكثر وأكثر حتى اكتفوا بالحد الأدنى من الحد الأدنى.

السنة القادمة 2021 تبدو مبهمة، غامضة، وشديدة التكتم.

والحكومات والاحزاب جميعها بلا استثناء لا تملك أية خطة سوى اعطاء المزيد من المورفين للبشر.

بالأمس قلت لمجموعة من الأصدقاء: هل تطاولنا في البنيان ؟ هل نسينا أننا مجرد ضيوف على هذه الأرض؟ وماذا لو انقطعت الكهرباء عن كل العالم ؟ كيف ستبدو الحضارة المدنية المعاصرة؟

وقلت لنفسي: أليست فلسطين أجمل مكان العالم. سواء مع كهرباء أو من دون كهرباء!! أليست بلاد العرب أقدم وأجمل بلاد وأفضل مناخ!

اقرأ للكاتب

ناصر اللحام يكتب: الفرق بين المستوطنة وبين الوطن

شكرا للتعليق على الموضوع