ياسمين مجدي تكتب: نعم …مصرية وأفتخر

“عظيمة يا مصر يا أرض النعم”قالها من قبل الراحل الكبير “وديع الصافي”عندما تغنى في حب مصر، هذا أقل ما يقال بعد أن شاهدت كما شاهد العالم أجمع من خلال الفضائيات التليفزيونية الموكب الملكي المهيب والأخير للمومياوات الملكية الاثنين و عشرين و هم يرحلوا لمأواهم الأخير في متحف الحضارات الجديد بمدينة الفسطاط.

 حيث قامت تلك المومياوات بالعديد من الرحلات السابقة في العديد من المتاحف الأثرية قبل أن ينتهي بهم المطاف في هذا المتحف، والذي تم افتتاحه منذ أيام قليلة بحضور فخامة الرئيس السيسي ومعه معالي وزير السياحة والأثار المصري و بعض الوفود الأجنبية، حيث قام معالي الوزير بشرح مبسط شامل لجميع المقتنيات الأثرية الموجودة بالقاعة المركزية للمتحف والتي تتنوع من العصر البدائي مرورًا بالعصور الفرعوني والروماني والإسلامي وانتهاءً بعصرنا المعاصر.

فعندما تدخل عزيزي القارئ داخل متحف من تلك المتاحف، تجد نفسك قد دخلت في آلة الزمن التي تحولك إلى الزمن الماضي وتجعلك تتنسم عبق التاريخ، فإن كنت عزيزي القارئ من الجيل الحديث الذي لم يعاصر تلك العصور فلابد أن تقوم بزيارة للمتاحف المنتشرة في معظم محافظات مصر والتي تجعلك تعيش في أجواء تفاصيل العصور القديمة وتراقب كل ما يحدث من زراعة وصناعة أسلوب الحياة بأكملها وكأنك قد عشتها فعلاً.

هذا ما لخصه لنا معالي الوزير في الشرح الوافي الذي قدمه لسيادة الرئيس السيسي، الذي استمعناه من خلال شاشات التلفاز قد لفت نظري لباقة غير مسبوقة لمعالي الوزير واندهشت كيف يحفظ كل هذا عن ظهر قلب و كيف قال كل هذا بثقة و حضور لافت دون تلعثم، دون أن ينسى كلمة احدة فنشكره ونشكر كل معاونيه على كم المجهودات التي قدموها من أجل خرج هذا المتحف للنور.

أيضاً لا نغفل أن نتقدم بالشكر لجموع الفنانين المشاركين في هذا الحفل العالمي البهيج، الذين أبرزوا من خلاله مدى حبهم لهذا البلد الكريم الذين نشأوا وترعرعوا من خيراته و نشكرهم على حسن آدائهم و لباقتهم و من رائهم الكاتب الكبير الذي أبدع في كتابة هذه الكلمات البديعة الرائعة في حب مصرو كان على رأسهم الفنانين محمد منير و خالد النبوي الذي اكتشفناه مذيعاً يتميز بكل صفات المذيع الناجح من لباقة و حضور و الإنصات الجيد للضيف فكشف لنا عن كم المجهودات التي قامت بها وزارة السياحة والآثار من أجل ترميم كافة المتاحف القديمة من أجل أهل مصر، التي تم ترميمها في الخمس سنوات الماضية حتى التي مازالت منها تحت التأسيس كمتحف “عواصم مصر” في العاصمة الإدارية الجديدة أو “المتحف الكبير” والذي سيشهد على افتتاحهما العالم أجمع فقدم لنا معلومات قيمة لم نعرفها من قبل عملاً بمقولة”من ليس له ماض ليس له مستقبل”.

في الحقيقة يا سادة، لا أعرف كيف سأكمل مقالي فليس في الإمكان أن نقول أكثر مما قيل أو تمت كتابته في وصف هذا الحدث الرائع الفريد من نوعه مما دل على كم الجهود المبذولة على مدى عدة أشهر مضت من أجل إبهار العالم و  تضافر كل أجهزة الدولة وتلاحمها لتوضيح عظمة و مكانة مصر أمام العالم أجمع.

لكن كنت أتمنى أن يتم ذكر أسماء بعض الجنود المجهولين الذين قاموا بصناعة بعض الأشياء المستخدمة في هذا الحفل، ومن قاموا على إنشاء هذا المتحف وإعداده ليظهر للناس في أبهى صوره وهذا هو أقل تكريم لهم لكن ربما يحدث قريباً لكن لا يسعني بعد كل هذا إلا أن أقول بأعلى صوتي أمام العالم “أنا مصرية و أفتخر”.

اقرأ للكاتبة

ياسمين مجدي تكتب: أين الأب من تفكيركم؟

شكرا للتعليق على الموضوع