مدحت محى الدين يكتب : وزيرة ومديرية قتلوا المرأة بحملة صحة المرأة

تتعجب الوزيرة د/ هالة زايد وزيرة الصحة أو تتظاهر بالتعجب لماذا يستقيل الأطباء ؟ ، ولماذا لديها عجز بعدد الأطباء ؟ ..الإجابة عزيزى القارىء يراها الكفيف ، ليس فقط فى مرتبات الأطباء المتدنية التى لا تكفل لهم حياة كريمة ، وليس فقط من أجل تردى أداء الوزارة التى عجزت عن توفير مستلزمات طبية ضرورية لمختلف التخصصات بالمراكز والمستشفيات الحكومية ، والخيبة التى طالت المستشفيات التابعة للأمانة العامة للمراكز الطبية المتخصصة بدءا من العام الماضى ، ولكن أيضا للقهر والتهديدات والضغوطات المستمرة التى يتعرض لها الأطباء من قبل مسئولى الإدارات والمديريات بوزارة الصحة والتى وصلت لحد الدفع ب 15 طبيبة للموت مؤخرا بحادثة محافظة المنيا !! .

 لمن لا يعلم من القراء بتفاصيل الحادثة نحكى له ، منذ أيام قامت الإدارات الصحية بإبلاغ الطبيبات البشريات بأن عليهم السفر بالإجبار للقاهرة من أجل مؤتمر عن صحة المرأة للتدريب ، وهناك حملة لفحص الثدى تجرى الآن ببعض المحافظات ، اعترض بعض الطبيبات التابعين لإدارة سمالوط الصحية على فكرة السفرحتى لا يتعرضن لا ” للبهدلة ” على حد قولهن لأن السفر كان سيكون عبر سيارة أجرة بالفجر فى هذا الجو البارد ، وأخطروا بضرورة السفر قبلها بيوم كما قيل لهم بالنص أن التى سترفض سيتم نقلها عقابا لها خارج الإدارة الصحية التى تعمل بها وأنه ليس هناك عذر لا لمريضة ولا لحامل ولا لأم لديها أطفال وأن الطبيبة التى تخاف على أولادها لا مانع من اصطحابها لهم فى هذا البرد وظروف السفر العصيبة .

لم تكلف المديرية ولا الوزارة نفسها عناء حجز تذاكر بقطار محترم للطبيبات ، ولا صرف بدل انتقال لكى يتمكن من التصرف بأنفسهن ، لم تأخذهم رحمة بهن ولا بالحامل ولا بالأم ولا بالعروسة ، وقام النيام على خبر حادثة الطريق التى تسببت بوفاة بعض الطبيبات ، وحدوث انفجار فى الرحم بالطبيبة الحامل وحجز الباقى بالمستشفيات !!.

من المتوفيات طبيبة متزوجة حديثا ومن اللاتى حالتهم خطيرة الأم التى فقدت جنينها وفقدت السبيل للإنجاب مرة أخرى …ألم تعتصر القلوب على اللاتى رحن ضحية دكتاتورية الوزيرة ومسئوليها بالمديرية اللذين فضلوا الظهور الإعلامى على حساب حياة الطبيبات ، والمؤسف أن المؤتمر الطبى أقيم بميعاده دون أدنى احترام للحادث الجلل الذى أصاب زملائهم !! ، والمذهل أيضا أن هناك طبيبة تخلفت عن ركوب سيارة الموت ونجتها العناية الإلهية  وقامت الإدارة بإحالتها للتحقيق معها بالشئون القانونية لتخلفها عن الذهاب !!!! .

المؤسف عزيزى القارىء أنك عندما تنظر بعدسة مكبرة للإدارات الصحية ومديريات الصحة والوزارة نفسها تجد أن حفنة من المسئولين الجالسين على كراسى السلطة غير حاصلين على دراسات عليا ومتفرغون للعمل الإدارى ، مرتاحين على كراسيهم ورغم ذلك يتفننون فى ممارسة كافة العقد النفسية والتحكمات والتعسف ضد الأطباء المطحونين بالمراكز الصحية والمستشفيات ، يتفننون فى وضع العراقيل وتضييق الخناق على الطبيب الذى مازال يمارس مهنته بعيدا عن الإداريات ، المسئول المرتاح على كرسيه مستمتع بتكييفه ، يتقاضى راتبا لا بأس به بجانب العديد من البدلات والحوافز والمكافآت ، بينما الطبيب المطحون بالمراكز والمستشفيات لا يتقاضى لا راتب محترم ولا يحصل على مكافآت فى بداية المواسم ولا فى أى وقت !!! .

الطبيب الذى يواجه العدوى ويعرض حياته للخطر كل يوم فى مواجهة المرضى محاولا إنقاذ أكبر عدد منهم ويتم الإساءة له من الجميع لا يقدر نهائيا من قبل وزارة الصحة والمسئولين بها ، بينما الإدارى المستمتع بكرسيه وبتكييفه متمتع بكل مزايا الوظيفة الحكومية !! .

والآن عزيزى القارىء أمازلت تسأل لماذا هناك عجز شديد بعدد الأطباء بالمراكز والمستشفيات الحكومية ؟! ، عزيزى القارىء هذه الحادثة بمثابةصرخة تنادى بالحل ، والحل ليس فى إنشاء ” هاشتاج ” فى عالم افتراضى وهمى مطالب بإقالة الوزيرة ، ولكن الحل فى محاسبة الجميع وملاحقتهم قضائيا بدءا من أصغر مدير مرورا بمسئولى الإدارات والمديريات وصولا للوزيرة هالة زايد نفسها .

القانون يجرم كل من يهدد أو ينكل بأشخاص أو يعرضهم للأذى والقتل فلابد من تطبيق القانون على كل من شارك فى هذه الجريمة البشعة ، لابد من تطبيق القانون وتطهير وزارة الصحة وإعادة هيكلتها لوقف المهازل التى تحدث منذ زمن بعيد ، كل يوم يتأخر فيها القيام بالمحاسبة والتطهير يدفع ثمنها العديد من الأبرياء سواء من الأطباء أو المرضى …والآن ماذا ستفعلون ؟! .

اقرأ للكاتب

مدحت محى الدين يكتب : أخو المدير وابن الخفير

شكرا للتعليق على الموضوع