منى حسن تكتب: من خواطرى من وقائع الحياة

حكايه استوحتها وحاحكيها من وحى الخيال، ودى من القلائل الوقت لما الف او اكتب حكايات لان كتاباتى دايما مستوحاه من واقع واحداث وخبرات من حولى فى الحياه.

كان موضوعى اصلا كان ازاى تعيش ولكن غيرت الموضوع لان لاقيت  كالعاده حد كتب عنه بطريقه تانيه من جزئيه طرحتها منه ولكن شمل مضمون الموضوع كويس..  فقررت احكى حكايه.

حكايه خفيفه مع شويه تراجيديا نخرج منها بشويه قيم…

حكايه واحد عاش حياته فاكر انه ناصح وانه اذكى من الناس، بيتعامل من منطلق ازاى يؤثر على الناس بإن كلامه حلو وفيه مصطلح دارج بيقال انه دحلاب وان بيعرف كل حاجه ومابيشاركش حد فى رايه..

كان شاطر فى شغله حاول يعمل كل حاجه يحسن بيها حياته ويحاول يجارى اللى حواليه ولكن كانت طموحاته اكتر من امكانياته، كان حد مش قنوع، جايز طموحاته عمت بصيرته من عطايا ربنا له وبان فى ناس اذكى منه.

طول رحله حياته عايش حياه الطول والعرض كانه امير، وبذكاء موازن امور حياته الى ان تعسر وفى يوم من الايام قرر انه يشارك ويكبر حجم شغله ولكن ماخدش باله ان شريكه اذكى منه، اشتغلوا ونجحوا ولكن تناسوا ان دايما السوق غدار.. وفجاءه خسر كل ثروته وشريكه ال مش كويس ماتفهمش ان التجاره دى مكسب وخساره طالب بمكاسب بس مع ان شغلهم كسبه واتردت فلوسه واكتر وطلع طماع اكتر منه وورطه اكتر بالديون، وبيته ماطلعش بالوفا ليكمل مسيرته معاه.

فـ لاقى نفسه واقف على حبل رفيع مش عارف لا يروح يمين ولا شمال، ولو اتحرك خطوه حايوقع.

فضل يعافر يعافر لحد ماقدر وساب البلاد، يسافر من بلد لبلد ويحاول ويحفر فى الصخر لسداد ديونه ولم شمل اولاده، وتجميع حياته من اول وجديد..

وعدت الايام والاسابيع والشهور والسنين، وحيد والامل يموت وحاله يسوء .. عايش بيراجع نفسه على حياته، كان مواجهته لنفسه فى حد ذاتها اكبر علاج ان يعرف غلطاته كانت ايه، وانه لما يبتدى حايبتدى بجد ويصلح من نفسه على الحق لو ربنا اداله فرصه تانيه..

وفى وسط الضلمه دى ظهر له ايد اتمدت له فيها روح، بدءت تديله هدف ونور ومليت حياته تانى ايجابيه بعد ما كانت اسودت وبيفكر ينهيها.

فى قصير ووسط رحلته والحياه اللى اتمدت له كان حاسس انها النور وفرصه التانيه لحياته.. ونسيت الايد نفسها لتمده بالقوه وحكمت ان ممكن فى ضعفه حكمه على الامور مش مظبوط ولكن اصراره بان هى الحياه كانت ايجابيه   .

كان عيب الايد اللى امدت له انها كانت الحق، كانت المرايا اللى ناقص هو يشوفها، كانت ميزان الصح والغلط اللى ماحبش مع الوقت يشوفها..

لما رجعت له روحه وابتدى يلم حياته ويبص بايجابيه فى عيشته مع ان ظروفه هيه هيه، نسي مواجهته اللى كانت مع نفسه ومراجعتها  واول ما كسر هى المرايه لانها هى الحقيقه اللى بيشوف نفسه فيها وايده مقيده.

حياته بدءت بتوقعات وايجابيات مرايته تتحقق ادامه وكان بيـأمن بيها ويتفأل كان بيتنفس ويعيش باوكسجين مرايته، وانه كان حلم صعب انه يتحقق الى تم فى اقصر مما اتمنى لم شمله مع اهله تانى،

لما وصل ارضه وابتدى، رجع تانى بطريقه فكره وعيشته اللى فاتت وتناسي ان الفرصه بتيجى مره واحده، وتباعد وان الكلام الحلو كان مستخدم ممكن لان فى دين فى وقت الحاجه وخلاص..

ورجع تانى يكمل تمثيليه ومثابره حياته و عيشته عاش، ولكن كان دمر وكسر مرايته.

اظرف ما فى الحكايه دى اكتشفت انها حكايه موجوده بصور كتيره فى الحياه.. وظروفها كتير متقاربه وناس لسه عايشه بالصور دى،  وان فى شباب عايش كده خالط مشاعره بظروفه و مقضيها زى مابيقولوا..

للاسف لاقيت ان البنى ادم نشئته وثقافته وامانته مع نفسه بتهرب منها، حتى لو موجوده مواجهه لنفسه بتكون سطحيه او لو ظروفه بتحكمه معايير قاسيه ده مرفوض ومتكونش بالانانيه دى وتديله حق ان يستغل وياخذ كاحق مكتسب.

فى بنى ادمين بيتعاموا بسطحيه كأن معاهم لعبه عاوزها يدبدب ليلعبوا بيها شويه ويتسالى ويزهق لانها جت له ويرميها وكتير يكسرها من غير ما يفكر بأذاهم، فى ناس تانيه تاخد طبق تاكل منه معلقتين وخلاص اهو دقته، وناس غيرهم تشترى حاجه تحطها ادمها لمجرد انها جابيتها ومع الوقت بتتناسى وجودها وتتشال على جنب وتتملى تراب، وناس بتجيب الحاجه ولو اتكسرت ادامها خلاص مش مهم فى غيرها، نوعيات مختلفه مايتقالش عليها غير  للاسف ….

القيمه بتاعه البنى ادم فى ثقافته تربيته الاحترام والصدق، مش موجود عنده ازى تقدر بنى ادم ادامك، ازاى تقدر تحطه فى مكانته المظبوطه، ازاى تقدر تحترم حد شارك حياتك بفكر صادق..

الكلام ده مش منطبق على بنى ادم بس، ولكن منطبق فى العموم على تصرفات على افعال على اتفاقات وعلى حاجات كتير بنمر فيها فى شغلنا وتعاملتنا فى الحياه

الكلمه اللى بتقولها ليها وزن، الفعل اللى بتعمله له انطباع، المعامله ليها رد فعل، حاجات كتيره اوى فى الحياه مابقتش الايام دى موجوده “الصدق الامانه صون العهد الاحترام التقدير”.

البنى ادمين للاسف حتى من الزمن القديم ابتدوا يعيشوا بسطحيه، جواهم احساسيس وقيم موجوده بيدفنوها وبيتناسوها علشان يتعايشوا مع الزمن، وبينسوا ان اللى ادامهم فى منهم ماغيرش قيموه وان عندهم فكر واحترام ذات وتقيم للبنى ادم.

لما حكيت الحكايه دى كانت بصور مختلفه لاخد اراء واشوف فكر الناس ايه! حكيت مره بتريقه مره بدراما مره بجد كان انطباع وردود افعال الى بيسمع بنسبه 70% انه ده ممكن يحصل وبقى عادى وبزواده لكن!! مره حد يقول نداله، مره انانيه، مره ظروفه  دى حجه، حد قال ده مكبر من الاول وعارف عاوز ايه وعايش لمصلحته وخلاص..

واحد بس اللى قال ان الظروف ساعات بتاثر على البنى ادم، ده مش معناها انه كويس او وحش.. بس ده مش مبرر للمعامله وعدم اعطاء قدرهم وهدر قيمه البنى ادم..

واللى قال الكلام وتحليلى ده كان العبده لله..

مصريه

اقرأ للكاتبة

منى حسن تكتب: ضحكة.. حياتي يا عين

شكرا للتعليق على الموضوع